العرض في الرئيسةفضاء حر

رئيس مزاجه مواتي لتحويل بلاده إلى ساحة رماية دولية

يمنات

محمد عايش

الطائرات التي قصفت قوات هادي، قبل خمسة أيام، طائرات إماراتية..

و الشكوى التي قدمها هادي، اليوم عبر مندوبه في الأمم المتحدة، شكوى بالتدخلات الإيرانية..!!!

يعيش الرجل تحت سلطة احتلال كاملة لا تسمح له بتعيين حتى مسؤولٍ أمني في مطار عدن، ولا يستطيع مغادرة قصر “معاشيق” دون إذنها ودون حمايتها، ومع ذلك يجد مزاجه مواتياً ليبعث إلى العالم بشكوى ً من تدخلات إيران..

و ليست القصة، مع ذلك، في هذه المفارقة الكوميدية، القصة تكمن في هذا الإخلاص الغريب لدى هذه “الشرعية”، ولدى هذا الرئيس، لفكرة تأبيد الحرب في اليمن، وتحويل اليمن إلى ميدان رماية دولي ومفتوح في وجه كل راغب في شن حرب أو اختلاق معركة.

ثمة توجه لدى الإدارة الأمريكية الجديدة لتسخين الصراع مع إيران، وثمة جهد تبذله السعودية والإمارات، مستعينتين طبعاً بصبيّتهما (الشرعية)، لإقناع أمريكا ترامب بأن اليمن هي الساحة المناسبة للحرب مع إيران، بل إنها الساحة الأولى والأخطر.

لقد واجهت “العاصفة” بعض التثاقل من قبل إدارة أوباما التي كانت متورطة في الحرب لكن مع بعض المحاذير، والمطلوب الآن للرياض وأبو ظبي أن تدخل أمريكا بكل ثقلها، والاعتقاد لديهما، ربما، بأن الثقل الأمريكي سيصنع فارقاً في الحرب الفاشلة والمتعثرة من سنتين.

إصرار “الشرعية” وأبواقها، هذه الأيام، على تصعيد الخطاب المبتذل نفسه بشأن إيران، فضلا عن كونه استجابة لرغبات السعودية وتحالفها، فإنه إيضاً تعبير آخر عن رغبة هذا الطرف اليمني في “تأبيد” الحرب بغرض “تأبيد” الامتيازات الربحية التي يحصل عليها من ورائها.

على “الشرعجيين” من ذوي النوايا الحسنة أن يتحلوا بقليل من الشجاعة لمواجهة هذا المُعطى الفاجر: الشرعية التي تناصرونها تجاوزت أهدافها حتى مجرد النيل من الحوثيين وصالح، لقد أثمرت الحرب أموالاً ليس بوسعكم تخيلها، وهي لاتزال حرباً إقليمية فكيف لو انخرط فيها العالم كله؟!

إنهم يبيعون اليمن للموت النهائي والتاريخي، بيعاً نافذاً، وليست المسألة إيران ولا الحوثي ولا صالح، وإلا لما كانوا بعد سنتين من حربهم على إيران في اليمن كما يقولون، محتاجين لبعث شكوى للأمم المتحدة بإيران.

إما يحاربوا وإما يشتكوا، أما الاثنتين معاً فلعب عيال…. أو هو مجرد البزنس وطلبة الله.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى