العرض في الرئيسةفضاء حر

جدي الثلاثة ألف كان يمنياً .. هل كان جدك الثالث سعودياً..؟!

يمنات

محمد عايش

لا أدري أية ريح حذفت به إلى صفحتي، لكنه لا ينفك يرسل لي إلى الخاص، بشكلٍ شبه يوميٍ، مطولاتٍ ومعلقاتٍ عن مزايا كونه سعودياً، وعن الشرف الذي حظي به اليمنيون بتدخل السعودية في بلادهم.

لا أرد عليه في العادة، وأمس كنت في مزاجٍ رايق بما يكفي لأرد عليه، بهدف التسلية فحسب..

وعلى أني لستُ شعوبياً ولا عنصرياً، وليست لدي أية نرجسية جمعية من أي نوع؛ إلا أني كتبتُ له:

شوف يا طويل العمر وقصير الخيال:

أنا اليوم يمني، وغداً سأظل يمنياً، وبعد خمسين سنة سأظل يمنياً، وأولادي يمنيين، وبعد ألفي سنة سيكون أحفاد أحفاد أحفادي يمنيين.

بينما أنت اليوم سعودي، وغداً أو بعد خمس سنين أو عشرين أو خمسين سنة، حين تسقط عائلة آل سعود وحكمها، كما هي سُنّة الكون في نهايات الدول؛ ماذا ستسمي نفسك؟! وماذا سنسميك؟! سعودياً وقد سقط نظام سعود وأحفاده؟!

مشكلة عويصة أليس كذلك؟! ولكن من حسن حظك أنها لن تكون مشكلتك لوحدك بل مشكلتنا أيضاً معك، فبماذا سنسمي هويتك؟!

هل سنظل نقول في تعريفك وطوال خمسين سنة حتى تلاقوا هوية جديدة : الاسم: مشعل عويدان، الجنسية: سعودي سابقاً..؟!!

وسؤال أخير: هل كان جدك الثالث سعودياً؟؟

أنا جدي الثلاثة ألف كان يمنياً.

(انتهى)

هي مشكلة هوية لا وجود لها لدى كل شعوب العالم المعاصر، ولا تشبهها، لدرجةٍ ما، إلا الهوية “الإماراتية”، يقول لك: إماراتي وافتخر.!! وهي تشبه أن يقول الواحد: جمهوري وافتخر، أو ملكي وافتخر! فالإمارات شكل من أشكال الحكم وليست اسم بلد، وحين يقرر الزمن أن يجري تغيير فيها وتحويلها كالبحرين إلى مملكة سيكون ضاحي خلفان في مأزق حقيقي.

صديقي الذي حذفت به الريح إلى صفحتي لم يعلق، واليوم بطّل المعلقات وأرسل لي رداً من كلمتين: أنت يمني خسيس.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى