أخبار وتقاريرإختيار المحررالعرض في الرئيسة

السلطة المحلية تستهتر بأرواح المواطنين متجاهلة تحذيرات مكتب الأثار .. الصخور تتساقط على رؤوس المحتفلين في قلعة القاهرة

يمنات

أنس القباطي

أثارت حادثة تساقط صخور على المحتفلين في قلعة القاهرة، جنوب مدينة تعز، جنوب غرب اليمن، عصر الخميس ٢٢ يوليو/تموز ٢٠٢١، حالة من الاستياء على منصات التواصل الاجتماعي.

واتهم ناشطون السلطة المحلية بالاستهتار بأرواح الناس، وتعريضهم للخطر، من خلال سماحها باقامة مهرجان عيدي في قلعة القاهرة، رغم وجود تحذيرات من جهات مختصة من احتمال وقوع انهيارات صخرية وانهيار لأسوار القلعة.

عصر الخميس تساقطت عدد من الصخور على المحتفلين في مدرج قلعة القاهرة، ما تسبب في مقتل مواطن واصابة ثلاثة أخرين، بحسب بيان لمكتب الثقافة. مرجعا اسباب تساقط الصخور لمرور أغنام في المنطقة الصخرية الواقعة أسفل سور القلعة التي يقام تحتها مهرجان فني.

ورغم ما حصل من كارثة الا أن المكتب أعلن استمرار المهرجان، في استهتار واضح بأرواح الناس، رغم التحذير من اقامة مهرجانات في المكان منذ عامين.

بيان مكتب الثقافة أثار سخرية واسعة، خاصة فيما يتعلق بتحميل مجموعة من الأغنام أسباب انهيار الصخور على رؤوس المحتفلين، في حين أشار في ذات البيان إلى ان الجهات المعنية ما تزال تجري التحقيقات.

والمثير للغرابة ان المحافظ نبيل شمسان وجه بصرف مليون ريال للاجهزة الأمنية وحماية القلعة، وكأن هذه الجهات ستمنع الصخور من التساقط على رؤوس المحتفلين في مدرج القلعة، ما يكشف عن حجم التخبط الذي سببته الحادثة للسلطة المحلية، رغم وجود تحذيرات سابقة من مكتب الهيئة العامة للآثار والمتاحف بمحافظة تعز صادر في ١٠ أغسطس/آب ٢٠١٩، حذر فيه من اقامة أي فعاليات في قلعة القاهرة.

وأكد المكتب ان اقامة مهرجانات في قلعة القاهرة يعني عدم ادراك حجم المخاطر الذي تشكلها القلعة على الجمهور. موضحا ان ما تعرضت له من قصف وتدمير لم يبقي فيها سور ولا مبنى إلا ووصل فيه الضرر الى منتهاه. لافتا إلى أنه لا يستبعد سقوط القلعة وانهيارها في أي وقت. كاشفا أن المكتب رفع أكثر من تقرير الى السلطة المحلية لتوضيح المخاطر التي تشكلها قلعة القاهرة على الزائرين وعلى سكان المدينة القاطنين اسفل القلعة. معتبرا اقامة مهرجان في قلعة القاهرة لا يتناسب مع طبيعة المكان المتضرر، فلم تعد القلعة متماسكة كما كان، والأضرار توسعت وزادت والخطر اصبح وشيك. داعيا الى اغلاقها في وجه الزوار حتى تتم المعالجات وتصبح آمنة. مبينا ان مياه الامطار تسببت خلال الفترة الماضية في خلخلة الأسوار وأصبحت الجدران هشة أمام تحمل الضغط خلف الاسور، الأمر الذي قد يسبب انفجار لها في اي لحظة. لافتا إلى أن إغلاق الحصن طوال تلك الفترة جعل منها بيئة ملائمة لتكاثر الأفاعي والعقارب.

ورغم هذا التحذير الصادر قبل عامين إلا ان مكتب الثقافة ظل يقيم الاحتفالات في مدرج القلعة الذي تقع اعلاه صخور تصل درجة استقرارها إلى الصفر، في حين ان مهرجان هذا العام أقيم في فترة تتساقط فيها الأمطار على مدينة تعز، ما ضاعف من مخاطر الانزلاقات الصخرية، خاصة وان التكوين الجيولوجي لجبل القلعة يحتوي على شقوق تتغلل بداخلها الأتربة والمياه، وبالتالي تتحول الاتربة بعد اختلاطها بمياه الأمطار إلى مادة غروية تساهم في انزلاق الكتل الصخرية إلى الأسفل بفعل عامل الانحدار.

وفي الوقت الذي كان الأحرى بالسلطة المحلية توفير اعتمادات مالية لترميم وصيانة القلعة، فضلت تلميع صورتها أمام المواطنين على حساب ارواحهم. مستغلة حاجتهم للترفيه على أنفسهم، كون اغلب الحدائق والمتنفسات تتواجد شرق المدينة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، وبات الوصول إليها مستحيلا نظرا لإغلاق الطريق المؤدي إلى حي الحوبان منذ سنوات.

وفي الوقت الذي يقام فيه مهرجان هذا العام وسط تحريض من قبل عناصر متشددة بقيادة القيادي في تجمع الاصلاح عبد الله أحمد علي العديني، لم يستبعد البعض ان تكون الحادثة بفعل فاعل مستغلا التحذيرات من الانهيارات الصخرية وانهيار أسوار القلعة.

وتسأل أخرون، إذا كانت الأغنام هي السبب في تساقط الصخور أو الأحجار على المحتفلين، فكيف دخلت، ومن سمح بدخولها..؟ وكيف يمنح المحافظ مليون ريال للأجهزة الأمنية وحماية القلعة وهم من يتحملون مسؤولية ترك الأغنام تدخل إلى القلعة في وقت يكتظ الالاف داخل مدرجها.

زر الذهاب إلى الأعلى