العرض في الرئيسةفضاء حر

تهويل الخطر الإيراني الممكن وتهوين الخطر السعودي الكائن

يمنات

صادق القاضي

السعودية – لا إيران – هي التي حاربت الجمهورية، ثم نخرت النظام الجمهوري، و ظلت تضعف الدولة و تقوي نفوذ القبائل، و تحكم و تتحكم باليمن من خلال “اللجنة الخاصة”، طوال العقود الماضية!

السعودية – لا إيران – هي التي أطاحت بالرئيس السلال، و انقلبت على الرئيس الإرياني، ثم قتلت الرئيس الحمدي .. و كانت وراء الحروب الأهلية اليمنية: “حروب الثورة في الستينيات”، و “حرب الانفصال 1994م”، و الحرب الأهلية الكبرى “2015م”!

السعودية – لا إيران – هي التي فرضت حربا باردة على اليمن من عام 1990م حتى الآن، و طردت معظم العمالة اليمنية فيها، و ضيقت على بقيتهم، و دمرت الاقتصاد اليمني، و أغلقت الحدود، و بنت جدار الفصل العنصري.!

السعودية – لا إيران – هي التي أعلنت حرب “عاصفة الحزم” على اليمن، و فرضت الحصار البري و البحري و الجوي على الشعب، في وقت كان فيه الفرقاء اليمنيون على و شكل التوصل لحل نهائي للأزمة، حسب تعبير المبعوث الأممي السابق.!

الطائرات السعودية – لا الإيرانية – هي التي قصفت و تقصف الجيش والأمن و المدارس و الجوامع و الجامعات و المصانع و المزارع .. و دمرت و تدمر البنية التحتية و الفوقية، و تهلك الحرث و النسل في اليمن!.

القذائف السعودية – لا الإيرانية – هي التي تستهدف المدن و المدنيين، الشوارع و الأسواق، خيم الأفراح و صالات العزاء .. و تعرقل أي مبادرة لتشكيل لجنة دولية محايدة لرصد جرائم الحرب في اليمن!.

و مع ذلك لا ترى العيون الحولاء، سوى الخطر الإيراني على اليمن، أفضلهم، في أفضل الحالات يساوي بين الخطرين، بما يتضمن بالضرورة، و لغرض مفهوم، تهويل الخطر الإيراني الممكن، و تهوين الخطر السعودي الكائن!

أسوأ ما قد تفعله إيران أن تدعم جماعة “الحوثيين، سرا، و هو معادل واحد للخطايا السعودية، التي فوق كل شيء، تتبنى و تدعم كل الجماعات المسلحة الدينية و غير الدينية، بالسر و العلن، ماليا و ماديا و سياسيا و عسكريا و إعلاميا و لوجستيا.!.

دعونا لا نبحث لليمن عن سيّد بل عن سيادة، فمبدئيا، قد تكون إيران أخطر من السعودية، على أيّ مكان في العالم، إلا على اليمن، و في أيّ زمن، إلا هذا الزمن الراهن، حيث نرى و نسمع الطيران السعودي – لا الإيراني – يعربد على حطام كل شيء مهم و جميل و واعد في هذا البلد المنكوب بأبنائه قبل جيرانه!.

زر الذهاب إلى الأعلى