العرض في الرئيسةفضاء حر

رحلة مكربو سبأ وملوكها التبابعة الى صنعاء

يمنات

فارس العليي

من سد مأرب العظمة الى نهم و صرواح أرحب و وصولا الى صنعاء رحلة مكربو سبأ و الملوك التبابعة فخر الأزمنة ، رحلات قالوا عن آثارها العجيبة و المدهشة أنها من صنع الجان ، وأنه لا يمكن أن يكون ذلك التطور العمراني من قصور و معابد ومدن لازالت بقاياها قائمة للآن ، رغم عاديات الزمن ومصائب الخراب التي كانت الحروب سببها الأول ، لايمكن ان يكون ﻻ أنسان اليمن وﻻ انسان العالم القديم قد صنعها ، كانت طريقة بناء “الصفة ” التي يجلس في شرفتها ملوكنا ليلقوا خطبهم وكلماتهم في الاحتفالات والمناسبات آية من آيات العبقرة الهندسية، تجوف الأحجار المتراصة لتبليط القاع الذي يقف عليه الملك وتملئ بالفضة وكسرات العقيق اليماني ، وكذا عمود أركان الصفة أو ما نسمية بالمنبر ، ثم تقف هذه الصفة بثمانية عشر عمود حجري يبلغ طول كل منها تسعة متر وقيل سبعة ، يجتزئونها من بطن الجبل كما هي ، وخارج منها قليلا تقام صفة اكبر تحتويها لتجلس على 32 عمود ، يخطب الملوك منها قبل ذهابهم الى معشوقتهم صنعاء ، المدينة التي قالوا أن كل الملوك عشقوها وتخيروها وحموها بأشد رجال المملكة ضراوة وبأسا حبا وتهياما بروعتها ، وكلما حدثت مواجهة بين السبئيين واحدى الممالك اليمنية العظيمة الأخرى كانت سلامة صنعاء في الحسبان .. وفي حملات الاستعمار الخارجي كانت صنعاء المدينة التي تسعى تلك الجيوش لإحتلالها وفي سبيلها كان يموت الكثير فداء لها..

المكرب هاهو قادم في طريق بلطتها سواعد اليمانيين يلقي تحيته وتتحادث الأقيال في القرى والتجمعات المتناثرة على طول طريق رحلته عن ضيف الشرف الأعظم، يستقبلونه بالأحضان ويبيت أحيانا لديهم وعند مغادرته تنقش الأقيال هذا الحدث في المساند الحجرية المشهورة والنادرة كما كان بعضها من الرخام الابيض العجيب ، كان ملكنا وعظيمنا ذلك الذي استقبلناه لم يكن أبدا من وادي الدواسر اليمنية المنتهبه في احضان اقذر حكام الأرض، بل من هنا من قلب هذه المسافة التي تدنسونها بأقدامكم الثقيلة كهاجسكم الخائن رفقة قواد الرجس، هل اطرق نظر أحدكم للحظة في تلك التربة الشريفة ؟ بالطبع لا ، لأنكم لا تعرفون من نحن وﻻ من تعزز رفقة هذه المناطق في الأرض التليدة ، هذا ينتج استخفافكم بما تفعلون بنا و بأجدادكم .

لتعرفون هذا : حيثما تقفون او بالقرب جدا منكم كان أجدادنا يلتقون من ارجاء المملكة تسعة أيام من كل سنة ، يذبحون في كل يوم سبعة الف من البقر و الإبل و 270 الف من الأغنام والماعز، وخلالها تذبح برفق كبير شرط قبول آلهة القمر و عثتر و آلهة الشمس ، الى جانب تحريم ذبح الحوامل او صغار السن منها ، و تحرم عليهم المضاجعة والقتال يتوقف وضرورة انصاف المظلومين و المحرومين ، وتعاليم إنسانية أخرى عرفها اليمنيين قبل أن تجيء الديانات السماوية، يا لعصى الملوك المباركين ويا لعصيان الأحفاد وخياناتهم الحقيرة ، جرم اجتريتم فيه وسخ ما لم يتوسخ به حتى غزاة اعرق ممالك الأرض من الرومان الى الأكسوم، وجئتم انتم بمن ينبشون مراقد اجدادنا ويقصفون محرم ملكتهم بلقيس ، ومن ثم تشيرون لهم غزو صنعانا ببهجة .

تحاثلتم مستنقعات الجيفة وتريدوننا استقبالهم دون حتى تغطية انوفنا ، أيها التعيسون ما اجرمكم على حضارتنا العظيمة ، وها انتم هههه تسخرون وتكعكعون من سخطنا .. تسطحون قضيتنا واحتجاجنا وتشتمون ضيمنا من انبطاحكم واجتلابكم عدونا .

بلا رجولة وبلا أصل اوووف من روائح نتنة انتم .

زر الذهاب إلى الأعلى