فضاء حر

اليمن ليست توكل كرمان ومصر ليست اليمن!

يمنات

اليمن ليست مصر. هذه هي الحقيقة المتبصّرة، والمتحررة من العاطفة والمتحرية الموضوعية والنزاهة. كما إن الثورة الشبابية اليمنية التي تم احتوائها، وإخماد روحها الثورية، بالمبادرة الخليجية ليست بأي حال من الأحوال، كثورة 25 يناير ولا كثورة، أو انتفاضة، أو حتى انقلاب!، 30 يونيو. 

عدا ذلك، وإضافة إليه، فإن إخوان مصر ليسوا كإخوان (إصلاح) اليمن لا في ماضيهم ولا حاضرهم. كان الاخوان المسلمون كتنظيم عالمي يواجهون على الدوام، الجحيم في مصر والنعيم في اليمن. قُمٍعوا في مصر وكانوا هم على العكس أداة القمع في اليمن.

هذه القراءة تقدم تحليلاً تاريخياً معمقاً، ووجهة نظر شخصية طبعاً، من خلال صورة مكبرة للمشهدين اليمني والمصري منذ ستينات القرن الماضي حتى انتفاضة 30 يونيو وتداعايتها. 

اليمن ليست مصر. 
فبينما كان حبل المشنقة يلف حول عنق سيد قطب، الكاتب الفذّ الذي تؤلمني نهايته وأستقبح إعدامه، كان الإخوان المسلمون في اليمن يضعون أيديهم على السلطة في انقلاب أغسطس 1967م، الذي أعاد القوى التقليدية إلى الحكم مقوضاً ثورة 26سبتمبر 1962م. 

وبينما كان معظم إنتاج السينما المصرية يصور الإخوان المسلمين كجماعة متشددة و"إرهابية"، كان الشيخ عبد المجيد الزنداني يؤلف في اليمن كتاب التوحيد لطلاب التعليم الأساسي ويتخرج من مؤسسته جامعة الإيمان سنوياً الآلاف من كوادر الحركة الإسلامية الخام سلفية وإخوانية. 

وبينما كان الرئيس جمال عبد الناصر يتهكم في خطاباته من مرشد الإخوان المسلمين، والرئيس السادات يحذر منهم ويحرّض عليهم في خطابات رسمية للرجل الأول في البلد، كان الإخوان في اليمن هم من يقررون ما الذي يقال للشعب وما لا يقال. والفترة الوحيدة التي شعروا بالتهديد، أو بخطر المنافسة، كانت بين 1990م و1994 قبل إقصاء شريك الوحدة.

اليمن ليست مصر، أقول للحالمين بالتغيير والخائفين منه، وإن كانت اليمن تكرر، على الدوام، تجارب مصر بنسخ أقلّ كفاءةً وأكثر انحرافاً وتشوهاً. 
كان قادة إخوان مصر قابعون في سجون أمن الدولة المصرية بينما كان محمد اليدومي، رئيس الحزب الإسلامي، يزرع خلايا التنظيم في جهاز الأمن السياسي.
وبينما كان الرئيس مبارك وحبيب العدلي منهمكان في حملة اعتقالات واسعة لكوادر الاخوان عقب آخر انتخابات برلمانية كان الرئيس علي عبدالله صالح يبشّر بتأسيس هيئة الفضيلة ويفتح القصر الجمهوري لاستقبال الشيخ الحزمي والذارحي.

وفي حين حافظ الجيش المصري على بناءه المؤسسي وولاءه الوطني، رغم محاولات مبارك تدجينه، جرت أخونة الجيش اليمني بالتدريج على يد اللواء علي محسن الأحمر الذي عاش وتقوى على إشاعة أنه أخ الرئيس السابق غير الشقيق لـ32 عاماً، ثم عاش وتقوى من جديد على أنه خصمه اللدود وحامي الثورة عليه منذ 21/4/2011م فما فوق! (نجح في الحالتين!)

وبعد، يمكن القول إن تنظيم الإخوان المسلمين واجه على مدى نصف قرن الجحيم في مصر، والنعيم في اليمن. ويكفي أن مرشد الإخوان المسلمين الحالي محمد بديع كان السجن في انتظاره في مصر، أو التضييق والمراقبة على الأقل، بينما كانت في انتظاره في اليمن كلية للطب البيطري التي أسسها هو بنفسه مضيفاً إلى سيرته الذاتية إنجازاً شخصياً في بلد يشعرك كما لو أنه لم ينجب طبيباً بيطرياً واحداً جديراً بتأسيس كلية!

اليمنيون يهربون من إخفاقات الداخل إلى ملاهي الخارج!

اليمنيون من كوكب آخر. يناقشون أزمات العالم والكهرباء طافية في بيوتهم، بالساعات والأيام، وليس في مصر ولا أفغانستان ولا حتى سوريا!

اليمنيون غير. 
نتحدث عن ناطحات السحاب من داخل حفرة! وندعو العالم إلى احترام إرادة الشعوب وإرادتنا كشعب مصادرة ودولتنا بلا سيادية ولا استقلال ولا قانون. كيف نجرؤ على إدانة تدخّل دول الخليج في تقرير مستقبل مصر واليمن محكومة أصلاً بالمبادرة الخليجية؟ وكيف نتباكى على سيادة مصر أو سوريا بينما بوارج العالم كله مقيمة في مياهنا الإقليمية، والطائرات الأمريكية من دون طيار تحلق في سماءنا كما لو أنها من الطيور اليمنية الأصلية! 

والشباب اليمني المستاء من تعيين حازم الببلاوي رئيساً لوزراء مصر لكونه كبير السن كأنما نزلت عليه صاعقة حتى غفل، أو تغافل، عن أن رئيس وزراء ثورة الشباب محمد باسندوة كان أحد مفاوضي الاحتلال البريطاني في 1967م، وأن عبدالكريم الإرياني، المعمّر الآخر، رئيس مؤتمر الحوار الوطني كان وزيراً وسياسياً بارزاً قبل وفاة جمال عبدالناصر (وما يزالان صالحان للاستخدام حتى اليوم مع أن أنسب مكان لهما هو المتحف)! يسري ذلك أيضاً على جميع أمناء الأحزاب ومعظم النخب السياسية.

ولا فرق بين مؤيد ومعارض. فاليمنيون الذين يلعنون، أو يثنون على، حكم العسكر في مصر هم ذاتهم الذين نصبوا رئيساً للجمهورية من العسكر! والذين يشتمون الفريق عبدالفتاح السيسي بحماسة هم أكثر من امتدح اللواء المنشق علي محسن مع أن الأول، رغم تحفظي على المقارنات التبسيطية، لم يخض ثلاث حروب أهلية كالأخير الذي لا يحسن نطق أربع جملة بعربية صحيحة! ثم هل من النزاهة الموضوعية بأي حال من الأحوال تجاهل الفروق الجوهرية بين المؤسسة العسكرية المصرية، التي وطدها عبد الناصر وأسسها عرابي، بولائها الوطني بـ"المؤسسة" العسكرية اليمنية ذات الولاءات القبلية والعشائرية والعائلية؟ 
هيهات
واليمنيون الساخطون من التدخل السعودي في الشأن المصري، أو المباركون له، كأنما لا يشعرون بالإهانة ولا يجرح كبرياؤهم وهم يرون بلادهم حديقة (إن لم تكن حظيرة) خلفية للسعودية! على الأقل قدمت الرياض دعمها المتمثل بخمسة مليار دولار للدولة المصرية ومؤسساتها الرسمية بينما تقدم دعمها في اليمن، وهو أقل بخمسة أضعاف، ليس للدولة ولا لأي من مؤسساتها الرسمية وإنما لمشائخ الدين والقبيلة وكل القوى الخارجة عن الدولة والمقوضة لسلطتها عبر اعتمادات اللجنة الخاصة.
لماذا؟ 
لأنه لا توجد في اليمن دولة ولا مؤسسات راسخة تخشاها الرياض ولا رأي عام ضاغط، ولا مزاج شعبي متقلب يصعب توقع ردة فعله. وإذن فالأولى باليمنيين الساخطين من السعودية في مصر، أن يتخذوا موقفاً شجاعاً ولو لمرة تجاه السعودية وهي تنكلّ بالمغتربين، وتتعسف بحق العمالة اليمنية مرحلة عشرات الآلاف منهم بإذلال ومهانة!

ولا فرق بين من ينعتون 30 يونيو بـ"الانقلاب" أو يصفونه أنه "ثورة" (وأنا أحدهم). فالمعجبون بالهوية الجامعة للشعب المصري وحبهم الأسطوري لبلدهم هم في اليمن ممزقون كل ممزق: طائفيون وعصبويون، سادة وقبائل، حاشد وبكيل، ومطلع ومنزل، حوثي وحراكات وإقليم تعز وزيود وشوافع، بل وجماعة تصوم خارج دار الإفتاء وقبل سائر الشعب بيوم. نحن، ويؤلمني قول ذلك، لسنا شعباً بل جزراً ممزقة إلى هويات صغيرة!

والمنقسمون، تأييداً أو رفضاً، لحشود 30 يونيو المبهرة هم في اليمن لا يؤمنون بمشاركة المرأة في المظاهرات، وهم ضد الاختلاط، ولا يؤمنون بالحرية، لا الاعتقادية ولا على مستوى السلوك الفردي. حتى النخب السياسية التي أعلنت تأييدها لـ30 يونيو كالحزب الاشتراكي، أو رفضها لـ30 يونيو كحزب الإصلاح "الاخواني"، كلاهما في اليمن على نقيض جبهة الإنقاذ من جهة الاشتراكي، أو العدالة والبناء كمرادف للإصلاح. فالقصر الجمهوري ما يزال في عهدة الفلول وفق لغة الشارع المصري. والقابع فيه أحد رجال الرئيس السابق والحزب الحاكم السابق "المؤتمر الشعبي" المعادل اليمني للحزب الوطني في مصر وكأن ثورة لم تقم في اليمن بعد في الوقت الذي أنجز المصريون ثورة ثانية.

لهذه الأسباب: ثورة سبتمبر أعظم من ثورة المبادرة الخليجية

عدا ذلك، وإضافة إليه، إليكم جملة من الحقائق الصادمة التي تقوض أي إسقاط أو مقارنة سطحية بين مصر واليمن:

لنعد إلى الوراء قليلاً. 
أثناء الانتخابات الرئاسية المصرية قبل عام كان كثير من اليمنيين ينتقدون أحمد شفيق بوصفه "فلول". وفق معيار أن كل من عمل مع الرئيس السابق فلول بوسعنا القول، مطمئنين، أن كل النخب السياسية اليمنية، مع استثناءات طفيفة، فلول بامتياز. فالرئيس الحالي كان نائباً للرئيس السابق 17 عاماً، فيما كان رئيس الوزراء مستشاراً للرئيس السابق، وما زال رئيس جهاز القمع السياسي في منصبه منذ 34 عاما ولم تزحزحه الثورة سنتمتراً عن منصبه، ورئيس البرلمان ونائبه أيضاً من رجال النظام السابق، حتى حميد الأحمر الملياردير الاخواني والمعارض الشهير لصالح، منذ 2006م على الأقل، كان في منتصف التسعينات حارساً شخصياً للرئيس السابق كما اعترف هو ذاته في مقابلة على قناته سهيل. ورئيس أكبر أحزاب المعارضة الإصلاح (الاخوان) كان حتى مطلع التسعينات نائباً لمدير جهاز الأمن السياسي في الأمانة.. 
بل يكاد يكون القاسم المشترك الأبرز بين النظامين السابق والحالي، وبين الثوار والفلول، على حد سواء، أن كل صناع القرار الفعلين في اليمن هم بالضرورة من رجال السعودية ومخزونها الاستراتيجي حسب تعبير الليموند الفرنسية.

