العرض في الرئيسةفضاء حر

حربٌ .. وأسماء كارثية …!

يمنات

قبل الساعات الأولى للحرب اللعينة هذه .. أخذت مصالحهم تتسرب من بين أصابعهم ، ما كان علينا الانتظار ليخبرونا أنهم ذاهبون وأنه لم يعد لديهم أسباب للبقاء ، إلى أن راحوا يترأسون غرف العمليات ويفتحون علينا النار.

كل قذائف الموت التي انفجرت هنا ولازالوا يطابقون الاحداثيات ويفكرون بالحصول لاحقاً على ألقاب إضافية ، هذه الكائنات ليست طبيعية ، إنهم يجيدون القفز ويتوهمون بقدرة الحرب على استجماع هشاشتهم للعودة كأبطال ، وسنكتفي نحن بالمشاهدة والقبول بهم كمنقذين للبلد في فصول انتصاراتهم القادمة..

أكره النصائح لكن لا تجربوا فكرة النضال من فنادق الرياض ، أسماؤكم الكارثية نتبادلها يومياً ، لقد صارت لصيقة بمسميات الجحيم ، كنا متسعاً لهذا الجنون وكنتم أنتم من يسلط علينا طائرات الحرب ، ويرسم لأجلنا خطط الحصار الخانق ، في نهاية الأمر ما الذي حصلتم عليه وقد أفرغتم مخازن أسلحتهم على رؤوسنا ..؟ إغراءات المملكة والأدوار الجديدة التي فكرتم بها قادتكم للسقوط ، الأصابع لن ترتفع لتشير لوطنيتك بينما تتناول الكبسة على الطريقة التي تم اختيارها لك ، مؤخراً يتعمد جاري الأصم على مصادفتي ولا يكف عن التحدث بيديه إلا وقد أرهقهما ، بلغة الإشارة الخيانة دنيئة وأكثر وضاعة ، جاري الأبكم هذا يتجرع مرارة النضال على أرضه ، وليتكم تلتزمون الصمت في حضوره ليشرح لكم تفسيرات الخيانة بطريقته ، وماذا تعنيه جيداً ..! كم تحتاجون الآن من الخدع لتمرير خدعة واحدة تقومون بها ؟ هناك أشياء أصعب من هذه الحرب .. يا الله كم يبدوا الأمر مهيناً وأنت تدلي بكل مالديك للمخابرات الدولية .. تفعل ذلك وكأنك على موعد لنبتسم لوطنيتك مجدداً ، هذا هدر حتى لشرف تواجدك أنت وقد أصبحت “عميل”.

من أراد أن يتحول إلى “بطل وطني”، كان بإمكانه البقاء في المربع الذي يمنحه هوية ووطن، كل الكوارث التي حلت ليست مدعاة لتبيع الوطن بمن فيه دفعة واحدة، اذهبوا لأسر الضحايا ممن سقطوا وأخبروهم أنها نيران صديقة، اذهبوا “لأم عصام” وأخبروها أن من صوب بندقيته نحو شعبه كان يبني عليها نضاله وأنه كان يقوم بدور غاندي ومارتن وهما يصنعان الحرية ، أخبروها بذلك لتطمئن وتتوقف دموعها التي تذرفها بكاءً على جرح غائر ينهش جسد وطنها.

غداً حين تنتهي الحرب من سيتولى مهمة إقناع الشهيد بكيفية التفريق بين قذيفة أخطأته وقذيفة أخرى هي في الأساس كانت قادمة لإنقاذه من سطوة إيران ومليشياتها التي تعبث بالبلد، وكان عليه أن يضع ذلك في حساباته ليترك النوافذ والأبواب مفتوحة ويغادر المنزل إلى أن تعود كائناتكم إلى جحورها بعد أن تنهي ما جاءت لأجله.

من كان لديه رصيد نضالي فقد تحول إلى ذكرى محوناها للتو..! لقد تركت الحرب ثقوباً دامية، والآن خسرتم المعركة وخسرتم الشرف أيضاً، ولم تدعوا لنا مساحة كافية لنخبر هؤلاء أنكم كنتم مجرد خصوم سياسيين، من سيقبل بهذا الهراء…

البشر هنا يموتون، يموتون بالجملة، هذا يجعلكم سيئون للغاية..!

عن: صحيفة اليمن اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى