العرض في الرئيسةفضاء حر

عن عنصرية ترامب و عنصرية دول الخليج

يمنات

حسين الوادعي

لم تستقبل دول الخليج أي لاجيء سوري أو يمني أو ليبي أو عراقي. بل إنها تفرض رسوما عالية على تأشيرات الدخول والإقامة على الهاربين من هذه الدول ممن يمتلكون قليلا من المال يمكنهم من دخول إحدى هذه الدول للعيش على ما تبقى لهم من مدخرات.

لماذا لم نتهم هذه الدول بأنها عنصرية كما نتهم أمريكا حاليا، واتهمنا قبلها الدول الاوربيه التي اتخذت سياسات صارمة بسبب الهجرة..؟

السبب أن حق اللجوء أحد حقوق الإنسان التي لا زلنا لا نعترف بها، لكننا نريد من الغرب الاعتراف بها والالتزام بها عندما يتعلق الأمر بمصلحتنا.

أستطيع ان افهم الغضب في العالم الغربي من قرار ترامب حظر مواطني 7 دول مسلمه من دخول أمريكا، لكنني لا أستطيع فهم غضب العالم العربي والإسلامي من هذا القرار في إطار ثقافة لا زالت قائمة على التمييز بين الناس على أساس الدين والجنس والعرق.

نفس الشيء ينطبق على القرار المرتقب لترامب لتسجيل المسلمين الأمريكيين حتى يسهل مراقبتهم في نظام شبيه بنظام “الذميين” الذي لا زال معترفا به وشرعيا ضمن الفقه الإسلامي والممارسة الإسلامية.

والغريب أننا لا نجد تناقضا بين خطابنا السائد الذي يعتبر امريكا والغرب الشيطان الأكبر والمتفسخ واللأخلاقي الذي لا هم له إلا التآمر ضدنا وتدمير عقيدتنا ، وبين الغضبة المضرية لنا إذا تم منعنا من الدخول لأراضي الشيطان الأكبر ، المادي، اللأخلاقي.

نعم .. ترامب عنصري.

لكن اغلب الأمريكيين وقفوا ضد عنصريته.

فمتى نعترف بعنصرياتنا الظاهرة والخفية ونواجهها..؟

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى