أرشيف

علي ناصر لاجئ في صنعاء وقيادة وحدوية في الجنوب ووفاء عبد الفتاح: أين بابا؟

– شرحنا في الحلقات السابقة كيف تم تصفية الرئيس الحمدي والرئيس الغشمي والرئيس سالم ربيع علي، وكيف تم تحييد الرئيس عبد الفتاح إسماعيل من منصبه وإجباره على تقديم الاستقالة وتمكن علي ناصر محمد الوصول إلى السلطة ورئاسة الشطر الجنوبي سابقاً ، وكما أسلفنا أنه تم تصفية ثلاثة رؤساء في عام واحد ، وتتالت الأحداث بعد ذلك حتى وصلت إلى انفجار 13 يناير 1986م

الوحدة محور ارتكاز التصفيات

قوبلت أخبار عودة عبد الفتاح إسماعيل إلى عدن بارتياح شديد فرغم شعبية علي ناصر محمد إلا أن تركيز السلطة بيده خلق له تيار معارض بقوة وخصوصاً بعد مقتل محمد صالح مطيع وزير الخارجية ومهندس اتفاقية الوحدة ولهذا خرجت الجماهير من العمال والطلاب إلى الشوارع، وفي ساحة العروض في خور نكسر معبرة عن سعادتها وفرحتها بعودة عبد الفتاح إسماعيل من موسكو إلى عدن ، وكان ذلك في باكورة عام 1985م ، ذلك الاستقبال الجماهيري بعودة فتاح أثار حنق علي ناصر محمد الذي فقد الكثير من حلفائه وكان أهم أولئك الحلفاء علي عنتر الذي تردد إلى موسكو مراراً من أجل إقناع فتاح بالعودة إلى عدن ، ومن خلال تلك اللقاءات كان فتاح يوجه عنتر والعديد من أعضاء الحزب إلى ما يجب فعله والخطوات والقرارات التي يجب أن تتخذ ، ومن تلك القرارات التي كانت بتوجيه من فتاح هي إعادة تفعيل عضوية الأستاذ علي سالم البيض الذي كانت عضويته مجمدة بسبب مخالفته لقانون الأسرة حيث أقدم على الزواج بالأستاذة "ملكي" كزوجة ثانية، وهذا كان أمراً يتعارض مع قانون الأسرة . إن ضرورة تفعيل عضوية البيض لم تأتِ من فراغ فهو صاحب رصيد نضالي وكان وزير داخلية عند قيام دولة الجنوب كما كان فتاح يثق برغبة البيض في وحدة اليمن .

وصل فتاح إلى عدن والملعب مهيأ له كمنافس سياسي قوي، وبدأت الخلافات تتجلى على سطح الأحداث وكانت تؤكدها عدد من العبارات في خطابات وتصريحات المسئولين وتم تحديد انعقاد المؤتمر العام الثالث للحزب الاشتراكي في أكتوزبر "1985" كان حينها علي ناصر محمد يتبوأ منصبين هامين هما الأمانة العامة للحزب ورئاسة مجلس الرئاسة الأعلى بجانب أنه كان يسيطر على وزارة أمن الدولة "المخابرات" عبر لجنة كانت تقود الوزارة هو رئيساً لها، أما منصبه الرابع رئاسة مجلس الوزراء فقد تم التنازل عنه لحيدر أبو بكر العطاس.

وقد خرجت قرارات وانتخابات المؤتمر العام الثالث للحزب في أكتوبر "85" بانقسامات واسعة بين تيار فتاح الذي كان يمثل توجهات الحزب وتيار علي ناصر والذي كان يمثل النظام القائم ، واستلزم الموقف اختيار أعضاء المكتب السياسي للحزب بشكل يمثل نوعاً من التوازن بين التيارين، الأمر الذي أغضب علي ناصر محمد وخاصة أنه أصبح أمام خيار التنازل عن أحد المنصبين الذي كان يتبوأهما، الأمانة العامة للحزب أو رئاسة مجلس الرئاسة الأعلى.

علي ناصر بذكائه شعر بالخطر من وقت مبكر وكان يعد العدة لذلك ولكن عودة فتاح وتجريده من بعض الصلاحيات والمراقبة لتحركاته كانت عائقاً للعديد من مخططاته.

مأساة قادمة إلى الجنوب

 في تاريخ 24 ديسمبر 1985م قام علي ناصر محمد بزيارة للعاصمة صنعاء أستمرت يومين ألتقى خلالها بالرئيس علي عبد الله صالح وشرح له خلال لقائه الموقف والأوضاع في الجنوب وغادر صنعاء في تاريخ 26 ديسمبر أي قبل انفجار أحداث يناير بـ 18 يوماً وقد اتسمت علاقة علي ناصر بالرئيس صالح بالانسجام في مجالات اقتصادية وفي بعض المواقف الخارجية ولقاءات عديدة واتفاقات . ولكن كل ذلك كان في الواقع بمثابة بديل عما نص عليه بيان لقاء القمة اليمني الوحدوي في الكويت "مارس 1979".

وكانت علاقة علي ناصر بالسعودية علاقة متينة منذ بداية توليه زمام الأمور في الجنوب تتوجت بزيارة الأمير نايف بن عبد العزيز لعدن بتاريخ 7 يونيو 80م والتي مهدت لزيارة علي ناصر للسعودية واللقاء بالملك بتاريخ 28 يونيو 80 وتوالت بعد ذلك الزيارات واللقاءات، كانت اتجاهات علي ناصر إلى المعسكر الغربي الرأسمالي واضحة وهذا التوجه كان السبب الرئيسي لتصفية سالم ربيع الرئيس الأمثل في حبه للأرض والإنسان اليمني.

إن عودة فتاح قوبلت بقلق شديد من قبل السعودية وأمريكا وأيضاً حكومة الشمال لأن عودة فتاح تعني فتح ملف الوحدة اليمنية والعودة إلى اتفاقيات قمة الكويت ونشر دستور دولة الوحدة الذي تم إنجازه من سنوات وتم سجنه في أدراج مكاتب الزعيمين علي ناصر وعلي صالح.

لقد كان الرئيس علي ناصر محمد في موقف محرج حقيقة، فأعضاء المكتب السياسي في الحزب يواصلون ضغوطهم على الرئيس علي ناصر بتحديد موقفه واختيار أحد المنصبين الذي كان يتبوأهما، كانت سياسة المكتب السياسي تسير باتجاه التخلص من علي ناصر محمد بالتدريج بعد أن أصبح رقماً صعباً حيث استطاع خلال فترة حكمه أن يصعد شخصيات مواليه من مناطق معينة علاوة إلى تجاوب دول الجوار بالتعاون معه ودعم توجهاته مادياً ومعنوياً وسياسياً وهنا استلزم الأمر إلى ضرورة أن تدق ساعة الصفر جرس الإنذار لمأساة قادمة في جنوب اليمن.

ساعة الصفر واسكود تقصف الضالع

  اليوم 13 يناير الساعة العاشرة وعشر دقائق صباحاً ، كانت التمهيدات لساعة الصفر مسبقة والضغوط متلاحقة على الرئيس ناصر محمد الذي دعى أعضاء المكتب السياسي للحزب الاشتراكي في صباح يوم "13" يناير للاجتماع كان علي ناصر محمد قد توصل إلى قناعة بضرورة تصفية كلا من عبد الفتاح إسماعيل وعلي عنتر وصالح مصلح وعلي شائع وعلي سالم البيض ليتمكن من تولي زمام الأمور في البلاد بشكل مطلق، وكان يسيطر على عدد من مراكز القوى السياسية وأخرى عسكرية منها سلاح البحرية وجهاز أمن الدولة واللواء "27" صواريخ :أسكود" في العند وجزء من معسكر طارق وبعض الألوية العسكرية.

في الساعة العاشرة كان أعضاء المكتب السياسي في مبنى مقر اللجنة المركزية في العاصمة عدن بينما كان الرئيس علي ناصر قد غادر عدن إلى محافظته "أبين" وشكل هناك غرفة العمليات القتالية.

وفي تمام العاشرة وعشر دقائق دخل أول المرافقين لعلي ناصر محمد حاملاً شنطة أوراق الرئيس والثلاجة الخاصة بالماء المثلج الخاص بالرئيس وهنا بدأ أعضاء المكتب السياسي يهيئون أنفسهم لاجتماع يتوقعون أنه سيكون حامي الوطيس، بينما أحد المرافقين والذي يدعى حسان يفتح شنطة أوراق الرئيس التي كان بداخلها سلاح أمريكي فتاك، ومجرد أن استدار المرافق وجه فوهة بندقيته أولاً على صدر علي عنتر وتمكن صالح مصلح من اغتياله برصاص مسدسه ولكن توافد باقي المرافقين الذين شنوا قصفاً على بقية الأعضاء الذين قتلوا جميعاً باستثناء فتاح والبيض اللذين انبطحوا تحت ماسات وكراسي المكتب ليصل بعد ذلك مرافقو أعضاء المكتب السياسي ليصفوا مرافقي علي ناصر من الخلف وهنا لعلع الرصاص وقذائف المدافع في كافة المعسكرات الواقعة في مدينة عدن وحتى القذائف الصاروخية انطلقت من فوق الزوارق البحرية وابتليت مدينة عدن بلاءً دموياً ودفع أبناء عدن الثمن غالياً، الأطفال طلاب المدارس والعمال والنساء ولم ينج من قذائف المتحاربين أي فئة.

فقد وجهت قذائف صواريخ أسكود إلى منطقة الضالع وانطلقت إلى داخل أراضيها ولكن كان الخبراء الروس يفصلون فيوزات التفجير بدون علم القيادات اليمنية فكانت الصواريخ تقع في الضالع ولا تتفجر، ولولا رأفة الروسيين باليمنيين المتحاربين فكانت الضالع أخرقت عن بكرة أبيها، وقد رافقت أحداث يناير التصفية الجسدية المناطقية وكلا الطرفين لم يقصر في حق بعضهم البعض .

لم تكن النعرة المناطقية في جنوب اليمن معروفة أو لها أي دور، فقد كانوا جميعاً متلاحمين في مقاومة الاستعمار وعلى الحب والتسامح كان يعيش أبناء الجنوب ولكن مصالح القيادات والحكام أفجعوا الشعب في منجزهم البغيض بانتاج مناطقية خبيثة برزت في أحداث يناير.

البيض جريح في الأحداث وقائد لمسيرة الوحدة

 لقد أسفرت أحداث يناير مقتل كل من علي عنتر وصالح مصلح وعلي شائع في مبنى اللجنة المركزية في حينه ونجا من عملية الاغتيال كلا من عبد الفتاح إسماعيل وعلي سالم البيض الذي أصيب في عينه اليسرى وساق قدمه اليمنى وعدد كبير من الشهداء والقتلى من كافة الشرائح أغلبهم من الجيش.

وأيضاً أسفرت إلى نزوح علي ناصر محمد الذي أصبح رئيساً أسبق ومعه مجموعة من الجنود والقيادات العسكرية منهم عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية الحالي إلى أراضي حكومة الشمال، وتم استقبالهم في مديرية السوادية محافظة البيضاء ثم انتقل علي ناصر محمد إلى مدينة صنعاء كلاجئ سياسي والذي كان في زيارتها قبل 18 يوماً كرئيس جمهورية وزعيم دولة، وقد تم إيوائه في منطقة الروضة في مبنى أثري شيد في عهد العثمانيين وكان يسمى فندق الروضة وتم توزيع النازحين من الجنود الذين برفقته فيما بعد على منطقة النعمانية في الجوف ومنطقة كتاف الواقعة في أملاك قبيلة وائلة محافظة صعدة.

كل الروايات خاطئة

قال شهود عيان أنه حين اشتدت المواجهات في ساحة اللجنة المركزية تكلفت سرية عسكرية في مهمة إنقاذ وإسعاف أعضاء المكتب السياسي الذين تعرضوا للاعتداء وبسبب صعوبة الوصول إلى داخل المكتب تحركت دبابة تي "56" وعربة بي تي آر إلى خلف مبنى اللجنة المركزية من أجل إنقاذ القيادات التي مازالت على قيد الحياة عبر التسلق من النوافذ المطلة على المبنى من الخلف وتمكنا كلا من علي سالم البيض وعبد الفتاح إسماعيل من التدلي من النوافذ بعد أن تم استخدام أقمشة الستائر التي كانت على نوافذ المكتب وتمكنا من النزول بسلام إلى سطح الأرض وصعد علي سالم البيض فوق عربة بي تي آر ليتم أسعافه إلى المستشفى وصعد عبد الفتاح إسماعيل فوق الدبابة من أجل أن يغادر منطقة كريتر المحاصرة بأتباع علي ناصر محمد ، ثم بعد ذلك تم العثور على الدبابة المزعومة في منطقة عقبة كريتر محروقة تماماً وقد نجى السائق من الحرق وقد أكد البيان الحكومي ما قاله شهود العيان مضيفاً أن عبد الفتاح إسماعيل لقي حتفه محترقاً في داخل الدبابة ثم أسدل الستار .

فتاح مترجلاً في ساحة المعاشيق

وأمام إصرار وإنكار زوجة عبد الفتاح إسماعيل أن يكون فتاح قد لقي حتفه محترقاً في الدبابة مفحمة البيان الحكومي بحجة منطقية مطالبتها بفحص الجثة المتفحمة والبحث عن قطعة من معدن "الاستيل" تم زراعتها في العمود الفقري لفتاح في روسيا بسبب معاناة صحية استلزمت ذلك مما دفع بعض محبي فتاح لتحريك المياه الراكدة فتبين من خلال رواية سائق الدبابة والذي هو من أصل يافعي وآخر من شاهد فتاح أنه بعد خروجهم من مبنى اللجنة المركزية تعرضت الدبابة لخلل كهربائي تسبب في اشتعال حريق بعض الأسلاك وتم السيطرة على الحريق ولكن تعرض السائق لدوار ليتنحى جانباً ويقوم فتاح بقيادة الدبابة وعند وصول الدبابة إلى عقبة كريتر أشتعل الحريق في الأسلاك مرة أخرى ، تمكن فتاح من الخروج من الدبابة وبقي السائق داخلها فاقداً لوعيه مرة أخرى جراء استنشاق دخان الحريق ولكن فتاح ترك نوافذ الدبابة مفتوحة ليفيق ولم يجد فتاح بجانبه ولا خارج الدبابة فغادر المكان مترجلاً وأنه ربما بعض القذائف أصابت الدبابة فيما بعد وأحرقتها.

ثم بعد ذلك دعمت أقوال السائق برواية امرأة مسنة قالت أنها شاهدت فتاح مترجلاً في ساحل المعاشيق وجاءت مجموعة من الأشخاص وأخذته ولم يستند إلى هذه الرواية باعتبار المرأة المسنة مصدر غير موثوق ولكن بقيت زوجة فتاح تصر على أن فتاح على قيد الحياة وأن هناك بعض الجهات المسئولة تعرف أين مكانه أو الطريقة الحقيقية لتصفيته، وعند لقائي بزوجة فتاح بعد انتهاء حرب 94 في منزلها الكائن في خور مكسر أكدت بأن فتاح لم يقتل وكانت بجانبها ابنتها وفاء، وأشارت زوجة فتاح على وفاء وهي تقول لي هذه وفاء كانت صغيرة بعد أحداث يناير ، وعند ما التقت بأحد الناجين مسكت بعنقه تسأله أين أبي؟ وخلال شرح زوجة فتاح لم تتهم شخصية معينة.

 

فتاح في سجن سقطرى

بعد أيام من اللقاء بزوجة فتاح ومغادرتنا مدينة عدن تلقيت اتصالاً هاتفياً من زوجة فتاح تفيد بأن اثنين من الضباط الذين كانوا في سقطرة أفادوا أنهم شاهدوا عبد الفتاح إسماعيل وهو في أحد السجون، وأن هؤلاء الضباط يتواجدون في منزل عبد الواسع سلام وزير العدل السابق وعلى الفور توجهت إلى عدن وعند لقائي بزوجة فتاح من أجل اللقاء بالضباط القادمين من سقطرة من أجل توثيق أقوالهم صحفياً للصحيفة التي كنت أرأس تحريرها فوجئنا بأن الضباط قد غادروا أرض البلاد إلى الإمارات وبعد التشاور مع أسرة فتاح في تلك الأيام وهم زوجته وأبنائه عمد ووفاء ومن رافقني الرحلة تم الاتفاق على أن يتم نشر خبر العثور على عبد الفتاح إسماعيل في سقطرة، وقد جر نشر هذا الخبر ويلات كبيرة علي من قبل السلطة والحزب الحاكم الذي كان يدعم طباعة الصحيفة وحين اتجهنا إلى البحث عن سائق الدبابة لتوثيق أقواله صحفياً وجدناه هو الآخر غادر البلاد إلى الإمارات وتبقى عملية اغتيال فتاح حبيسة صندوق أسرار من شهدوا أحداث يناير وهم في موقع القرار، واستبعد شكوك استمرار اعتقاله أو إخفائه لأن ليس هناك ما يبرره، أما عملية الاغتيال فلها ألف مبرر.

قيادة وحدوية

كانت نهاية مطاف أحداث يناير من تاريخ اليمن الواحد هي اختفاء الرئيس الرابع الذي ضم إلى قافلة من تم اغتيالهم والرئيس الخامس علي ناصر محمد غادر مكتب الرئاسة لاجئاً ويصل البيض إلى كرسي الحكم كرئيس لدولة الجنوب أمام الرئيس رقم "7" علي عبد الله صالح.

تكونت الحكومة في الجنوب من رئيس مجلس الرئاسة حيدر أبو بكر العطاس الذي لم تصبه أو تلحقه نيران أحداث يناير بحكم أنه كان خارج البلاد في زيارة رسمية لدولة الهند، ورئاسة الوزراء الدكتور ياسين سعيد نعمان واسندت والأمانة العامة للحزب الاشتراكي للأستاذ علي سالم البيض وبحكم أن الحزب هو الذي يرسم سياسة الدولة ويوجهها يعتبر البيض أمين عام الحزب الرئيس الفعلي للبلاد وكانت الحكومة موفقة ونزيهة ومخلصة ولكن تخللتها أخطاء في التعامل المناطقي مع الجناح المهزوم .. مع العلم أن حكومة الجنوب بعد أحداث يناير أخلصت لقضية الوحدة ورفضت كل المغريات وكان لها دوراً عظيماً خاصة من قبل القيادة الثلاثية العطاس والبيض والدكتور ياسين سعيد نعمان في تحقيق الوحدة اليمنية وتعميم روح المحبة، ورعى الله أيام مرت ..

وفي الحلقة القادمة سنستعرض حلقة إضافية كيف تم تحييد البيض والظروف السياسية التي أوصلت وحدة اليمن إلى فوهة بركان التجزئة والتشطير ..

زر الذهاب إلى الأعلى