العرض في الرئيسةحوارات

ناطق أنصار الله يتحدث بشأن عرقلة سفر وفد صنعاء ووضع المفاوضات واجراءات هادي ويؤكد بان هناك خطوات كثيرة لمواجهة غطرسة العدوان

يمنات – صنعاء

قال الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام، خلال مقابلة هاتفية أجرتها معه “قناة الميادين”، إن واشنطن تقف وراء الحظر الجوي على اليمن، وأن الأمم المتحدة لا تقوم بأي دور لا ترضى عنه السعودية، موضحاً بأنه عندما يطالب الوفد بطائرة للعودة إلى صنعاء، يكون “الدور الأمريكي هو نفسه في الاشتراطات التي لا نقبل بها”.

وأشار ناطق أنصار الله إلى الرغبة الأمريكية بقوله “يريدون بقاءنا في مسقط لممارسة الضغط علينا، ونحن نشعر أننا بين أهلنا”، لافتاً إلى أن يهم الوفد هو الشعب، كون الكثير من أبناء اليمن عالقين في الخارج، ولا يستطيعون العودة.

واعتبر أن الوفد “في مهمة وطنية، وسيتحرك إلى أي مكان آخر لمواجهة هذا التغطرس في منع الوفد من العودة إلى اليمن”، لافتاً إلى أن الوفد يستغل وجوده في مسقط “للقيام باتصالات سياسية ولقاءات إعلامية”.

وأشار عبدالسلام إلى أن القرارات الغبية لهادي، تعتبر انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن بما فيها بيان مجلس الأمن الأخير الذي رفض أن يكون هناك ما يسميها بقرارات أحادية.

وأكد محمد عبدالسلام عدم القبول بـ “سلب القرار اليمني ليكون بيد السعوديين”، وأن “الرد العسكري في الأراضي السعودية طبيعي وشرعي”، لافتاً بقوله “عندما يريدون الحلول المشرفة والعادلة نحن جاهزون”.

ولفت عبدالسلام بانه رغم الحصار الاقتصادي والإنساني والتكالب الدولي، ورغم الغطرسة والأموال السعودية التي  تتدفق لشراء الولاءات، أثبت أنه قادر على الصمود لمواجهة هذا التحدي لأننا نمتلك قضية لمواجهة عدوان لا مبرر له.

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:

قناة الميادين: سيد محمد عبد السلام، أهلا وسهلا بك، لو تشرح لنا حيثية الطلب من الأمم المتحدة الذي تقدم لكم وأنتم رفضتموه لو سمحت سيد عبد السلام.

بالتأكيد نحن ندرك أن الأمم المتحدة عاجزة أن تقوم بأي دور يختلف مع التوجهات الأمريكية والسعودية في الملف اليمني ومنها أيضا عودة الوفد، وعند لقائنا بالسفير الألماني نهاية الأسبوع الماضي والحديث عن عودة الوفد والعرقلة التي حصلت كان لدى الألمان وجهة نظر أخرى أنه الأمم المتحدة قد قامت بدورها واستعدت بإيجاد طائرة نقل للوفد، وأن التأخير أو العرقلة هو أننا نحن لم نقبل بهذا، ولأننا ندرك أن هذا لا يمكن أن يتم، قال يجب بان يكون هناك تحرك، وأن تضعوا الصورة المناسبة أمام الأمم المتحدة لتتخذ أي إجراء آخر، بعد ذلك قدمنا طلب للأمم المتحدة على أساس أن تأتي بطائرتها في عودة الوفد وقدمنا الأسماء  المعنية للوفد، كذلك مع الوفد الإعلامي، لنتفاجأ باشتراطات، كل يوم شرط، تارة بالعدد وتارة في سعة الطائرة وتارة في مسارات الرحلة وتارة وتقديم اشتراطات لضمانات ما يسمى بالتعويضات للشركة الناقلة، وكل ما تجاوزنا شيئا من الشروط تضع السعودية ومن ورائهم الأمريكان المزيد من العراقيل لئلا يعود الوفد.

نحن ندرك أن الأمم المتحدة ليست إلا ساعي بريد وأن الأمريكان والسعوديين لا يريدون عودة الوفد الوطني إلى صنعاء سواء من أجل كسر الحصار الموجود وحتى أيضا من أجل إعادة ترتيبات الموقف الموحد الذي يجب أن يواجه به هذا العدوان بهذه الغطرسة التي ارتكبها خاصة بعد انتهاء مشاورات الكويت بفرض حصار غاشم على اليمنيين، ومنع الرحلات التي كانت تأتي من عمّان والقاهرة إلى صنعاء.

قناة الميادين: سيد عبد السلام، الأمريكيين موافقين على ذلك يعني؟

الأمريكان وخلال التواصل القائم مع الأخوة العمانيين أكدوا أنهم أيضا مع هذا الموقف، وهم أيضا ممن قدم الاشتراطات بأن يكون عدد الوفد فقط 24 مسافر، وليس 36 كما تم الاتفاق مع الأمم المتحدة، الأمريكان هم من يقف وراء الحضر الجوي على اليمن، الإمكانات المعروفة، الدعم اللوجستي، هي خبرات أمريكية التي تفرض حصارا حقيقيا على اليمن، للأمريكان رغبة ببقاء الوفد هنا للضغط، وللأمريكان أيضا حساباتهم الخاصة، هم أيضا ينسجمون مع الموقف السعودي المتغطرس على الشعب اليمني، ولهذا نحن حتى عندما كنا نطالب بطائرة عمانية كان الموقف الأمريكي هو نفس الموقف الذي يصدر من السعوديين بخصوص الاشتراطات ومسار الرحلة وعدد الوفد وغيرها من الاشتراطات المخلة والتي لا يمكن أن نقبل بها.

قناة الميادين: طيب، تعتقدون أنكم تسرعتم في مسألة إعلان المجلس السياسي قبيل عودتكم إلى صنعاء؟

لا نعتقد بأن هذه المسألة معنية بمثل هذا، سواء إن كان هناك تسرع أو تطلبت المرحلة التي يعيشها اليمن لمواجهة هذا التحدي، نحن لا يوجد لدينا أي مانع، نحن في معركة واضحة لمواجهة قوى العدوان، المتمثلة بالأمريكان والسعوديين، وليست المسألة أننا في مأزق، نحن هنا في عمان بين إخواننا، ونتحرك بالعكس مع المجتمع الدولي أكثر ربما لو كنا في صنعاء، لكن لا يهمنا نحن، يهمنا شعب محاصر بأكمله، آلاف الآن عالقون في مصر، عالقون في الأردن لا يستطيعون العودة، ولهذا نحن نريد أن نكسر هذا الحصار، أما نحن فنستطيع أن نتحرك ، ونستطيع أن نصل إلى أي مكان، ولا نعتقد نحن أننا تورطنا، وأننا قمنا بخطوة إلا هي مطلوبة لمواجهة التحدي الكبير الذي يواجه الشعب اليمني اليوم.

قناة الميادين: طيب محمد عبد السلام، مضى تقريبا 40 يوما على بقائكم في مسقط، ماذا تفعلون في هذا الوقت؟ كيف تمضون أيامكم؟ وكيف أيضا تعاطي السلطات العمانية معكم؟

المسألة هي أنها تحولت إلى قضية رأي بخصوص عودة الوفد من عدمه، وإلا فنحن قد استمرينا في الكويت ما يقارب 100 يوم، وجلسنا في عمان أكثر من شهرين في فترات سابقة، نحن بالتأكيد هنا نلتقي الكثير من المجتمع الدولي، من السفراء للاتحاد الأوروبي، من السفراء أيضا للدول العربية، نلتقي أيضا مع العمانيين، نتبادل الرسائل، نلتقي حتى بناء على ما حصل من تدخل العمانيين لقاء الأمم المتحدة، قمنا أيضا بزيارة إلى العراق، وكان لها استقبال رسمي وشعبي حافل، ولدعم مسار المجلس السياسي والاعتراف به، ونحن ممكن أن نقوم الآن بخطوات أكثر لمواجهة هذه الغطرسة، للتنقل في بعض البلدان العربية والعالمية لإيجاد شرعية حقيقية للمجلس السياسي ولمواجهة العدوان وفضحه، ونحن سنظل في هذا المسار، إنما نحن كنا على أساس أن نثبت أن هذه الأمم المتحدة ليست قادرة وقد اتضح وقد أبلغنا الألمان اليوم برسالة رسمية أننا أوصلنا موقف الأمم المتحدة غير قادرة لأن الأمريكان والسعوديين لا يريدون عودة الوفد، سنواصل نحن مسارنا في مشاوراتنا مع المجتمع الدولي، وسنتحرك الآن إلى أكثر من دولة إن شاء الله تعالى.

قناة الميادين: طيب، تعتقدون أنكم محتجزون سيد عبد السلام؟

لا، لا نعتبر أنفسنا محتجزون يُتصرف بحقنا كما يتصرف بحق الشعب اليمني الموجود في مطارات القاهرة وفي عمَان، من منعهم من العودة إلى أرض الوطن، وبالـتأكيد نحن كجزء من أبناء هذا اليمن نُمنع من العدوة مع أننا وفد سياسي مفاوض معترف به في المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة، هذا إنما يفضح الأمم المتحدة، يفضح الأمريكان ويفضح السعوديين الذين لا يطيقون إلا أن ينفذوا إملاءات، أو يريدون أن يكون هناك تنفيذ إملاءات كما يحلو لهم، هذا شيء لا يمكن أن نقبل به أبدا، ونحن لا يمكن نعتبر إلا أننا في مهمة وطنية، وسنتحرك سواء كنا في مسقط، نتحرك إلى أي مكان آخر، نتحرك لمواجهة هذه الغطرسة سواء العدوان، الحصار الاقتصادي، الحصار على حرية تنقل المواطنين وغيرها من التحديات التي تواجه شعبنا.

قناة الميادين: طيب ما رأيكم بالتعديلات الوزارية التي أجراها الرئيس هادي، خصوصا ما يتعلق منها بإجراءات البنك المركزي من نقله إلى عدن؟

أولا بالتأكيد نحن نعتقد أن هذه خطوة خطيرة تستهدف الاقتصاد الوطني، وهي عقاب جماعي كامل وشامل على أبناء الشعب اليمني، ونحن نعتقد أن بيان مجلس الأمن الأخير الذي رفض أن يكون هناك ما يسميها بقرارات أحادية، فعبد ربه منصور هادي اتخذ قرارات أحادية، بل خطيرة تستهدف الاقتصاد الذي يعتبر عقاب جماعي بحق الشعب اليمني، بالتأكيد نحن نعتبر هادي لا شرعية له ولا شرعية لقراراته، وأن هادي إنما وجد ضوءا أخضرا من قبل الأمريكان والسعوديين، ونحن في مشاورات الكويت وخلال لقائنا مع المجتمع الدولي بما فيهم الأمريكان كانوا يؤكدون بأن الورقة الاقتصادية هي ورقة حرب على الشعب اليمني وسيستخدمونها في الوقت الذي يرونه مناسبا، لذلك كانوا يعطونها المزيد من التهويل، نحن ندرك أن هذه هي واحدة من وسائل الضغط على الشعب اليمني، وربما بعد تشكيل المجلس السياسي الأعلى قاموا بهذه الخطوة، غلق الأجواء اليمنية، منع الوفد الوطني من العودة، المزيد من التصعيد الإعلامي والسياسي والعسكري، كذلك حتى القيام بمثل هذه الخطوة بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن وتغيير الكثير من الجوانب الإدارية في البنك المركزي، وبعض التعديلات الوزارية إنما هي للضغط على الشعب اليمني لان يخضع ويركع ويقبل بالإملاءات الخارجية، نحن نعتقد أن هذه القرارات هي انتهاك حقيقي لقرارات مجلس الأمن بما فيها القرار 2216، وهي انتهاك حقيقي للبيان الأخير لمجلس الأمن، وهو استهداف واضح وصريح بعد أن فشلت القوة العسكرية في إركاع الشعب اليمني، وهم يقولون أنهم يحمون الشعب، وأنها حكومة تحاول الحفاظ على الشعب، إنما هي حكومة تستخدم كآلة لقمع الشعب وتجويعه وإفقاره، وهذا قرار أحمق وغبي ومستهتر بحياة اليمنيين، وسيواجه الشعب اليمني هذا التحدي، والمجلس السياسي الأعلى سيواجه أيضا هذا التحدي بحزمة من الاصلاحات كما بدأها اليوم، والناس معنيون بالتأكيد كذلك، نحن في تحدي لا ننكر ذلك، هذا تحدي في مصير وحرية واستقلال وكرامة الشعب اليمني.

قناة الميادين: طيب عبد السلام، أمام كل هذه التوترات بعد أشهر من المفاوضات يبدو أن طاولة المفاوضات لن تعود في الوقت القريب! ماذا تتوقعون؟

نحن نعتقد أن الأمر يعود إلى القوى المتكبرة التي على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والسعوديين، هم ما إذا وصلوا إلى مرحلة أن يسمحوا للحل السياسي، فالحل السياسي هو قاب قوسين أو أدنى، هم الأمريكان إنما يريدون أن يخرجوا السعودية من هذه الورطة، وإنما يبحثون عن حلول تحفظ لهم ماء الوجه وأكثر من ذلك، إنما يريدون إذلال الشعب اليمني بتقديم بعض الأفكار في بعض المبادئ التي تمس وحدة اليمن، وتمس قراره وسيادته، لهذا نحن نعتقد متى ما أرادوا الحل المشرف والعادل نحن جاهزون، أما أن يكون هناك امتهان أو إذلال استخدام أي آلة من آلات الحرب والعدوان لن يجدوا منا إلا الصمود والمواجهة ونحن في معركة مصيرية لمواجهة تحدي يستهدف أمن ووحدة واستقلال وكرامة كل يمني، لأنهم ماذا يريدون من هذه الحرب؟ هل كل هذه الحرب من أجل عودة هادي عبد ربه منصور للحكم، لا نعتقد هذا، المسألة يراد سلب القرار السيادي والسياسي من اليمنيين ليكون ملفا بيد الأمريكيين والسعوديين، ونحن لا يمكن أن نقبل، طاولة الحوار، هم ن أوقفوا الحوار بإجراءاتهم هذه، هم من عرقلوا حتى مسار المفاوضات في الكويت عندما قدموا اتفاقا من تحت الطاولة واتفاقا من فوق الطاولة، ورفضنا إلا أن يكون هناك اتفاقا شاملا وكاملا، الآن، متى ما هنالك اتفاقا شاملا وكاملا تقدمه رسميا الأمم المتحدة حتى لا يحصل تنصل منه أو عنه في لحظة من اللحظات نستطيع أن نعود إلى الطاولة في أي وقت.

قناة الميادين: طيب، يعني مبدئيا يعني أنتم باقون، حتى على الأرض يوميا أخبار عن معارك التي تجري داخل الأراضي السعودية في جيزان وغيرها، كيف ستستمر هذه المعارك برأيك، تحديدا من قبلكم، من طرفكم باتجاه السعودية؟

كلما استغرق العدوان بغطرسته وكبريائه اقتصاديا وعسكريا، كلما واجهه الشعب بمزيد من الخطوات، حصل قفزة نوعية في الصواريخ عندما وصل صاروخ بركان إلى ما يقارب الـ600 كيلو متر وأكثر في العمق السعودي، الآن هناك عمليات عسكرية على مختلف الشريط الحدودي في نجران وفي جبهة عسير، وفي جبهة جيزان، وهذا رد طبيعي ومستحق وشرعي وقانوني وأخلاقي في مواجهة الغطرسة والكبرياء السعودي الذي يحاول أن يقتل اليمنيين بدم بارد، ماذا سيكون غير هذا، هذه المسألة لا نقاش فيها، ثم الحرب لقد اتضح أن مسارها أصبح مقفل وأنها لا مسار لها ولا أفق لها إلا قتل اليمنيين، بالأمس مجزرة تستهدف ركاب مارين في طريق عام في محافظة صنعاء وفي محافظة صعدة الكثير من المجازر، كذلك في مناطق أخرى في مارب، الحرب لا يمكن أن تقدم نتيجة، أثبت الشعب اليمني على مدى سنة وما يقارب الآن الأكثر من النصف أنه شعب صامد، رفض التحدي رغم التحالف الآثم والظالم، رغم الحصار الاقتصادي والإنساني والتكالب الدولي، ورغم الغطرسة والأموال السعودية التي  تتدفق لشراء الولاءات، أثبت أنه قادر على الصمود لمواجهة هذا التحدي لأننا نمتلك قضية لمواجهة عدوان لا مبرر له.

زر الذهاب إلى الأعلى