لقد ضاقت الأرض بما رحبت..؟

يمنات
محمد الصوفي
لقد ضاقت الأرض بما رحبت .؟
نعم في اليمن،
ولم تعد السبل ميسّرة، ولا الطرق ممهدة.
تاهت القوافل في صحراءٍ من الوجع، والخيانة والمؤامرة وضاقت الأرضُ بما رحبت،
حتى غدت الأنفاس مثقلةً بالهم والخذلان.
فها هو الشعب المكلوم يتأرجح بين تمزق و فقرٍ مزمنٍ،
وحربٍ لا تنتهي، وفسادٍ يلتهم أحلامه كما يلتهم الحريق الهشيم.
لقد تقطعت باليمنيين السبل؛ فلا دولةٌ تحميهم، ولا عدلٌ يواسيهم، ولا ضميرٌ يستيقظ بين المترفين. عبث العابثون بمقدراتهم،
ونهب المفسدون ما تبقّى من رمقهم، وتجبر الطغاة فاستحلّوا دماءهم،
وتمادى الغزاة في أطماعهم حتى جعلوا من اليمن ساحةً لتصفية الحسابات. تمزقت الجغرافيا،
وتشظّت القلوب، وتفككت البنية الاجتماعية كما يتفكك الجسد حين تنهشه الوحوش المفترسة من أطرافه.
لكن .!
وسط هذا الركام .؟
يبقى النور الإلهي مشعًّا لا يخبو. مهما مسّنا الضرّ أو ضاقت بنا الحيل، فلن يخيب لنا في ربنا أمل.
وإن أناخت بنا البلوى، وتخلت عنا الأقرباء والأصدقاء. فإنا نوقن أن لنا ربًّا يحولها عنا فتنتقل. فالله وحده هو الملاذ حين تضيع الحكمة ويزتاد الظلم وتغيب العدالة الأرضية، وهو العدل حين يسكت القضاة، وهو الجابر حين يطغى الكبراء.
وهو الناصر والمؤيد في وجه هذا البلاء الطويل، ولا نملك القوة إلا أن نرفع أكفّ الضراعة:
إلى الله نرفع شكوانا، وعليه نتوكل، وبه نستعين، يكشف كربنا، ويلم شعثنا ويدواي جرح وطنٍ ذاب من الألم، ويرد لليمن عزه ووحدته، ويزرع في قلوب أبنائه الرحمة بدل الأحقاد والأقتتال .والحكمة بدل العناد.
والقوة بدل الضعف فمن لنا بعد هذه المؤامرة غير الله؟
ومن نرجو بعدإن أغلقت الأبواب، وضاقت الأرض، وقلًت الحيل وخابت الوعود؟
إلاباب الله مفتوحًا لا يُغلق، وخزائنه لا تنفد، وعدله لا يُؤجل.
وفي ذلك الأمل الباقي…
لتعود الروح ألى الجسد وتبدأ نهضة اليمن من جديد
والله المستعان وعليه التكلان..؟