العرض في الرئيسةفضاء حر

خطوط التماس توقع فيها صفقات بالملايين والمعركة حول موارد المال والنفوذ التي صنعتها الحرب وجعلتها متاحة

يمنات

حسين الوادعي

فتش عن النفط

فتش عن المال

فتش عن أمراء الحرب.

إذا أردت ان تعرف لماذا تم تحرير مأرب ولم يتم تحرير الجوف أو تعز.

ولماذا تتركز المعركة حاليا حول باب المندب وليس حول نهم وصنعاء.

ولماذا تركزت المعارك في بيحان وليس في الطريق الى تعز.

وإذا أردت أن تعرف لماذا تصاعدت دعوات الفيدرالية الفورية في المحافظات الغنية بالنفط قبل غيرها:

فعليك ان تفكر في ثلاثي النفط والمال وتجارة الحرب.

خط حضرموت، شبوه، مأرب هو خط النفط الذي تتركز حوله أنظار مراكز القوى القديمة-الجديدة في صف الشرعية.

نجلا هادي وعلي محسن؛ والعيسي وأسماء قليلة أخرى أعادت سيطرتها على إنتاج أونقل وبيع النفط، مثلما تعيد سيطرتها على مصادر المال الأخرى.

قرار نقل البنك المركزي كان له أهداف كثيرة أهمها قدرة المتنفذين في صف الشرعية على توريد إيرادات النفط إليه.

ولأن شركات الإتصالات هي الدجاجة التي تبيض ذهبا فإن محاولات إنشاء شركات اتصالات جديدة تجري على قدم وساق في صنعاء وعدن، لكنها تعثرت الفترة الماضية لأسباب سياسية مختلفة.

قبل أيام صرح الناطق باسم حكومة هادي انهم سيصرفون المرتبات لما يقرب 200 الف جندي ورجل أمن، وهو عدد ضخم جدا وغير واقعي يدل على حجم “الثقب الأسود” الذي تتسرب إليه ما تبقى من أموال اليمن الفقير.

على خطوط التقسيم بين “الشرعية” و “الانقلاب” لا يتم تبادل إطلاق النار فقط، وانما توقيع صفقات بالملايين.

يشتري أغنياء الانقلاب الجدد النفط والبضائع والمواد الغذائية من أغنياء الشرعية الجدد. وكلما طال أمد الحرب كلما صارت مكاسب الحرب أكبر.

الصحفي محمد العبسي فتح ملف السوق السوداء الحوثية المرعب ودفع حياته ثمنا.

إقتصاد الحرب مقدس لا يجوز الاقتراب منه إذا أردت ام تحتفظ برأسك سليما.

لهذا يصبح إيقاف الحرب قطعا لمورد غزير للمال السهل والسريع.

السوق السوداء الحوثية تضخمت الى مئات الملايين. وشرط استمرار هذه السوق هو الحرب المستمرة والحصار المستمر.

إيرادات الإتصالات والضرائب والجمارك مورد غزيز يضمن استمرار الميلشيا في البقاء والقتال وصنع الثروات.

فليمت الشعب جوعا ما دمنا نصبح أغنى: هذا منطق العصر الميليشياوي السلالي.

لم تعد المعركة تدور حول الحسم العسكري بين شرعية وانقلاب، وانما حول موارد المال والنفوذ التي تصنعها الحرب وتجعلها متاحة.

صراع المناصب بين الفريقين احد موارد الحرب المفتوحة: سفراء، وزراء، ملحقين، ضباط، مستشارين، …إلخ.

معركة باب المندب المقصود بها حماية المنفذ الملاحي الدولي وليس حسم المعركة..

معركة ميدي وصعده المقصود بها حماية أمن السعودية.

معارك مأرب وشبوة المقصود بها حماية خطوط إمداد الذهب الأسود.

معركة نهم وهم إعلامي.

وكل الجبهات يجب ان تستمر لأن كل جبهة مورد اقتصادي يسحب أموال النفط من جيب الكفيل السعودي تلى جيوب الأمراء.

أما سلطة الإنقلاب فالحرب بالنسبة لها هي المجال الحيوي الذي تنمو به وتصبح أقوى واغنى ولتتجنب الانهيار..

صارت الحرب اقتصادا له رجاله وعملاؤه ووكلاؤه والمدافعون عنه من الطرفين.

الجنود والمدنيون الذين يقتلون يوميا ليسوا إلا بيادق مجهولة لحرب تزداد قذارة يوميا بعد يوم.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

 للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى