تحليلات

حالة الجمود النسبي على جبهات القتال معناه عدم قدرة التحالف حسم المعركة لصالحه .. القصف الجوي لم ينجح حتى الآن في تغيير موازين القوى على الارض لصالح التحالف

يمنات – رأي اليوم

الحسم العسكري يراوح مكانه في اليمن.. والتصعيد الاعلامي يقلل من فرص التهدئة.. قبول التحالف “الحوثي الصالحي” بنقاط مسقط السبع “تحول مهم” يجب ان يلقى تجاوبا جديا من الرئيس هادي وحلفائه

دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الاربعاء من وصفهم ب “الانقلابيين” الى “الجنوح للسلام والاعلان بقبول تنفيذ القرار الاممي رقم 2216 لحقن دماء الابرياء دون قيد او شرط او تسويف او مماطلة”، السيد هادي كان يتحدث في مقر اقامته في الرياض اثناء اجتماع ضم سفراء عرب واجانب.

يصعب علينا ان نفهم الهدف من هذه التصريحات واسباب اطلاقه لها، ولا بد ان الرئيس اليمني يعلم جيدا ان التحالف “الحوثي الصالحي” بعث برسالة الاسبوع الماضي الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، اكدوا فيها التزامهم بمبادىء اتفاق مسقط، بما فيها القرار الدولي رقم 2216، الذي ينص على انسحابهم من جميع المدن وتسليم السلاح.

الرئيس هادي وصف قبول “انصار الله” الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح بقرار مجلس الامن المذكور بانه “مناورة”، في اشارة واضحة الى معارضته لهذا الموقف الجديد.

من الواضح، ومن خلال حالة الجمود النسبي على جبهات القتال في مأرب وتعز والحديدة، عدم قدرة قوات عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية حسم المعركة لصالحها، رغم مرور سبعة اشهر على بدء التدخل العسكري والقصف الجوي.

ظهر الرئيس صالح في مقابلة مع قناة “الميادين” واكد التزامه الكامل بالنقاط السبع التي تم التوصل اليها في مسقط، شريطة وقف السعودية غاراتها على اليمن، ولعل لهجة الرئيس هادي الاخيرة، ربما تأتي ردا على ما جاء في هذه المقابلة من ميل المرونة.

القصف الجوي لم ينجح حتى الآن في تغيير موازين القوى على الارض لصالح التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وحتى الانجاز الذي تمثل في تحرير مدينة عدن بدأ يتبخر تدريجيا، لان الوضع فيها لم يعد آمنا ومستقرا، فالسيد خالد بحاح رئيس الوزراء وعدد من وزرائه غادرها الى الرياض بعد هجمات على الفندق الذي يقيم فيه، ومركز قيادي آخر لقوات التحالف بسبب الخوف على حياته، ووجود خلايا لتنظيم “القاعدة” داخل المدينة.

موافقة التحالف “الحوثي الصالحي” على قرار مجلس الامن الدولي، ونقاط مفاوضات مسقط السبع، يجب ان تكون ارضية قوية لانطلاق مفاوضات حول كيفية تطبيقها على الارض تحت مظلة الامم المتحدة حقنا للدماء، خاصة ان الغارات الجوية الحقت اضرارا كبيرة في صفوف المدنيين في اليمن، ودفعت منظمات دولية مثل هيومن رايتس ووتش، والعفو الدولية الى الحديث عن وقوع جرائم حرب، والمطالبة برفع الحصار البحري والجوي والبري المفروض على اليمن منذ سبعة اشهر.

من الواضح من خلال تصريحات كل من الرئيس صالح والسيد عبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين، ان الآمال بالاستسلام بشكل مهين ومذل تبدو ضئيلة للغاية، وما يمكن استخلاصه منها هو العكس تماما، اي الميول اكبر الى التصعيد، والتعبئة العسكرية، والتلويح بالقتال حتى الموت.

النقطة الاولى التي يتم التركيز عليها في المفاوضات الرامية الى حل الصراعات والحروب الاهلية، تتمثل في التركيز على التهدئة الاعلامية كخطوة اولى للتمهيد لوقف اطلاق النار، ويبدو ومن خلال التصعيد الاعلامي من طرفي الازمة اليمنية ان احتمالات استمرار الصراع، وتصعيده، تبدو اكبر كثيرا من احتمالات التهدئة، والحلول السياسية، ولذلك فإن المستقبل يبدو حافلا بالمزيد من القتل وسفك الدماء، والضحايا غالبا من ابناء الشعب اليمني المحاصر، المجوّع، الذي يتعرض للقصف من كل الجهات.

زر الذهاب إلى الأعلى