العرض في الرئيسةفضاء حر

“كيري” حين يتحول من وزير خارجية دولة عظمى إلى مساعد لـ”الجبير”

يمنات

محمد عايش

في المرة الأولى قلنا هذا كيري، وزير خارجية الدولة الأقوى في النظام العالمي، وأكيد فإن تصديه بنفسه لإعلان خطة للحل في اليمن، ومن داخل الرياض، يعني أننا على أبواب الحل فعلاً.

ثم غادر الرياض، وغادرت معه خطته، واستمرت الحرب، وكأن الأمريكي الذي وقف يعلن للعالم خطة السلام الى جوار الجبير، هو أحد مساعدي الجبير لا أكثر.

وفي المرة الثانية جاء كيري وقال من مسقط ان الحوثيين والسعودية وقعوا اتفاقا لإنهاء الحرب..

ثم غادر مسقط، واستمرت الحرب، ولم ير العالم لا اتفاقاً ولا توقيعاً، وكأن الأمريكي الذي أعلن بكل تلك الثقة “توقيع اتفاق”، لم يكن إلا واحدا من موظفي المطبخ الاعلامي لهادي؛ المطبخ الذي أعلن بثقة أغرب من ثقة كيري بأن كيري اعتذر لهادي عن إستبعاده من مشاورات “توقيع الاتفاق”، وبادرت الخارجية الأمريكية لتكذيب هذا الادعاء نافية ان يكون وزيرها اعتذر لأحد. فكان الاعتذار كذبة مثلما كان التوصل لاتفاق كذبة.

وهذه المرة، المرة الثالثة، جاء كيري، ومن داخل الرياض اصدر اعلانا اكثر إرباكاً من سابقٓيْه وأقل ثقةً، قال ان هناك خطة سلام لدى الأمم المتحدة غير نهائية ويمكن للأطراف أن تتفاوض بشأنها..!

كيري.. لقد جعلت من وزير خارجية شرعيتنا، المقيم هو وشرعيته في المنفى، وهو أضعف وأخف وزير خارجية في الدنيا، رجلاً لامعاً مقارنة بك؟؟!

كيف يقبل وزير خارجية الدولة الأعظم بالانخراط في جهود ومساع وإعلانات يتلاشى أثرها فور إقلاع طائرته عائدة به إلى بلاده؟!

كيف يقبل كيري أن يكون طرطوراً؟!

إما أنه يكذب، حيث يتحدث في زياراته عن ضرورة إيقاف الحرب فيما زياراته المتكررة هي في العمق غير المعلن لدعم استمرار الحرب، وإما أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة باتت على هذا المقدار من البؤس والفشل والتخبط وانعدام الصرامة..

أرجح شخصيا الاحتمال الثاني، وأحد عناوين هذا التخبط مثلا التناقض الفاقع بين أوباما ووزير خارجيته بحسب إدلاءاتٍ الأخير في مؤتمره الصحفي أمس في الرياض، فبينما قال أوباما في مناسبتين اثنتين وبشكل جازم أنه لا علاقة تبعية حقيقية بين الحوثيين وإيران؛ قال كيري أمس إن إيران تتدخل، وإن شحنات الأسلحة الإيرانية مستمرة بالتدفق على الحوثيين!!

قال أيضاً ان أمريكا أوقفت شحنات بحرية إيرانية، وهذه تبدو كذبة أخرى إذ لو كان الأمريكيون قد أوقفوا شحنة إيرانية فعلا لكانوا قد وزعوا صورها على أربع رياح الأرض، ولكانوا قد ابتزوا الإيرانيين بها إعلامياً طوال أشهر.

هي كذبة، وربما على الأرجح كذبة يحاول بها إخافة السعوديين للدفع بهم نحو القبول بإنجاز تسوية، وكأنه يقول لهم انجزوا أو أن إيران ستصعد من دعمها للحوثيين!

هل فقدت أمريكا قدرتها على الضغط على السعودية الى درجة الاستنجاد بالبعبع الإيراني؟!

ربما فإدارة كيري (إدارة أوباما) لم تعد قوية هذه الأيام بما يكفي إلا للملمة حقائبها من البيت الأبيض.

دعونا نر نتائج هذه الزيارة مع ذلك، فنحن مع كل أمل يلوح لإيقاف الحرب، حتى لو كانت خيوط هذا الأمل أوهى من خطط كيري.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى