العرض في الرئيسةفضاء حر

مفاوضات المستقبل ستكون مع ابن بريك وأبو العباس وهاشم السيد وليس مع اليدومي أو ياسين أو القربي

يمنات

حسين الوادعي

ما قاله أبو العباس ليس جديدا.

اقتصاد الحرب ليس شأنا حوثيا خالصا لأن “أمراء المقاومة” دخلوا اقتصاد الحرب من أوسع أبوابه.

و إذا كان مصدر رزقك مرتبط بقتالك ضد عدو معين، فإن انتصارك على هذا العدو يعني نهاية مصدر رزقك، و الحل سيكون في تطويل أمد الحرب إلى أقصى مدى ممكن ما دام هناك مال و سلاح.

ابو العباس كان صريحا فيما يخص الآخرين لكنه لم يكن صريحا فيما يخصه هو. لكن حديثه عن أن المقاومة في “الجبهة الغربية” مجرد “سلعة” للابتزاز مؤشر مهم على تحول الحرب الى استثمار يتم فهمه و ادارته بمصطلحات التجارة.

و إذا تذكرنا ان قرار نقل البنك كان “قرار حربيا” حسب تعبير مستشاري هادي و حكومته نجد أنفسنا أمام حالة غريبة يتحول فيها الاقتصاد الى سلاح و تتحول فيها الحرب الى اقتصاد و تجارة.

و ما قاله السلفي الصريح ليس غريبا أيضا.

أدى الاندفاع الحوثي الى رد فعل مضاد صعدت فيه “السلفيات الثلاث” و سيطرت على الجنوب و الوسط. و أعني بالسلفيات الثلاث: السلفية التقليدية التي لا زالت ترفض اي انخراط في الصراع الراهن، و السلفية التقليدية المتحولة التي تجاهد تحت راية ولي الأمر السعودي و الإماراتي، و السلفية الجهادية المتمثلة في القاعدة و أنصار الشريعة.

لا تنس أيضا أن السلفية تدير معركة مهمة في صعدة تحت قيادة المحضار و هاشم السيد.

مفاوضات المستقبل ستكون مع هاني بن بريك و أبو العباس و هاشم السيد و ليس مع اليدومي أو ياسين أو القربي.

القوى السياسية التقليدية تتراجع لتصعد مكانها حركات الهوية و الجهاد المسلح.

المعركة بالنسبة للسلفية ليست معركة وطن أو شرعية او دولة بل معركة انتصار للصحابة و عائشة و أهل السنة.

و إذا كان ابو العباس يرى الديمقراطية كفرا و كرة القدم حراما و الاختلاط خطيئة فإن ملامح البديل القادم تبدو فيلم رعب يتشكل أمامنا مستخدما أدوات القرن الحادي و العشرين لإعادة أفكار العصر الحجري.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى