الصحفي والكاتب والاعلامي القدير سعيد الصوفي

يمنات
محمد شمسان
من أبرز الصحفيين والاعلاميين بمحافظة تعز ، ومن الكوادر الصحفية المتفوقة في مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر ، عشق الصحافة حد الثمل – فكانت له كما يريد ، أنامله تتلاعب بالحروف والكلمات وكأنها تتراقص بين يديه لتعطي للجمل والعبارات التي يخطها دلالات ومعاني عميقة وذات أهمية ، لم يكن التحاقه بمجال الصحافة والإعلام محل صدفة أو لعبة حظ ، بل كانت رغباته تعبيرا عن مكنون معرفي يفيض بداخله كموج البحر الهائج نحو الكلمة ، فوجد في ذلك طريقا للبوح والتعبير عما بداخله رغبات ثقافية ومعرفية شكلت شخصيته ، ودفعت به إلى واجهة المشهد الاعلامي والصحفي كأحد الاقلام الصحفية الوطنية على امتداد الساحة اليمنية .
يقول الزميل الصحفي سعيد الصوفي : من طفولتي وفي ريعان شبابي كنت ملازما الراديو أستمع إلى نشرات الأخبار .. ” مازالت نغمة ” جورج مصري يحييكم من وسط لندن ” في إذاعة ال بي بي سي ، عالقة في ذهني ” ، وراديو مونت كارلو وصوت هولندا وإذاعة الكويت وصوت العرب ” من القاهرة ” .
ولعل هذه المرحلة كانت تهيئة له ، ليصبح أحد نجوم الصحافة اليمنية .
في عام 2000 إلتحق الزميل الصحفي سعيد الصوفي بكلية الآداب بجامعة عدن – قسم صحافة – وتخرج منها عام 2003م بحصوله على شهادة ليسانس ، من قسم الصحافة والإعلام ، وخلال فترة الدراسة الجامعية ، إنطلق نشاطه الصحفي عبر مواد مختلفة نشرها على صفحات جريدة الطريق ، ثم توسعت نشاطاته لتشمل عدة صحف رسمية ومستقلة وحزبية منها ( الجمهورية والأيام و14اكتوبر والثورة والوحدوي والتجمع والتاس والثقافية والثوري والشورى والميثاق .. وغيرها ) كما أنه ساهم الى بمواد صحفية رياضية في الملحق الرياضي بصحيفة 14اكتوبر مع الزميل الصحفي القدير سامي الكاف والتي بدورها خصصت له عائدا ماليا إضافة إلى صحيفة الشورى التي اعتمدت له مخصص مالي نظير المواد الصحفية التي كان يرسلها من عدن والتي مثلت للصحيفة خلال تلك الفترة نافذة مهمة لنقل الاحداث من محافظة عدن واستمرار الارتباط بنقل ومناقشة هموم وقضايا المواطنين فيها .
بعد تخرجه وتحديدا في عام 2004م تقدم الصحفي القدير سعيد الصوفي للحصول على فرصة عمل لدى مؤسسة الجمهورية للصحافة والنشر بتعز ، والتي كانت قد نشرت اعلان احتياجها لعدد ثلاثة صحفيين محترفين ، وعند تقدمه لمقابلة اللجنة الخاصة بالاختبار ” إختبار القبول للحصول على الوظيفة ” ، أخذت اللجنة ملفه وبمجرد الاطلاع على محتوياته ، طلبت منه مغادرة القاعة والانتظار خارجا ، فتسأل الزميل سعيد متعجبا .. لماذا؟؟ فرد عليه أحد اعضاء اللجنة أنت صحفي جاهز ، ولا داعي لاختبارك ، فكانت تلك أشارة واضحة لقبوله بالوظيفة التي تم الإعلان عنها ، لتستكمل اللجنة عملها في اختبار المتقدمين الآخرين .
دشن الصحفي سعيد الصوفي مرحلته الصحفية الجديدة في صحيفة الجمهورية بدءا من إدارة التحقيقات الصحفية. ثم إنتقل بعدها إلى إدارة الأخبار ، وفي عام 2005م ، وبعد تعيين الأستاذ القدير سمير رشاد اليوسفي رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة الجمهورية ، رئيسا للتحرير ، تم نقله للعمل في إدارة التحقيقات ، حيث بدأت في عهده مرحلة جديدة ومغايرة ، اتيحت فيها المجال للصحفيين للعمل بحرية أعلى وتمكن الزميل سعيد الصوفي من الخوض في قضايا كثيرة وطرحها للنقاش على صفحات جريدة الجمهورية – إلى درجة أن رئيس التحرير اليوسفي قال عبارته المشهورة ” سعيد الصوفي كل أسبوع يفجر لنا قنبلة في تعز ” بتحقيقاته التي ينشرها – وتحدث ردود أفعال قوية ضده وضد الصحيفة بشكل عام .
