العرض في الرئيسةفضاء حر

كيري .. في الوقت بدل الضائع..!!

يمنات

عبد الخالق النقيب

[email protected]

أمريكا قادرة على وقف حرب اليمن غداً ..! غير أن مصالحها الأنانية تقتضي أن تقف مثل فزاعة، كما أن  السلام في المنطقة سيسلب منها الدور الهابط الذي تمارسه بشغف ولا ترغب بتبديله..!

 كما بدأت حرب اليمن فجأة فإن فرضيات النهاية لها وإيقاف الاقتتال ممكنة أيضاً، غير أن اللجنة الرباعية في اجتماعها أمس الأول بالرياض لم تعطي العالم سبباً أخيراً لنثق بجديتها، ولم تمنح الحل فرصة ثمينة ليتحقق السلام لليمنيين، إذ لازلت رحلات كيري المكوكية إلى المنطقة غارقة في البحث عن النص الذي قد يرضي التبختر الجيوسياسي للمملكة السعودية، كما أن المملكة لم تكف عن ارتداء ثوب الضحية، و لم تتخلص من عويلها إزاء الرعب الإيراني الذي تعيش تحت سطوته..!

شوارع عدن و صنعاء و الحديدة و صعدة تنزف، و ما تبقى من ضمير للمجتمع الدولي يتابع المجازر تحت إبر البنج و التخدير بفعل تحركات و تلويحات اجتماعات اللجنة الرباعية لليمن في لندن و جدة ثم الرياض.

جديد ما حدث هو انضمام عمان للجنة وزراء خارجية أمريكا و بريطانيا و الإمارات و السعودية، فيما الاهتمام المفاجئ الذي يحاول إيهامنا به وزير خارجية أمريكي لملف شائك كالملف اليمني في الوقت بدل الضائع لم يقدم غير العرض الإعلامي، كما أنه ليس مجانياً، فـ”كيري” يقضي أيامه الأخيرة في البيت الأبيض، و لم يتبقى لديه متسع من الزمن ليحصل على معطيات جدية تنهي الصراع القائم في اليمن، و لقد جربنا تصديق كل مساعي الحل غير أنها في كل مرة تعيدنا إلى نقطة البداية و بنقلة واحدة.

 و بدلاً من أن تتشبث المملكة بالفرص الأخيرة لوضع حد لما تبقى من هذه الحرب، يتفجر أمامها رعب الهاجس الإيراني و شكوكها الناتج عن إخفاقاتها الميدانية، و افتقارها لكيان تريده ممثلاً عنها في الداخل اليمني مسنوداً بالالتفاف الشعبي، فيجرفها كل ذلك لنسف خطوط السلام بحجة أنها مضطرة للدفاع عن مصالحها من خلال مقاومة إيران العازمة على إعادة إنشاء الإمبراطورية الفارسية، فتقوم بالمخاطرة و تنزلق بمواصلة قيادة جانب من صراع طائفي إسلامي لا يمكنها الفوز به..!

كل ما لوح به وزراء اللجنة الرباعية هو أن عمان ستكون المحطة القادمة، و شعورنا بحاجتها لتقليص خوفها من قنبلة موقوتة يفجرها الإرهاب الذي يشكل رعباً في المنطقة التي تشهد توسعاً لنفوذ داعش و الإرهاب في اليمن كنطاق أوسع سيصعب على المجتمع الدولي لملمة شظاياه لاحقاً، على غرار ما حدث في سوريا و العراق و شكل تهديداً حقيقياً لأمن المنطقة برمتها..!

انتظر اليمنيون أن تضع اللجنة الرباعية النقاط النهائية على حروف الحل تتويجاً لمساعي و إعلان مسقط المستند على اشتراطات 10 إبريل، غير أن الرباعية عادت إلى الوراء و متحمسة فقط في حث هادي بالقبول بالمبادرة الأخيرة للمبعوث الدولي إلى اليمن، و افتعال رسائل تندد فيها بالتدخل الإيراني، و لم نسمع عن وقف فوري و ملزم لإطلاق النار و الإعلان النهائي لوقف أعمال القتال و إخضاعها للرقابة و للعقاب الدولي أيضاً..!!.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى