العرض في الرئيسةفضاء حر

ماذا فعل العدوان بالمثقفين اليمنيين..؟

يمنات

معاذ الأشهبي

في اﻷزمات الحادة، كالحروب اﻷهلية أو الحروب بين الدول، يصعد المهرجون ويخفت صوت العقلاء وأرباب الفكر والثقافة. لكن هل حقا حدث هذا للمثقفين اليمنيين طيلة العشرين شهرا المنصرمة من الحرب والعدوان والحصار..؟

ليس بالضبط. صحيح أن بوسعهم تمثيل دور الضحية والزعم بأن الحرب والعدوان والحصار قد أحكموا حصارهم من كل الجهات، لكن هذا الزعم وذلك التمثيل ينزع عنهم صفة الثقافة من أساسها؛ ﻷن وظيفة المثقف تحريك المياه الراكدة لا الغرق في المستنقع..!

و بعبارة أخرى، كشف العدوان الضحالة الكامنة واللصيقة بطبقة الأنتلجنسيا اليمنية؛ فالعشرون شهرا الماضية كانت أطول من الوقت الذي يحتاجه المثقف للعودة إلى ذاته العميقة، كيمني وكمشتغل بالثقافة وكضمير وحامل لقضايا الناس، وكانت أيضا أكثر من المدة التي سيستغرقها للخروج من بدائيته وجهويته وطائفيته وارتباطاته الضيقة، ومن السياسة كانحياز إلى الثقافة كرسالة..!

و على سبيل الاختصار، ثمة حيز حقير في الطابور الخامس يشغله مثقفون قايضوا حاسة التمييز والنقد المفترضة فيهم بالأحكام المسبقة والتهويمات المستعارة والضغائن والانحياز..!

زر الذهاب إلى الأعلى