إختيار المحررالعرض في الرئيسةقضية اسمها اليمن

في اليمن .. من لم يقتله القصف والتفجيرات مات بالأغذية الملوثة والأدوية الفاسدة

يمنات

علا الدين الشيباني

في اليمن من لم يمت بالقصف أو التفجير أو القنص يمت بالسم وبالأمراض التي تخلفها الأغذية والأدوية الفاسدة التي دخلت البلاد منذ ما يربو على العامين، دون رقيب أو حسيب.

مشهد مأساوي يجلي شجع التجار وممارساتهم اللاأخلاقية تجاه الناس، مستغلين ظروف الحرب التي يعاني منها اليمنيون.

لا يكاد يمر أسبوع إلا وتُشاهد في شوارع صنعاء وبقية عواصم المحافظات عدد من السلع التجارية المنتهية الصلاحية، وسلع تجارية مزورة تباع بأسعار زهيدة.

فراولة مفيرسة ودجاج فاسد

في صنعاء والحديدة انتشرت عدة محلات صغيرة تبيع الفراولة وعصيرها بسعر زهيد. توقع الناس أن رخص ثمن الفراولة بسبب وفرة المحصول الذي انتشرت زراعته بكثرة في منطقة سنحان، لكنهم تفاجأوا بأن الفراولة ملوثة بفيروس الكبد الوبائي.

يقول فضل منصور، رئيس الجمعية اليمنية لحماية المستهلك، في حديثه لـ”العربي”، “وجهنا رسالة لوزارة الصناعة أوضحنا فيها نتائج تواصلنا مع الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي في ذمار، والتي تفيد بأن الفراولة المصرية المجمدة ملوثة بفيروس الكبد الوبائي A، وطالبنا الوزارة بسرعة سحب وإتلاف الكميات المتواجدة في السوق، وإصدار قرار وزاري يمنع استيراد الفراولة المصرية حفاظاً على صحة وسلامة المستهلكين، ونحن منتظرون تطبيق مطالبنا التي هي ذات المطالب التي ينادي بها الناس”.

و بعد أيام قليلة من فضيحة الفراولة المصرية المروية بمياه الصرف الصحي، والتي تصيب الإنسان بفيروس الكبد، صُدم الشارع اليمني بظهور كارثة غذائية أخرى لا تقل شأناً عن سابقتها، متعلقة بغذاء المواطن اليمني الذي بات مصدراً للاسترزاق الخارجي، وهذه المرة دجاج تركي مثلج يغزو المطاعم اليمنية، ويباع بأسعار زهيدة مقارنة ببقية الدجاج سواء المستورد أو المحلي.

و نشر المركز اليمني للإعلام تقريراً مطولاً عن هذه الكارثة، مدفوعاً بسعر بيع الدجاجة الذي كان ملفتاً للنظر، حيث تباع الدجاجة الواحدة بمبلغ 700 ريال، في الوقت الذي يباع فيه بقية الدجاج بسعر لا يقل عن 1200 ريال.

و يشير التقرير إلى أن الدجاج التركي المستورد عبر موانئ الحديدة، والذي تم توزيعه على العديد من المطاعم اليمنية لا يصلح للاستهلاك الآدمي.

و يضيف أن علامات عدة ظهرت على شكل الدجاج إضافة إلى ظهور بقع غريبة مخلوطة بالدم.

أدوية منتهية الصلاحية

و في الآونة الأخيرة، شهد تهريب الدواء في اليمن انتعاشاً لم يسبق له مثيل، حيث تبيع الصيدليات مئات الأصناف التي لا يعرف لها تاريخ إنتاج ولا انتهاء، بحسب الدكتور ماهر درهم، المتخصص في الصناعات الدوائية، والذي أكد، في حديثه لـ”العربي”، وجود أدوية منتهية الصلاحية تباع في الصيدليات، بسبب تفضيل عدد من أصحاب الصيدليات شراء كميات كبيرة من الأدوية الرخيصة من تجار الشنطة، الذين لا يخضعون للرقابة والمحاسبة من قبل الجهات المعنية، وبسبب توقف الشركات الدوائية الكبيرة عن استيراد الدواء لعوامل كثيرة، فضلاً عن أن مصانع الأدوية المحلية قد توقفت عن عملها نتيجة الحصار وأسباب أخرى، وبفعل ذلك بلغت خسائر صناعة الدواء في اليمن 232 مليون دولار.

سلع مغشوشة

سلع استهلاكية كالشامبوهات والمعطرات والملابس والمفروشات وحتى السيارات المستخدمة تملأ الأسواق بطريقة فجة.

يقول إبراهيم الأكوع، مدير دائرة المواصفات في الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس، في حديث إلى “العربي”، إن “60% من البضائع والسلع التي دخلت اليمن منذ اندلاع الحرب مهربة، و40% من السلع التي تدخل عبر المنافذ الرسمية لا تخضع لفحص هيئة المواصفات والمقاييس التي تعتبر الجهة الحكومية المخولة بموجب القانون بكشف ومحاسبة المخالفين، لكن الهيئة في الوقت الراهن تعاني من شح الإمكانيات اللازمة لأداء ما عليها من التزامات.

و في الحقيقة، أن الإشكالية ليست في المواد المستوردة الفاسدة وحدها، بل في أن عدداً من التجار قد أصبح لديهم مطابع وأختام يقومون من خلالها بمسح التواريخ التي تحملها تلك السلع التي كانت تأتي من بلد المنشأ، ويتم تغييرها بتواريخ جديدة ذات صلاحية أطول وتوزيعها على تجار المحلات والأسواق الإستهلاكية بأسعار مخفضة نسبياً.

و للأسف الشديد، أن هناك مسؤولين متواطئين بل شركاء في جرائم التزوير وإدخال المغشوش والمزور في الأسواق اليمنية.

أوقفوا الوديعة

محمد الهيلاني، مدير العمليات في وزارة الصناعة والتجارة، يشير، لـ”العربي”، إلى “(أننا) لا نستطيع أن ننكر أن المتنفذين من التجار استغلوا الحرب الحاصلة في البلاد، وقد ضبطنا العام الماضي في صنعاء لوحدها 4000 مخالفة تتعلق بالغش والتزوير وبيع أغذية فاسدة.

و لا أخفيكم أننا نركز في الوقت الحاضر على مراقبة المواد الغذائية، لأنها الأهم وفق الأولويات الراهنة، ولأن المواطن لم يعد يفرق بين الصالح والطالح لأسباب تتعلق بالأزمة الاقتصادية، ولأسباب تتعلق بعدم وجود ثقافة استهلاكية لديه.

و الحقيقة أن ما يدخل من منفذ الوديعة هو أكثر ما يؤرقنا، حيث تدخل عبره وفي كل يوم أغذية وأدوية فاسدة وسلع تجارية مستخدمة ومزورة ومنتهية الصلاحية، وكأن الموضوع متعمد، تأتي عن طريق السعودية سلع غريبة لأول مرة تدخل إلى اليمن، إحنا بنعمل إلي نقدر عليه وربنا هو الحافظ”.

المصدر: العربي

للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى