فضاء حر

أين المرتبات يا سادة..؟

يمنات

نائف المشرع

منذ العام 2016م وكل موظفي الدولة منقطعة مرتباتهم وخاصة موظفي وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم والكثير من الوزارات غير الإيرادية ومنها العدل..

أكثر من سبع سنوات وأغلب موظفي الدولة بدون رواتب، خاصة الموظفين قاطني المحافظات التي تسيطر عليها حكومة الإنقاذ التابعة لجماعة الحوثي، فهؤلاء الموظفين هم الأشد معاناة فلا حكومة عدن التي نقلت البنك المركزي إلى عدن أعتبرتهم مواطنيها وصرفت لهم الرواتب أسوة بالموظفين الذين يعملون في نطاق سيطرتها، ولا حكومة الإنقاذ تحملت المسؤولية وقامت بصرف رواتبهم كموظفين يعملون لديها..

طرفا الصراع في اليمن أستخدموا المرتبات بشكل متعمد “سلاح” لتجويع وإبتزاز الموظفين بشكل صارخ، بينما الجميع يعرف إن حكومتي عدن وصنعاء تستطيعان صرف مرتبات موظفي الدولة، ولكن التنافس على الإبتزاز والفساد والتجويع والتخلي عن المسؤولية صار سلوك الحكومتين..

حرمان موظفي الدولة يعد جريمة حرب يتحمل مسؤوليتها طرفي الحرب الدائرة في اليمن منذ ثمان سنوات. ومن حق من قطعت مرتباتهم أن يحاكموا قادة طرفي الحرب بتهمة مصادرة مرتبات موظفي الدولة، حيث ما وجد قانون ومحاكم ترعى العدالة داخليا وخارجيا..

طرفا الصراع أمراء الحرب ولصوص المرتبات يتجاهلون معاناة موظفي الدولة لسنوات، بل ويمتنع الطرفان على طرح أزمة المرتبات في كل جولة تفاوض بدء بمفاوضات الكويت مرورا بجنيف‏1 وجنيف ‏2 وصولا لمفاوضات “ﺳﺘﻮﻛﻬﻮﻟﻢ” ومن بعدها كل المفاوضات في سلطنة عمان ومؤخرا في الأردن.

خلال كل تلك المفاوضات والمشاورات لم نسمع أن طرف من طرفي الصراع منح أزمة المرتبات أولوية أو حتى قام بطرحها على الطاولة كشرط مسبق ومحق لحضور المفاوضات.

أليس تجاهل أزمة المرتبات يعد دليل على أن طرفي الصراع مستفيدين من إنقطاعها، وحلها يعني حرمان الطرفان من مليارات الدولارات ينهبونها كل عام ويحرمون موظفي الدولة منها بل ويجبرونهم على الدوام بدون مرتبات، ومن لم يداوم يهدد بالفصل من وظيفته بطريقة غير إنسانية وغير أخلاقية وغير قانونية، إذا كان القانون ألزم الموظف بالدوام فقد ألزم الدولة بصرف مرتبه وحقوقه وليس من قانون يلزم الموظف بالعمل دون أن يستلم مرتبه.

إنه الأذلال والقهر أن تطلب من الموظف الحضور لتادية واجبه وهو لا يجد المال الذي يمكنه من رعاية أسرته كما يجب، إنه من الظلم أن تلزم موظف بالدوام ويعود من وظيفته للمنزل كما ذهب، بينما أسرته تحلم أن يعود لها بما تحتاج له من غذاء ودواء، إن من العار على حكومات العار التي لا تمثل أحد من الشعب أن تطلب من الموظف الدوام وراتبه مقطوع ، إنه من العار أن تشاهد أستاذك يحضر للجامعة مجبر لتعليمك وتغادر الجامعة إلى منزلك بينما استاذك يغادر الجامعة متوجها للمساربة على السلال الغذائية في طوابير المنظمات الدولية ولا تؤثر فيك معاناة أستاذك، أليس من واجب طلاب الجامعات أن يحتجوا على السلطات ويضغطوا عليها توفر مرتبات اساتذتهم..؟

المعلمون ربما يتعرضوا للاعتقال والفصل من وظائفهم لكن إذا ما تحرك الطلاب وخرجوا محتجين مطالبين برواتب معلميهم فوقتها ستكون السلطات عاجزة عن مواجهة غضب الطلاب ومجبره على توفير الرواتب للمعلمين..

أليس من العار أن تجد موظف أنتمى لطرف من طرفي الحرب وأستلم مرتبه بينما زميله في العمل بدون مرتب وبدل ما يؤيده حين يطالب بمرتبه يقف ضده ويبرر للحكومة قطع مرتبه.

الأيام دول يا مسؤولين يا أمراء الحرب ولصوص الرواتب أصرفوا مرتبات موظفي الدولة الذي حولتوهم إلى متسولين أمام المنظمات، أو أمنحوهم إجازات مفتوحة كي يستطيعوا أن يبحثوا لهم عن أعمال خاصة ليعيشوا بكرامة وشرف!!

هذا أقل واجب ولا تستغلوا الصمت كثيرا على الظلم والقهر الذي سيفجر ثورة عارمة لن تستطيعوا مواجهتها حتى بالسلاح!!‏‎

زر الذهاب إلى الأعلى