وللعلم فإن عدد من تلك القضايا التي عرضها على الرأي العام ، تسببت له بمشاكل كثيرة وصلت حد التهديد بالقتل والملاحقة الأمنية أيضا لمرات عديدة .
حققت تجربة الزميل سعيد الصوفي الكثير من النجاح في مراحلها المختلفة ، وذلك نتيجة جهوده الكبيرة في خدمة ” السلطة الرابعة ” الصحافة ، التي كرس كل جهوده و أوقاته في سبيل تطويرها وتطوير الأداء المهني للمؤسسة التي يعمل بها ، ونشير في هذه السطور إلى أبرز العناوين التي تفوق فيها الزميل الصحفي سعيد الصوفي ووفقا لما يلي :
* أشاد به رئيس الوزراء الراحل عبدالقادر باجمال ” رحمه الله ” خلال كلمة ألقاها في ندوة تاريخية بمؤسسة السعيد ، وذلك بعد نشره مادة صحفية بعنوان ” دور المقاهي الشعبية في النضال الوطني “
* تم تعيبنه نائبا لمدير الأخبار ، ثم مشرفا على شئون الأخبار الدولية ثم مشرفا على الصفحة الاقتصادية ، ثم مشرفا على الملحق الاقتصادي ” السوق” خلال الفترة من 2005م إلى 2006 م .
* نشرت له العديد من التحقيقات والحوارات والاستطلاعات والاخبار والتقارير والمقالات في صحف ومجلات يمنية ومنها صحيفة يمن تايمز ، ومجلة الأسرة والتنمية ومجلة التجارة ومجلة المواصفات و المقاييس ومجلة الاستثمار واليمن الاقتصادي ومجلة الصناعة ، كما واشرف على ملحق ” يمن” الصادر عن مجلة الأسرة والتنمية خلال العام 2007م .
* انتخب عضوا في الهيئة الإدارية لنقابة عمال مؤسسة الجمهورية عام 2007م .
* في يونيو 2008م ، تم تعيينه مديرا لإدارة التحقيقات حتى العام 2012م ، وكانت هذه الفترة من اهم الفترات الذهبية في مسيرته الصحفية حيث ابدع بشكل كبير مع زملائه في إعداد وتقديم عدد من التحقيقات الإستقصائية التي حقق فيها سبقا صحفيا غير مسبوق .
* في العام 2009م انتخب عضو الهيئة الإدارية لنقابة الصحفيين بتعز وتولى مهمة رئيس لجنة الأنشطة والخدمات – ولايزال مستمر في عمله فيها حتى اليوم .
* حصل على العديد من الدورات التدريبية في المجال الصحفي والحاسوب .
* نال العديد من شهادات التكريم من جهات رسمية وخاصة.
* له عدد من المشاركات الفاعلة في فعاليات متنوعة محلية وعربية ودولية ( لبنان والكويت وتركيا )
* في بداية 2012م – تم تعيينه مديرا لمكتب مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر في محافظة عدن ، وحقق فيه نجاحات كبيرة – نال على إثرها شهادات تكريم من قبل رئيس مجلس الإدارة .
* إلتحق بدراسة الماجستير في جامعة عدن واكمل السنة التمهيدية بإمتياز – إلا أنه ولظروف خاصة لم يستكمل الرسالة .
* في نهاية 2016م عمل على إعادة إصدار صحيفة 26سبتمبر إلى جانب زملاء آخرين له ، وكان ضمن قوام هيئة التحرير ومسئول القسم السياسي ثم نائب أول لمدير التحرير الى العام 2021 حيث قدم استقالته .
* في 2018م تم تعيينه رئيسا لتحرير مجلة الاستثمار وعمل على إعادة إصدارها – بمعية الزميل هشام المحيا مدير التحرير ، واستمر في رئاسة تحرير المجلة الى منتصف العام 2021م واستقال منها لأسباب خاصة .
ورغم الظروف السياسية والاقتصادية التي تعيشها البلد وتأثر من جرائها الكثير من الصحفيين ومنهم الصحفي القدير سعيد الصوفي الذي عاد إلى قريته مكتفيا بممارسة التوعية المجتمعية للمواطنين هناك ، الا انه لم يستسلم ولم يتحول إلى بوق للحرب أو الى قلم مأجور ، بل فضل العيش على قيمه الأصيلة ومبادئه العظيمة التي آمن بها ويصر على التمسك بها الى اخر يوم في عمره ، مقدما بذلك تجربة صحفية عظيمة في جهوده وعطاياه والتي يجب ان تكون محل اهتمام لكل الباحثين والدارسين والمتخصصين في كتاب الاعلام والصحافة.
للزميل العزيز سعيد الصوفي خالص التقدير والامتنان ، مع أمنيتي له بموفور الصحة والعافية ودوام التوفيق.