العرض في الرئيسةفضاء حر

الخطة “ب” للسعودية في اليمن

يمنات

محمد عايش

تبدو المحاولة المستميتة للسعودية لاجتياح الساحل الغربي أوضح مُرٓجِّحٍ حتى الآن لسيناريو فصل الجنوب عن الشمال، في حال فشل اجتياح الشمال.

دخلت السعودية، وتحالفها، الحرب دون أية خطة بديلة في حال فشلت الخطة الرئيسية وهي السيطرة على صنعاء وكامل البلاد، واجتثاث الحوثيين وصالح وكامل المعسكر المناوئ.

و لكن الخطة “ب” يبدو أنها قد تخلقت، أو تتخلق الآن، في غمرة الفشل: فصل الجنوب، ولكن بحيث تمتد سيادة الدولة الانفصالية إلى باب المندب، ولذلك يُقدم العدوان معركة الساحل كمعركة “جنوبية”، من حيث أن كل المقاتلين فيها جنوبيون، قياداتٍ وجنوداً.

فصل الجنوب ليس هدفاً بحد ذاته، الهدف هو فصل الجنوب لتدمير الشمال.

فالمطلوب، مع وصول الفشل في اجتياح الشمال إلى مستويات شبه مؤكدة، أن يُترك هذا الشمال كسجن كبير، محاصرٍ، بلا سيادة جوية وبحرية، وبلا أية إمكانيات لنهوض دولة.

لهذا يجري، وبشكلٍ ممنهج، نقل كل “الشرعيات” إلى عدن، من المطار إلى البنك المركزي إلى مجلس النواب، كي يصبح ما تبقى من الشمال بلا أية شرعيات وبلا أي اعتراف خارجي.

فيما يظل الجنوب معسكرا سعودياً إماراتياً شبه دائم، بمعنى أن لا دولة ستنشأ هناك لا بديلة لصنعاء ولا بديلة لدولة الجنوبيين التي يبحثون عنها منذ 94، ولا يحزنون، مجرد معسكر، أو كامب عسكري متقدم تنطلق منه كل العمليات المستهدفة للشمال الخارج عن السيطرة، تماما كما تنطلق من قاعدة “العند” عمليات المارينز الأمريكي ضد أهدافه في أكثر من منطقة يمنية.

هل سينجح مثل هذا المشروع..؟!

قد ينجح مؤقتاً ولدرجةٍ ما، لكن، وفي النهاية، ليس كل ما تريده السعودية يصبح قضاء نافذاً، وبسالة المدافعين اليمنيين على الجبهة الغربية، كما على كل الجبهات، تقول ذلك بوضوح، وهي تمرغ التحالف الإقليمي الدولي، بتفوقه العسكري، وبترسانته التسلحية الرهيبة؛ في التراب، منذ بدأ الاجتياح.

هؤلاء المقاتلون الحفاة في المخا وباب المندب وغيرها من الجبهات، هم الضمان الوحيد لعدم نفاذ مشاريع السعودية التدميرية بحق اليمن، شماله وجنوبه معاً.

هي معركة ستحدد المصير النهائي لليمن على الخارطة، بالمعنيين المباشر والمجازي: فبعدها إما أن يظل اليمن كما نعرفه، جغرافيا ودولةً ومجتمعاً، أو سيتغير تماماً.

دعكم من الغارقين في وهم أنها حرب على السلطة، أو في نكتة “شرعية وانقلاب” .. إنها تماماً كمعركة 1934، لقد كانت السعودية حينها، مدعومة ببريطانيا ومعظم القوى الدولية، تفكر في إنجاز خارطة مختلفة لليمن، فيما كانت إرادة اليمنيين في إنجاز هذا اليمن الذي نعرفه، وقد أنجز اليمنيون إرادتهم ولو مع بعض الخسائر (التي لم ينسوها حتى الآن).

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى