العرض في الرئيسةفضاء حر

هدف الترويج لاعتذار كيري لهادي

يمنات

عبدالعزيز ظافر معياد

[email protected]

روجت قنوات فضائية كالعربية ومواقع اعلام يمنية نشطاء خلال الساعات الماضية لخبر منقول عن وكالة الانباء اليمنية سبأ التي تديرها حكومة هادي من الرياض، يتحدث عن اعتذار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لهادي عما حصل في مسقط، فما صحة ذلك وما الهدف منه..؟.

في خبر وكالة سبأ الخاص باستقبال هادي لنائب مساعد وزير الخارجية الامريكي تيم ليندر كينغ، جاء فيه بالحرف الواحد (..حاملا لفخامة الرئيس عدة رسائل من وزير الخارجية الامريكي جون كيري تحمل الاعتذار عما حصل و فسر في وسائل الاعلام التي اخرجت الامر عن سياقه).

– لاحظوا معي عدة رسائل و مش رسالة واحدة يعني الموضوع جاد و خطير، الأولى الاعتذار عما حصل .. يقصد اتفاق مسقط، و الثانية لما فسر في وسائل الاعلام، و الثالثة اخراج الخبر عن سياقه.

طيب بالنسبة للأولى فالاتفاق يرتكز على امرين هما: تفاهم ظهران الجنوب و الذي طالبت حكومة هادي نفسها اكثر من مرة بتطبيقه، و الثاني خارطة الطريق المقدمة من ولد الشيخ، و التي اكد مندوب بريطانيا في مجلس الامن في تصريحات للصحفيين انه تم ادراج بند رابع فيها ينص على تعيين نائب رئيسي توافقي.

و في فقرة تالية في الخبر تقول الوكالة على لسان نائب مساعد وزير الخارجية الامريكية “ان خارطة الطريق هذه لا تعد اتفاقية بل مرشدا و دليل أولي لبدء و استئناف المفاوضات” يعني ان الخارطة ستكون هي أساس التفاوض، اذا ما الجديد في الامر حتى نقول ان نائب مساعد الوزير اعتذر، فلم يعلن التخلي عن الخارطة و لم يشر الى المرجعيات الثلاث المعروفة، اما مسألة المفاوضات فاعلان مسقط نص على بدء الجولة المقبلة قبل نهاية نوفمبر الجاري، ولم يقل احد ان اعلان مسقط هو اتفاق نهائي للسلام ومن الطبيعي ان القوى اليمنية في الرياض هي الطرف الاخر في المفاوضات.

اما بالنسبة لمسألة الاعتذار عما فسر في وسائل الاعلام، واخراج الخبر عن سياقه، فلم اتمالك نفسي من الضحك، فما دخل مساعد كيري في ذلك، الا اذا اعتبرناه مسئولا عن القنوات و المواقع الإخبارية حتى يعتذر نيابة عنهن.

كان يمكن تمرير نكتة الاعتذار لو نشر كتصريح او بيان رسمي او حتى تغريدة في موقع الخارجية الامريكية او حتى في حساب كيري، او كتصريح مسجل للفضائية اليمنية، و لو افترضنا جدلا صحة الاعتذار، فإن محمد بن زايد و محمد بن سلمان مطالبان أيضا باعتذار مماثل كون كيري لم يعلن عن الاتفاق الا بعد ان حصل على موافقتهما عليه، و من ثم فقد شاركا كيري في الكذب و التضليل، لكن لم حصل أي مما سبق، كل ما في الامر ان حكومة هادي بدأت تهيء أنصارها لتبرير قرار مشاركتها في الجولة المقبلة من المفاوضات ليس اكثر.

ما يحزن مشاركة النخبة المثقفة سواء داخل او خارج اليمن في تجهيل العامة و الاستخفاف بعقول اليمنيين خدمة لمصالح اشخاص او أحزاب بعينها، و هذا احد الأسباب التي ساهمت في وصولنا الى ازمتنا الراهنة و وضعنا البائس.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى