العرض في الرئيسةفضاء حر

تنافس الداخل على الوكالة للأجنبي

يمنات

د. فؤاد الصلاحي

ثلاثية الموت والجوع وبؤس القيادات في اليمن تلتقي جميعها في واقع مجتمعي كان في مرحلة الاستعداد للانطلاق التنموي والتحديثي الا ان بؤس القيادات الحكومية والحزبية والقبلية والعسكرية واعوانهم اصرت من باب الافتخار بالجهل على تدمير مرتكزات الاستقرار في المجتمع وتدمير ما كان واضحا من بناء سياسي ومؤسسي وقانوني وفرضت على المجتمع والشعب التكيف مع ما يتعرض له من عنف وعدوان و ما ينجم عنه من فقر وفاقة.

هذه لا تظهر جميعها في اي مجتمع الا اذا كان الطرف الثالث بائسا يشغل وظيفة وكيل الخارج في تسهل حضور العنف والفاقة داخل مجتمعة.

هنا ترتسم تراجيديا من نوع خاص تبرز نمطا من صراع الاشرار لافتراس حمل لا هم له الا ان يعيش في ممكنات الطبيعة و وفق مجهوداته، ومع ذلك تجلى البؤس السياسي ببلاهة ممثليه تنظيمات واشخاص في تحويل مجتمعهم ساحة لمعارك الاخرين، و تنافسوا من هو وكيل الخارج الاكثر تعميما للقتل والفقر في اوساط شعبه زد في ذلك نشر ثقافة الكراهية والطائفية والتطرف وتجنيد الاطفال وعدم احترام أيا من التقاليد دينيا او اجتماعيا او انسانيا.

هنا تم تجريد المواطن والوطن من مرجعياته ذات السند الاخلاقي والانساني لجعله مجرد كائن همجي كما صوره هوبز في اشارته الى الانسان في حربه مع نظيره الانسان بغياب مؤسسة تمثل الارادة السياسية تتولى تنظيم المجتمع واخراج الانسان من حالة الطبيعة والضرورة الى حالة الحرية والاختيار العقلاني.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى