العرض في الرئيسةفضاء حر

تغاريد بالخط العريض (10)

يمنات

د. سامي عطا

(1)

لا أدري ما الدولة المدنية الذي أتحفنا بها المشترك بأحزابه في الوقت الذي لم يستطيعوا أن يلجموا القوى المتطرفة والإرهابية فيه عن معارضتهم للفنون بكافة أنواعها، فأي دولة مدنية بلا تنمية وجدان الناس فيها، فلازالوا لم يستوعبوا حصة الرسم في التعليم ناهيك عن بقية الفنون.
أولاً نظفوا ساحاتكم من تلك العاهات وأفسحوا الطريق لهذه المدنية أن تتشكل في الوجدان…!!!

(2)

تركيبة سلطة الأمر الواقع على إمتداد الساحة ترتكز على القوة والإكراه، من يمتلك القوة يحكم، لذلك على كل جماعة تفتقر لهذا المعادل أن تبعد عن نفسها العتب، فالمسألة طبيعية لا يمكن إقامة دولة المواطنة والحقوق بالقوة، ونشدانها لا يمكن أن يتحقق إلاّ بقوة الحق عبر نضال مدني سلمي طويل النفس..!!!

(3)

مجتمعنا يعيش أزمة وجود بسبب إنتشار الإرهاب وإتساع رقعة ثقافته الحاضنة، وإذا ظللنا نتصرف باستخفاف ولا مبالاة تجاه ذلك، فإن هذا الثقب الأسود سيلتهمنا جميعاً…!!!

 (4)
شربنا في حياتنا كذبات كثيرة، لكن أكبر كذبة ومقلب شربناه الحرب على الإرهاب، حيث ظلت طائرات الدرونز الأمريكية “طائرات من دون طيار” تنطلق لإستهداف الإرهابيين في كل مكان فوق الأرض اليمنية، بينما تستثني من عملها استهداف الفقاسات ورؤوس الإرهاب ورعاته ومموليه، يعني تستهدف الضحايا وتستثنى الجناة الفعليين أو من يفترض بهم يتحملون المسئولية الأكبر، حتى بات الإرهاب مشكلة اجتماعية كبيرة، نحن بحاجة إلى سياسة واقعية ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية وتربوية وثقافية واعلامية للقضاء على هذه الآفة التي أخذت تبتلع سمعة البلد وأهله وتهدد تواجده واستقراره…!!!
(5)

القيم الإنسانية لا تتعزز في المجتمع إلاّ عندما تكون ضرورة وحاجة، وعندما تستحضرها ثلة من أفراده المهزومين والمآزومين قبل آوانها لا تعدو عن كونها رغبة انتقامية وثأرية واعتساف للواقع، خصوصاً عندما يكون سعيهم إلى فرض القيم بالإكراه ويتعامل مع أفراده كقطعان بشرية أو حقل تجارب، القيم لا تُجرب، بل تتعزز بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية…!!!

 (6)

المدنية تستلزم ذوات حرة وليس قطعان بشرية والقوانين والعقد الاجتماعي أداة ضبط تناقضات وصراع قواها الاجتماعية ، ولا مدنية من دون حاملها “الثقافة المدنية”، وبالمختصر المدنية ليست شتلة تستزرع أو تستورد، بل تنمية اجتماعية واقتصادية… وبذلك لا مدنية قبل آوانها…!!!

 (7)

\لا تستقيم الحرية إلاّ بوصفها وعي ذاتي وضرورتها تنبع من الذات، أي إكتساب فردي ينم عن تطور وعي حاملها، ولا يمكن منحها، ومن يدعي منحك إياها لا يمنحك إلاّ نقيضها “عبودية “، ولذلك فأن مستوى حرية مجتمع تؤكده حجم ذواته الحرة…!

 (8)

تزيف وعي الناس بالثورة..!!!

يهدف نظام الفساد والافساد من وراء إعادة تدوير فاسديه ومجرميه ، خلق حالة إحباط مجتمعي وشعبي، وتوصيل الناس إلى حالة ثبيط هممهم وكسر إرادتهم، وتوصيلهم في نهاية المطاف إلى وضع يلعنون فيه بعضهم البعض، وهذا الأمر كفيل بتبريد الحالة الثورية التي يعيشونها، أي تزييف وعي الناس بالثورة، باعتبارها رديفة للفشل والأوضاع السيئة، ولذلك يتعمد المخرج إلى تسويد حياة الناس وجعلها سيئة، أي إدارة البلد بالمساوئ، مساوئ تحت الكنترول من أجل تنفيذ وتحقيق مشروع صغير يتمثل باستمرار النهب وديمومته…!!!

(9)

رص الكلمات لا يصنع وعي، وأي تفكير مشوش ومشتت لا يصنع وعي أيضاً، الوعي يبنيه تفكير نسقي يستطيع تميز الأسباب عن النتائج، الوعي يعني تفكير منهجي لا تفكير ترتص فيه الحروف والكلمات كيفما أتفق المهم سيلان الحبر وتسويد الصفحات ، الوعي مسئولية وإحساس بضرورة التفكير بالمستقبل لا التفكير ببيعه للذي يدفع أكثر. الوعي لا ينبع إلاّ من التفكير بضمير…!!!

(10) 

التغيير بالقوة يظهر له أباء كثيرون أما التغيير السلمي الجماهيري يسقط أدعياؤه…!

زر الذهاب إلى الأعلى