العرض في الرئيسةفضاء حر

“الهاشمية الانتهازية” ستأكلكم وتأكل اليمن معكم

يمنات

محمد عايش

أن يقال عنكم عنصريون فإن تلك مجرد تهمة تُكذبها ممارساتكم أو تصدقها.

و للأسف الكبير فإن ممارساتٍ أكبر، واضحة لدرجةٍ تُعمي العيون، لا تسعفكم في نفي التهمة عن أنفسكم، بل تلصقها بكم كجلودكم.

صُنتُ قلمي عن الخوض في كل ما يُشتٓم منه ريحة عنصرية، أو تأجيجاً لرياح العنصرية، ولكن ذلك لا يعني غض الطرف عن واقعٍ بات مخجلاً وصادماً في هذا السياق..

ولن أتحدث هنا إلا عن واقع و وقائع وفي قطاع حكومي واحد:

نائب وزير الإعلام .. هاشمي

رئيس قطاع التلفزيون .. هاشمي

مدير عام إذاعة صنعاء .. هاشمي

رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة .. هاشمي

نائب رئيس مجلس إدارة الثورة .. هاشمي

رئيس تحرير صحيفة ٢٦ سبتمبر .. هاشمي

مشرف التوجيه المعنوي .. هاشمي

نائب رئيس وكالة “سبأ” .. هاشمي

الناطق باسم الجيش .. هاشمي

هذه فقط المناصب الرئيسية، أما المستويات الأدنى فلا مجال للحصر.

و هذه طبعاً كل المؤسسات الحكومية للإعلام، ناقصاً منها فقط مؤسسة “الجمهورية” التي أُغلقت في تعز، أو مؤسسة “أكتوبر” الواقعة تحت سلطة هادي في عدن..

هل هذا الانتشار “الهاشمي” مجرد صدفة؟!

إذا كانت الصدفة جريئةً إلى هذه الدرجة في قطاع “الإعلام” الواقع تحت أنظار كل الناس، فما الذي ستفعله الصدفة في “الثروة السمكية”؛ القطاع الذي لا يهتم به إلا الصيادون؟!!

الهاشميون يمنيون، ما في ذلك شك، ولكن أين بقية اليمنيين؟؟!

هل يجدي أن تضعوا وزيرا للإعلام غير هاشمي وتوزعوا كل مؤسسات الإعلام الرسمي للهاشميين؟!

أو أن تضعوا رئيساً لوكالة سبأ غير هاشمي وتضعون نائبا هاشمياً له؟! رغم أن الرئيس منكم ومن أخلص قياداتكم!!

هذه العصبوية مخيفة حتى لو كانت غير سلالية، بل حتى لو كانت عصبوية حديثة كالعصبوية الحزبية..

كان الناس يسلخون “الإصلاح” بالنقد والاستهجان، صباح مساء، لأنه كان يزرع المنتمين له في كل مفاصل المؤسسات، مع أن عصبويته لم تكن سلالية .. فما الذي سيفعله الناس معكم؟!

طوال الوقت، ونزولاً عند منطق العصر؛ وأنا أقنع نفسي بأن الحوثيين ليسوا حالة عنصرية، إذ من يمتلك الجرأة في هذا العصر أن يؤسس جماعة عنصرية أصلاً؟!.

و ظللت أعتقد أن الجماعة أقرب، في أسوأ الحالات، إلى العصبوية المناطقية وهي أخف ضرراً وإن كانت خطيرة بحد ذاتها..

و لكن “الهاشمية الانتهازية” كما يسميها عبد الملك العجري، وسواء بإرادة عليا لدى قياداتكم أو بسبب العجز عن ردعها؛ ستجبر كل من كان متشككاً على تجاوز شكه المعقول إلى يقينه المرّ.

استيقظوا، فأنا أضمن لكم أن هذه الكارثة ستأكلكم و وتأكل اليمن معكم، أسوأ بما لا يقاس مما يمكن أن تفعله نيران العدوان السعودي أو غير السعودي.

لديكم واقع هو أن كادركم الهاشمي كثير، بحكم طبيعة الحال، ولكن ليس عليكم أن تستسلموا لهذا الواقع الذي يحولكم إلى مجرد نقابة لــ”الأشراف”، بل عليكم معالجته ووضع استراتيجية داخلية للتعامل معه.

تذكروا أن محمد بن عبد الله منع الزكاة على “الهاشميين” حتى لا “يُقال”، مع أن ذلك ينطوي على ظلم.

ولكن القليل من الظلم مطلوب في سبيل الكثير من النزاهة..

وأيضاً في سبيل درء فتنة اجتماعية أكبر وأكثر كلفة.

هذا كله إذا افترضنا طبعاً ان الأمر مجرد ممارسات شللية داخلكم وليس توجها رئيسياً ورئسياً.. وهو ما لا آمله شخصياً على الأقل.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى