الصحفي والقيادي الإعلامي الكبير ياسين المسعودي

يمنات
محمد شمسان
نقيب الصحفيين اليمنيين حاليا ، وأحد أهم القيادات الصحفية والاعلامية اليمنية خلال العقدين الماضيين ، كاتب وصحفي كبير – ورائد من رواد المؤسسات الصحفية والإعلامية الرسمية ، يتمتع بالاخلاق الفاضلة والقيم الأصيلة ، وتواضعه وبساطته من أهم أسس علاقاته المتينة مع زملائه واصدقائه والمحيطين به ، وهو رجل إداري ومهني وقيادي بكل معاني الكلمة ، كما أنه رشيد في مواقفه وحكيم في تصرفاته وقراراته ، ومتزن في معاملاته وآرائه وكتاباته ، قريب من الجميع ومقبول لدى الجميع ومحبوب عند الجميع ، ولا ينحاز إلى طرف بحدية وتطرف ، ولا يخالف طرف بعداية وتكلف ، حتى وصفه البعض بشوكة الميزان التي لا تميل إلا للحقيقة فقط .
نشأ الصحفي القدير الأستاذ ياسين المسعودي في مدينة تعز وتلقى تعليمه ودراسته الأولية للمراحل الثلاث فيها ، ثم سافر لاستكمال دراسته الجامعية في مصر وإلتحق بجامعة القاهرة كلية الإعلام قسم صحافة ، وتخرج منها سنة 1981م ، ثم عاد إلى وطنه اليمن ليعمل في صحيفة الثورة ، حيث حصل على وظيفته الرسمية في فيها عام 1983م ، وبدأ يؤدي عمله كمحرر صحفي بهمة عالية وحيوية ونشاط ، وقد أهلته رغباته وطموحاته الكبيرة ليكون صحفيا ماهرا ومهنيا محترفا بكفاءة منقطعة النظير ، ومرت سنوات وهو يشهد تطورات كبيرة في أدائه المهني ، مما ساعده في التدرج عبر مواقع صحفية وادارية عدة ، وفي عام 1987م ، حصل على فرصة للتأهيل حيث أبتعث في دورة صحفية إلى اليابان فحصل على الزمالة في الصحافة ، وبعد عودته شهدت تجربته الصحفية – مرحلته الثانية في عمله بمجال الصحافة وهي مرحلة تعدد المناصب القيادية التي عبر من خلالها ليصبح اليوم الصحفي رقم 1 باليمن .
لقد كان من ثمرة جهوده ونشاطاته المتواصلة في تحفيز قدراته الصحفية وتطوير مهاراته المهنية ، إضافة إلى عطاءه المستمر في تحسين الأداء الصحفي للكوادر المهنية بصحيفة الثورة ورفع كفاءة الصحيفة لتحقق دورها وتؤدي واجبها كما ينبغي باعتبارها الصحيفة الرسمية الاول باليمن خلال فترة الثمانينات والتسعينات ، كانت ثمرات تلك الجهود التي بذلها الأستاذ ياسين المسعودي ، حصوله على ترقيات متتالية في وظيفته المهنية بصحيفة الثورة وعلى النحو الاتي :
* محرر صحفي بقسم الأخبار
* رئيس قسم التحقيقات الصحفية
* نائب مدير التحرير
* مدير التحرير
* مدير تحرير صحيفة الميثاق الناطقة باسم المؤتمر الشعبي العام
* نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر، نائب رئيس التحرير .
* نقيب الصحفيين اليمنيين
* الامين العام المساعد لاتحاد الصحفيين العرب
وبرأي أنه يجب الإشارة هناك إلى أهمية المرحلة التي تولى فيها الصحفي الكبير المسعودي قيادته للعمل النقابي الصحفي ، وهي مرحلة بالغة التعقيد والحساسية ، حيث ترشح لموقع النقيب خلال المؤتمر الأخير الذي عقدته نقابة الصحفيين في عام 2008م تقريب ، وكانت الدكتورة والصحفية الرائدة الفقيدة رؤوفة حسن هي المنافسة الوحيدة له في هذه الدورة الانتخابية ، وبعد فوزه بمنصب النقيب ، شهدت اليمن تحولات وتغيرات سياسية عميقة وكبيرة وحدثت انقسامات خطيرة في الوسط الصحفي والاعلامي ، وكادت هذه الانقسامات ان تؤدي إلى انهيار الكيان النقابي الكبير الذي يجمع مختلف الصحفيين ” نقابة الصحفيين ” ولكنه بحكمته وصدق نواياه إستطاع أن يتجاوز بالنقابة من هذا الانهيار ويجعلها بعيدة عن حالة الصراع والانقسام السياسي .
الصحفي والقيادي الإعلامي الكبير ياسين المسعودي ، لايزال يمثل كافة الصحفيين اليمنيين، ولايزال هو النموذج الوطني والمهني الذي يجمع عليه مختلف الأطراف والقوى السياسية في اليمن ، وما يميزه أكثر هو انه يعمل بصمت وهدوء وتعقل ، ولم ينجر إلى مربع الاصطفافات والتحيزات الحزبية والطائفية والمناطقية والسياسية ، ويتعامل مع الجميع باعتبارهم شركاء في الوطن وفي صناعة مستقبله ومصيره ، كما أنه شوكة الميزان التي يعمل من حولها ومعها كافة أعضاء مجلس النقابة منذ 17 عام ، وهو على ما هو عليه ثابت على خطه الوطني ومتمسك بنهجه المهني مستمر في تقريب وجهات النظر وازالة الخلافات والتباينات بين القيادات النقابية والصحفية والإعلامية في الساحة اليمنية ، ليقدم بذلك تجربة صحفية عظيمة ورائدة ومتميزة بكل ما فيها.