العرض في الرئيسةتحليلات

إلى متى يستمر “معسكر الشرعية” برأسين اسوة بخصمه الحوثي الصالحي؟ ومن يمثل الوفد المفاوض في جنيف الرئيس ام نائبه؟

يمنات – رأي اليوم

اذا كان التحالف “الحوثي الصالحي” يمكن وصفه بأنه “تحالف الرأسين”، فانه يمكن القول ان “التحالف الشرعي” الذي يقف في الخندق المقابل، بات يواجه المصير نفسه، رغم محاولة الانكار من قبل اصحابه والداعمين له.

الاحد، وصل السيد خالد بحاح نائب الرئيس ورئيس الوزراء الى مأرب، وليس الى عدن، حيث يوجد مقر الرئيس عبد ربه منصور هادي، قادما من ابو ظبي، وقال خلال اجتماع موسع مع وزراء في حكومته قدموا معه على الطائرة نفسها “اولويات الحكومة في اللحظة الراهنة في مأرب هي اعادة الامن الى المدن المحررة من ميليشيات الحوثي وقوات صالح”، واكد “ان وزراء من الحكومة سيقيمون في مأرب وقريبا في صنعاء، ولم يأت على ذكر عدن على الاطلاق.

هذا يعني ان معسكر “الشرعية” بات منقسما على نفسه، الاول بقيادة الرئيس هادي ومعه بعض الوزراء الموالين له مثل رياض ياسين وزير الخارجية بالنيابة، ويتخذ من عدن مقرا له، ويحظى بدعم من المملكة العربية السعودية، والثاني بقيادة السيد بحاح ومجموعة من الوزراء، وقرر تحويل مأرب مقرا له، بدعم من دولة الامارات العربية المتحدة التي توفر قواتها الحماية له.

ولا نعرف في ظل هذا الانقسام الذي بات علنيا، ويواجه بحالة من الانكار من قبل بعض انصار الطرفين، اي من المعسكرين سيمثل الوفد الذي سيتفاوض في جنيف مع التحالف “الحوثي الصالحي”، وما هي الجهة التي سيتلقى تعليماته منها، هل من قصر المعاشيق، حيث يقيم الرئيس هادي في عدن، ام من مقر الحكومة في مأرب؟

السؤال الثاني الذي يبحث عن اجابة ايضا، يتعلق بمدى عمق هذا الانقسام، وما اذا كانت تجري محاولات لانهائه، ومن الذي يقوم بها، وما هو دور التحالف السعودي في التسريع بإنهائه؟

الرئيس هادي لا يستطيع الاطاحة بالسيد بحاح لانه يحظى وحكومته بشرعية برلمانية، وجاء تعيينه في اطار توافق معظم، ان لم يكن كل، التكتلات السياسية في اليمن، بما في ذلك تيار “انصار الله” الحوثي، والمؤتمر الوطني، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وليس امام الاثنين، اي الرئيس ونائبه غير التعايش وتجميد جميع خلافاتهما، ولو مؤقتا، ولا يوجد اي مؤشر ايجابي في هذا الصدد في الوقت الراهن.

حتى تحقق محادثات جنيف المقبلة الحد الادنى المطلوب من النجاح لا بد ان تسبقها محادثات مصالحة بين الرئيس هادي ونائبه بحاح، ولا نعرف لماذا لا تتولى السعودية رئيسة قوات التحالف هذه المهمة.

الامر المؤكد ان التحالف “الحوثي الصالحي” يفرك يديه فرحا، وهو يرى هذه الخلافات تتفاقم بين الرجلين، بينما التنسيق بين ضلعيه في ابهى صوره!

افتتاحية رأي اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى