إختيار المحررالعرض في الرئيسةفضاء حر

ثورة 11 فبراير سرقت ولكن..

يمنات

أحمد سيف حاشد

لن أكفر بحقي أن أثور مرة أخرى ..

لن أتنازل عن حق الشعب في الثورة حتى يستقيم الحال..

من حق الشعب إن يستعيد ثورة تم سرقتها أو الاستيلاء عليها من قبل من يريد استعادة الماضي بسواده وحلكته..

لن أكفر بالثورة لأعيد انتاج منظومة الفساد والتخلف وشخوصها التي أكل عليها الدهر وشرب، وكانت بلا شك جزءاً مهماً مما نشهده اليوم من مألات كارثية دامية..

لا أريد أن أجلد ثورة فبراير مع الجلادين الذي قصدهم إلحاق الإحباط بنا وكل الحالمين والانكفاء على ذواتنا والتخلي عن حقنا في الثورة مرة أخرى على الماضي وربما الحاضر أيضاً..

لا أريد أن أجلد ثورة فبراير لصالح الفساد والطغيان وإعادة انتاج ما كان يفترض أن يكون بائدا وغابر..

لا أريد أن نقول للشعب ممنوع أن تثور مرة أخرى..

ثورة تم احتواءها نعم .. تم سرقتها نعم .. أفرغت من محتواها ومضمونها نعم .. انحرفت عن مسارها نعم .. ولكن يجب أن نحاول استعادتها مرة أخرى أو الاستعداد لثورة جديدة، وليس الحض على وأد حلم التغيير و وأد الحالمين بالمستقبل..

لا أريد أكون ضمن من يريد كسر إرادة الشعب للحيلولة دون أن يثور الشعب مرة أخرى على الطغيان والفساد واستباحة المواطنة وانتهاك الحقوق والحريات..

و من يدري .. ربما لازالت كرة الثلج تتدحرج ولن تنتهي إلا بزوال كل الطغاة والفاسدين في اليمن وربما أيضا في الجوار..

كلفة الثورة أحيانا يكون باهضا بقدر حجم تعقيد الواقع والتراكم الكبير والتواطؤ الذي أحاط بهذا التراكم ومنه تواطؤ النخب أو انجرافها لصالح قوى الفساد والتخلف ـ على اختلافها ـ على حساب الحاضر والمستقبل.

دعونا على الأقل نترك فبراير للتاريخ ليقل فيه كلمته ولو بعد حين بدلا من أن نحمله ذنوب كل المجرمين على حساب الحالمين بالمستقبل الأفضل، وبدلا من العودة إلى الماضي الذي لا يريد البعض مغادرته أو يصر البعض على إعادة إنتاجه مرة أخرى..

حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى