فضاء حر

دعوة للتفاؤل وفهم الأحداث من زاوية مختلفة

يمنات

حسين الوادعي

الدول الأربع الافضل في عالميا في مجال التعليم ليست دولاً غربية ولا دولاً غنية.
أغلبها كانت حتى 600 عاما خلت بلدانا فقيرة ، مدمَرة، تعاني من الأمراض والاستبداد والفساد والصراعات الاهلية والخارجية المدمره.

حسب بيانات المؤشر العالمي للتعليم 20144 الدول الأفضل عالميا في مجال التعليم الأساسي هي: كوريا الجنوبية، ثم اليابان وسنغافورة، وهونغ كونغ!
……………..

• كانت كوريا الجنوبية محتلة من قبل اليابان حتى الحرب العالمية الثانية، ثم وقعت تحت الاحتلال الامريكي والسوفيتي الذي قسمها الى كوريتين، ثم تعرضت لغزو كوريا الشمالية ولحرب أهلية طويلة عام 1950.
بعد ذلك سقطت كوريا تحت نظام حكم ديكتاتوري ودموي حتى تسعينات القرن الماضي.
رغم ذلك استطاعت كوريا الجنوبية التغلب على عوائق الاستعمار والحروب الأهلية والاستبداد والقمع لتصبح من أهم اقتصاديات العالم والدولة الأولى في مجال التعليم.
……………..

• اما اليابان فحكايتها معروفة للجميع.
عام 1945 كانت اليابان محتلة ومهزومة ومدمرة وخاضعة.
مارس الامريكيون الاذلال في حق اليابانيين ست سنوات حتى استعادت استقلالها عام 19511 لكنها ظلت محاصرة وممنوعة من التصنيع حتى الستينات.

انطلقت بعد ذلك المعجزة اليابانبة بموارد قليلة وبنية تحتية مدمرة ودولة محاصرة وممنوعة من التصنيع.
ودعت اليابان ماضيها العسكري وثقافة الحرب التي كانت تغذيها ثم انتقلت لتصبح النموذج المذهل للعالم في النهوض والتعليم والابداع.
……………..

• سنغافورة البلد الثالثة على لائحة الافضل تعليما على مستوى العالم نموذج فريد في المعاناة والنهوض.
عام 1942 احتلتها اليابان وعاثت فيها دمارا ومذابح. ثم احتلتها بريطانيا عام19455 لتماس عنجهية المحتل نهبه حتى 1965 لتعلن سنغافورة استقلالها من طرف واحد .

بعد الاستقلال سقطت سنغافورة تحت قبضة حكم استبدادي يسيطر على السياسة والاقتصاد والاعلام وظل البرلمان السنغافوري حتى التسعينات محصورا على نواب الحزب الحاكم دون غيرهم.

واجهت سنغافورة الازمة المالية العالمية والاعمال الارهابية والاضطرابات السياسية واستطاعت الحفاظ عل موقعا على قمة الهرم المالي العالمي وعلى لائحة التعليم الافضل في العالم.
……………..

• لنأتي إلى هونغ كونغ الرابعة عالميا في مقياس التعليم.
كانت خاضعة للصين حتى 1898، ثم “أجرتها” لبريطانيا لمدة 99 عاما.
عام 19411 احتلتها اليابان، وعانت من الأوبئة والجوع والموت الجماعي حتى رحيلهم عنها وعودتا للاستعمار البريطاني.

انتهى عقد الايجار البريطاني عام 19977 لتعود هونغ كونغ للصين ولكن تحت حكم ذاتي سياسي واداري. ورغم عودتها للعملاق الاستبدادي الصيني الا انها حافظت على اقتصادها المزدهر وتعليمها الرابع على مستوى العالم.
……………………

• الخلاصة التي أريد التاكيد عليها اننا نلقي باللوم كثيرا على شماعات الاستعمار والاستبداد والفقر والحروب لتبرير واقعنا المتردي اقتصاديا وتعليميا وسياسيا واخلاقيا.

لكننا نرى أن دولا عانت مثلما عانينا وربما اكثر ولم يمنعها ذلك من تحقيق نهضات وقفزات كبرى في تاريخها وتتفوق حتى على دول الغرب وعلى الدول الغنية في مجال التعليم.
…………………….

• ملحوظة 11: كل الدول الأربع ديمقراطية باستثناء هونغ كونغ التي أعيقت ديمقراطيتها الوليدة بعودتها الى الصين لكن مظاهرات الديمقراطيين لا زالت مشتعلة في شوارعها رغم القمع.

• ملحوظة 22: كلها من دول شرق آسيا ، متعددة الأديان والمذاهب والمعتقدات ، وتقع ضمن الحزام الديني البوذي- الكنفوشيوسي
………………….

• ملحوظة 33: فنلندا التي كانت في المركزالأول عالميا في جودة التعليم تراجعت الى المركز الخامس تليها بريطانيا وكندا وهولندا.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى