العرض في الرئيسةفضاء حر

يقتلون أنبياءنا

يمنات

أحمد سيف حاشد

القتلة أطلقوا القتلة من السجون لتقوية جبهاتهم القتالية، فإذ بهم يرتكبون أينما حلّوا و ولّوا كل الفظاعات والبشاعات والجرائم ذات الخطورة الاجتماعية البالغة بحق المجتمع..

تبعات هذه الافعال المجرّمة لا يتحملها أولئك المجرمون الذي تم اطلاقهم من السجون، بل و يتحملها أيضاً المجرمون الذين اطلقوا سراحهم بعيدا عن طائل القانون وأجهزة الدولة المختصة أو بقاياها.

المجرم القاتل الذي أطلقوه من السجن المركزي مع مئات المجرمين قبل أكثر من عام صار قائدا لعصابة مدعومة من بعض المشايخ بالأموال واستخدامهم كأدوات للقتل والنهب والسلب وشتّى فروع الجريمة..

صديقي الرائد مراد أبو رأس ضابط أمن “ذي السفال” هو واحدا من قوام سبعة أشخاص ضحايا مجرم أطلقه الساسة المحاربين من سجنه مع مئات أو آلاف غيره لتقوية جبهاتهم القتالية.

صديقي مراد أبو رأس أعرفه منذ سنوات .. تعرفت عليه في مدينة القاعدة عند زيارتي لبعض الأصدقاء الأعزاء هناك .. و زارني هو إلى منزلي بمعية الصديق العزيز طاهر الضراسي..

القتلة يقتلون أنبياءنا..

صديقي مراد أبو رأس كله نبل وجمال واستقامة وروعة لا تنتهي على كل الصُعد..

صديقي مراد خلوق ونزيه ونادر، وإنسان من الطراز الأول والفريد..

ثمة مجرم أزهق روح صديقي مراد مع سبعة آخرين في عملية واحدة خادعة.. كم عملية ارتكبها القتلة في وطن مزدحم، وكم ضحية سقطت مضرجة بالدم منذ اطلاق سراح المجرمين من السجن المركزي بتعز في بلد الموت الباذخ .. بلاد لم تعد تكترث بالإحصاء وأرقام الموتى.. وغير القتل ضحايا كثر لا يصل صوتهم وليس لهم عدا ولا حصر..

ليس المجرم هنا هو القاتل وحده، بل ومعه القتلة الغارقون بالأنانية الباذخة، والذين يتاجرون بحياتنا ودماءنا وأحلامنا وأوطاننا، ولا يكترثون بعواقب ما يفعلوه..

أطلقوا سراح القتلة والمجرمون للاستقوى بهم في جبهة الموت والخراب فيما المجتمع يدفع اليوم الكلفة باهظة في مآل يبدو مخيفا وكارثيا على الحاضر والمستقبل..

لـ”مراد” و رفقته وكل الضحايا حياة أخرى لا تنتهي، وعطر ومسك من الذكرى تنتشر، وسيرة ترفل بالحب والجمال، ومقاومة للقبح والجريمة والانحطاط والسقوط..

ولأهله وذويه وأهل وذوي الضحايا الصبر والسلوان وخالص العزاء والمواساة..

الرائد مراد ابو راس
الرائد مراد ابو راس

مراد ابو راس وشدين ابنته

حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى