العرض في الرئيسةفضاء حر

الصومال واليمن .. مقاربة اولية

يمنات

د. فؤاد الصلاحي

ممثلوا القبيلة والاحزاب وامراء الحرب في الصومال انتخبوا رئيس وهذا امر جيد لكن الدولة غائبة منذ ثلاثة عقود والسبب اولئك النفر ممن نسميهم امراء الحرب وهم من حضروا الانتخاب اضافة الى لاعبين جدد.

مثلها اليمن .. لدينا حكومتان وثلاثة رؤساء وزعماء وغابت الدولة ومعها غاب المال العام والقانون والمواطنة..

قد يقول البعض لابد من الاحتفال بانتخابات الصومال .. و هذا امر اراه من باب اشاعة الامل ليس الا .. ففي اليمن احتفلتا برئيس منتخب (الصحيح تم الاستفتاء عليه) ومعه مراكز القوى قديما وحديثا اوصلوا اليمن الى فوضى وعبث سياسي وانهيار للدولة.

لاقيمة لاي قيادة او نخبة اوحزب مالم يعملوا جميعا على اعادة بناء الدولة والاعتراف بها كممثلة للشعب و وحدها يملك السلاح وفق القانون والدستور و دون ذلك امراء حروب وطوائف لاتستقيم معهم دولة ولامؤسسات ولاقانون.

كل محاولات الصومال لم تنجح خلال 27سنة في اعادة بناء الدولة .. ألا يكفي هذا المثال ليتعلمه اليمنيون ويستوعبوا مآلاته ومخاطره..

استسهل الصوماليون بدايات الحرب لكنهم لم يستطيعوا ايقافها واعلان نهاية لكل الفوضى والعبث السياسي و استسهل اللبنانيون بدايات الحرب لكنها استمرت خمسة عشر عاما.

الجيد في الصومال انتخاب رئيس من الجيل الجديد ممن لم يصنع الفوضى ولا القتل في بلاده .. لكن في اليمن جميع اطراف النخبة الحزبية والسياسية شاركوا بشكل مباشر وغير مباشر في القتل والحرب والتحريض والفتاوى والفساد .. و مع كل ذلك قلنا السماح للجميع بشرط اعادة بناء الدولة الوطنية ونظامها الجمهوري، فابو واستكبروا واخذتهم العزة بالاثم واعلنوا انهم وكلاء للخارج وليسوا خداما للشعب كما قال الحمدي ذات يوم.

الصومال يحبو نحو نفق يخرجه من الازمات والفساد وهذا امر جيد، و اليمن يتدحرج تباعا نحو نفق مظلم وتدمير للدولة والمجتمع .. الخارج الاقليمي لا يزال هو الذي يعبث في امن الصومال و يشعل الحروب فيها عبر وكلاء معروفين محليا وعالميا والامر ذاته في اليمن.

أهم ايجابية في الصومال اتفاق كل امراء الحرب على سلامة التعليم الجامعي فجامعة مقديشو لم تغلق ولم يتم السيطرة عليها رسميا مع انهيار للجامعات في اليمن والسيطرة عليها من طرف سياسي.

المجتمع المدني في الصومال وهو حديث النشأة له نشاط جيد سياسيا وحقوقيا واغاثيا عكس نظيره في اليمن فقد تحولت مؤسسات ومنظمات ومراكز الى دكاكين للتسول من السفارات ومن الاجهزة الامنية..

الصومال لايبتعد كثيرا في جغرافيته عن اليمن ولا بتركيبته الاجتماعية رغم بعض الفوارق في المسار التاريخي القديم والحديث..

اهمل العالم الصومال اكثر من ربع قرن واليوم سيكون الاهمال مصير اليمن لان الخارج الاقليمي لايخسر كثيرا لانه يحارب في ميدان خارج حدوده وبوكلاء عنه..

و السؤاااااااااااااااااال هل بعد هذا كله يمكن القول بالحكمة اليمانية .. و اذا لم تكن موجودة اصلا الا يجب اختراعها لتكون دليلا يسمو بالعقل ومنظوراته للسلم الاهلي و بناء الدولة ومن ثم الخروج من بشاعة الحرب والاقتتال والتدمير الممنهج للدولة والمجتمع..؟

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى