فضاء حر

الجدة اليمنية ما كان يجب أن تموت بهذه الوحشية

يمنات

عبد الخالق النقيب

المرأة السبعينية التي انتشلها ولدها من بين الركام في (مديرية أرحب قرب العاصمة صنعاء) لا تضمر الشر لأحد، ولم تتسبب في عرقلة الحرب القائمة لمواجهة خطر المد الإيراني، إنسانياً: كانت تؤدي واجب العزاء بإخلاص ويمكنكم التعرف على أسرارها من خلال النظر إلى وجوه أحفادها الذين انتظروا عودتها من مجلس العزاء قبل غروب الشمس،  ما كان يجب لهذه الجدة اليمنية أن تموت بهذه الوحشية التي يُقتل بها المدنيون في هجمات عشوائية بغارات التحالف المتكررة لمجالس العزاء وقاعات الأفراح، أين كان يجب أن تذهب كي لا تكون ضحية الحروب بالأنابة التي تخوضها كل من السعودية وإيران، و هي في الأساس لا تعلم شيئاً عن حالة التوتر والندية التي تسود علاقة الاحتدام بين السنة والشيعة، هذه المسنة اليمنية لا تعرف طهران،  كانت فقط تفكر بتأدية فريضة الحج في مكة التي سمعت عنها كثيراً؛ غير أن التحالف السعودي الخليجي استبق أمنيتها وقتلها بدم بارد..!

هل ماتت الإنسانية أم أنها مصنوعة من الورق..؟! هذا ثمن فادح يدفعه اليمنيون في حربهم المنسية، وبسبب صمتكم لازالت تمارس فجورها على رؤوس الصيادين والأبرياء وعمال المصانع وقاعات الأفراح ومجالس العزاء المكتضة بالأطفال والنساء، طال أمد الحرب التي يواجهها اليمنيون بمفردهم مع ملة تتلذذ بجرائم الحرب وتنقش العار على جبين الإنسانية..! وما يزال هذا العالم يتجاهل نازيتها وفاشيتها ويتعامى عن استمرار هجماتها التي تتسبب في قتل الأطفال والنساء وتدمير المدارس والمستشفيات والأسواق..!

بعد أن شاهد المبعوث الأممي إلى اليمن تلك البشاعة التي قتلت بها الجدة اليمنية اكتفى بحث جميع الأطراف على ضمان عدم عرقلة حركة الامدادات التجارية والإنسانية لأن ذلك يعرض الملايين في اليمن لخطر الموت والمجاعة قال ذلك بخوف حتى بعد أن شاهدها.

المشهد المريع لتلك الأم اليمنية التي قتلت إلى جوار المسنة ولازال طفلها يرضع منها كان سبباً كافياً لتفهموا جيداً كم أن هذه الحرب تجبرت ويجب أن ينتهِ العنف في اليمن على الفور .. وأن مادون السلام الشامل والدائم دواعي موت لا أكثر..!!

للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى