حوارات

النائب حاشد: الحوثيون جزء من النسيج الاجتماعي اليمني ومتقاربون مع الإصلاح في مواقفهم من القضايا الاجتماعية

يمنات – صنعاء

قال أحمد حاشد عضو البرلمان اليمنى ورئيس جبهة إنقاذ الثورة في تصريحات خاصة لوكالة أنباء أونا أن الإرهاب تم رعايته وتقويته في اليمن واستخدامه من قبل النظام السابق لتحقيق أجندته السياسية على حساب مصالح الشعب وأمنه واستقراره ومستقبله, وما يحدث في اليمن اليوم يهدد كيان اليمن وما بقي فيه من دولة, ويرجع إلى عدم حل الأزمات منذ بدايتها وترحيلها حتى تتعمق وتصير مستعصية على الحل.

و أكد حاشد أن الإصلاح والحوثيين مثقلين كليهما بثقافة عمرها 1400 سنة، هذه الثقافة تؤثر إلى حد بعيد في سلوكهما وممارستهما السياسية حيال بعض, إلى جانب أن خصومات الماضي وحروبه, والإصلاح فشل بالتحرر من القوى العسكرية والقبلية التي كانت تهيمن على مصدر قراره إلى أن جاء الحوثي وحرره وحرر اليمن منهما ولكنه جاء منتقما من خصومه وبنفس الوقت متغاضيا عن فساد الرئيس السابق على عبدالله صالح المتحالف معه حاليا.

إلى جانب أن الإصلاح والحوثيون متقاربون في مواقفهم من القضايا الاجتماعية مثل تلك القضايا المتعلقة بالمرأة, جميعهما يهمشان دور المرأة ويتعاملان معها باعتبارها كيان ناقص عن الرجل ودونه.

وأضاف حاشد أن موقف الحوثيون عندما كانوا يحملون مظلومية حقوقية كانوا قريبين منا وعندما صارت لهم قوة وسطوة صاروا لا يختلفون عن ممارسة الإصلاح في الأمس القريب, الإصلاح عندما انكسروا عسكريا وقبليا صاروا يتحولون إلى أيدي ناعمة ونخشى أن يتحول الحوثيون الأقوياء اليوم إلى نسخة من “إصلاح” الأمس, والحوثيون يكررون أخطاء الإصلاح على صعيد الممارسات السياسية والاجتماعية بل هناك ممارسات للحوثيين أشد مثل تفجيرهم لبيوت خصومهم.

وأشار حاشد أن الحوثيون جزء من النسيج الاجتماعي اليمني وطالما هم كذلك فليس من المنطق أو الحكمة أن نتعاطى معهم على أنهم خطر على الأمن القومي اليمني أو حتى العربي “على حد وصفه”.

يمنات ينشر نص اجابات النائب حاشد على أسئلة الوكالة

– ما رأيك فيما يحدث الان فى اليمن؟

ما يحدث في اليمن اليوم هو مخاطر جمة تهدد كيان اليمن وما بقي فيه من دولة .. ما يحدث هو حروب وأزمات وفساد وتوترات وانهيارات وتقاطع مصالح وما إلى ذلك .. ما هو حاصل اليوم في اليمن هو نتيجة لعدم الاكتراث بحلول المشكلات والأزمات في حينه بل واستمرار ترحيلها حتى تتعمق وتستفحل لتصير الحلول مستعصية ومكلفة للغاية .. كثير من الهزات والتحولات التي يشهدها اليمن اليوم كان بسبب ترحيل القضايا واستمرار التراكمات والابتعاد عن الحلول المناسبة لتفضي في الأخير إلى هزات كبيرة وأحيانا عنيفة..

القضية الجنوبية بدأت بمطالب حقوقية ومطالبة بإصلاح مسار الوحدة وبدلا من الوقوف أمام تلك المطالب وإعادة صياغة الوحدة بما يلبي مطالب وطموحات أبناء الجنوب آنذاك انتهجت السلطة أعمال قمع وملاحقة وتنكيل إلى أن وصلت قضية الجنوب إلى ما وصلت إليه اليوم.

مشكلة صعدة كان بالإمكان حلها بسهولة ويسر في بدايتها ولكن العقلية الاستبدادية للحكام آنذاك تعالت وأبت ولجأت إلى خيارات القوة والقمع فوصل الحال إلى ما وصل إليه.

الإرهاب تم رعايته وتقويته في اليمن واستخدامه من قبل طرفي النظام في السابق لتحقيق أجندته السياسية على حساب مصالح الشعب وأمنه واستقراره ومستقبله..

أما الفساد فهو وطيد وعميق ومفقر للشعب وقد ظل ولا زال إلى اليوم منظومة حكم حكمت اليمن في الماضي عشرين عام وتريد أن تحكم أيضا حاضر اليمن ومستقبله  وهو يعيق أي محاولات لحل قضايا ومشكلات اليمن.

أعتقد أن الحل أولا يبدأ بوضع أسس دولة مدنية حديثة وديمقراطية ومواجهة الفساد بصرامة واجتثاث جذوره ومنابعه وحل قضية الجنوب حلا عادلا وبما يرتضوه الجنوبيون..    

– هل الحوثيين يختلفون عن الإصلاح فى شئ وهل هم خطر على الأمن القومى اليمنى والعربى؟

الإصلاح والحوثيين مثقلين كليهما بثقافة عمرها 1400 سنة هذه الثقافة تؤثر إلى حد بعيد  في سلوكهما وممارستهما السياسية حيال بعض .. مثقلين بخصومات الماضي وحروبه وسجالاته..

الإصلاح فشل بالتحرر من القوى العسكرية والقبلية التي كانت تهيمن على مصدر قراره إلى أن جاء الحوثي وحرره وحرر اليمن منهما ولكنه جاء منتقما من خصومه وبنفس الوقت متغاضيا عن فساد حليفه صالح..

الإصلاح .. والحوثيون متقاربون في مواقفهم من القضايا الاجتماعية مثل تلك القضايا المتعلقة بالمرأة .. جميعهما يهمشان دور المرأة ويتعاملان معها باعتبارها كيان ناقص عن الرجل ودونه.

موقف الحوثيون عندما كانوا يحملون مظلومية حقوقية كانوا قريبين منا وعندما صارت لهم قوة وسطوة صاروا لا يختلفون عن ممارسة الإصلاح في الأمس .. الإصلاح عندما انكسروا عسكريا وقبليا صاروا يتحولون إلى أيدي ناعمة ونخشى أن يتحول الحوثيون الأقوياء اليوم إلى نسخة من (إصلاح) الأمس..

قيادة الإصلاح كانت ولا زالت أكثر برجماتية ولكن هناك اليوم أيضا يتبلور اتجاه برجماتي قوي لدى الحوثيين.. هذه البرجماتية السياسية تجعلنا لا نستبعد شيئا في المستقبل بما فيها التحالف السياسي بينهما .. وهنا نخشى أن يكون هذا التحالف على حساب المستقبل..

الحوثيون يكررون أخطاء الإصلاح على صعيد الممارسات السياسية والاجتماعية بل هناك ممارسات للحوثيين أشد مثل تفجيرهم لبيوت خصومهم وكره الغناء وكذا الرقص والفكلور وما إلى ذلك..

الحوثيون جزء من النسيج الاجتماعي اليمني وطالما هم كذلك فليس من المنطق أو الحكمة أن نتعاطى معهم على أنهم خطر على الأمن القومي اليمني أو حتى العربي ..

– مارأيك في تصنيف الإمارات للحوثيين كتنظيم ارهابي..؟

هذا التصنيف ليس منطقيا ولا يتفق مع الواقع وهو قرار ربما أتى لتحقيق رغبة سعودية في المقام الأول..

– ما هو رأيك فى اجتماع عبد الملك الحوثى بالأمس بقيادات من الاصلاح..؟

المهم لا تتمخض تلك اللقاءات والاجتماعات عن شيء ينال من المشروع الذي نطمح له وهو تأسيس وبناء دولة مدنية حديثة وديمقراطية ولا يلتف على حقوقنا وعلى المستقبل..

– وما هو الدور يلعبه الرئيس المخلوع صالح وماذا يريد من الحياة السياسية؟

صالح تحالف مع الحوثي عندما دخل الحوثي صنعاء بل وقبل ذلك عند سقوط عمران .. ولكن سوف يتحول هذا التحالف إلى عبء ثقيل وله تبعات على الحوثيين ..  ولدى صالح من الدهاء ما يمكنه المكر بالحوثي في قادم الأيام إن وجد الداعم الإقليمي والدولي لصالح.. لم ييأس صالح ولا زال يحلم بالعودة إلى الحكم من خلال نجله أحمد.

زر الذهاب إلى الأعلى