بالمقابل ثار المصريون على رئيس جديد كان سجيناً عند اندلاع ثورة يناير وصل إلى الحكم بانتخابات تنافسية نزيهة وليس انتخابات ليس فيها إلا مرشحاً واحدا نافس نفسه كما هي حالنا!

وبينما كان مبارك مرمياً ونجليه في سجن طرة كان علي عبدالله صالح يحاضر في ميدان السبعين كأنه مانديلا!

أليس هذا كافيا لنكف عن المقارنة التسطيحية بين البلدين وثورتيهما؟ 
لا أريد التقليل من بلدي وشعبي وقدراته ولكني لا أقبل تزوير الوعي الجمعي والقفز على الواقع! على اليمنيين أن يواجهوا واقعهم أولا وأن يدركوا جيدا أن اليمن ليست مصر، وأن ثورة الجامعة ليست كثورة يناير ولا كانتفاضة 30 يناير!

إليكم مقاربةً إضافية أشد وضوحاً وأقل إثارة لحفيظة اليمنيين:
لم تعترف السعودية بالجمهورية المعلنة في 1962م إلا بعد 7 سنوات من الصراع الشديد بين صنعاء والرياض أو بالأحرى بين الرياض والقاهرة فقد كانت ثورة سبتمبر "ثورتنا" كما كان الرئيس جمال عبد الناصر يقول. أما "ثورة الشباب" 2011، فإنها لم تعلن عن جمهورية ثانية أصلا كما لم تواجه السعودية أي حرج للاعتراف بها، أو تحذير شعبها منها، فقد حزم اليمنيون حقائبهم وذهبوا كبائسين أنهكم الصراع إلى مملكة آل سعود ووقعوا المبادرة الخليجية بين يدي الملك عبد الله بوصفه راعيا لليمنيين ومقررا لأرزاقهم، وحكما لخلافاتهم.. 
ما يعني ببساطة شديدة، ودون غنائيات حماسية، أن ثورة 26 سبتمبر، التي كان قادتها يهددون المملكة بالزحف إلى الرياض، مسندوين من جمال عبدالناصر، كانت متقدمة على "ثورة المبادرة الخليجية" التي انتهت بقطبي الثورة والنظام لنيل رضا الرياض ومباركتها.

بعبارة أخرى كانت ثورة سبتمبر 1962 تعبيراً شعبياً عن الرفض للوصاية السعودية والأذية النفسية الهائلة التي ألحقتها بالشعب اليمني معاهدة الطائف والهزيمة العسكرية ثم، بعد ذلك، اقتطاع ثلثي مساحة اليمن ممثلة بجيزان ونجران وعسير. 

ثورة فبراير 2011، بخلاف سبتمبر، هي بامتياز ثورة رجال السعودية المضادة على الربيع اليمني الذي بدأ شبابياً وشعبياً وانتهى إلى أحضان رجال السعودية الممولين بالمال والسلاح والنفوذ التاريخي. 

باختصار اليمن ليست مصر. ولا مجال للمقارنة بين بلد الصوت الأعلى فيه للإعلام والفن والفكر، ببلد لا يفتح آذانه إلا لرجال الدين وأمراء الطوائف كاليمن. حتى على مستوى البنية التحتية. كانت مصر قد قطعت مؤسسياً ما لم تقطعه دولة عربية في عهد محمد علي باشا فأين كنا وقتها وفي أي جهل وتخلف إمامي؟

وعندما كان المصريون يشيّدون مثلاً كوبري أبو العباس سنة 1906 كان اليمنيون يتنلقون وقتها بالحمير والدواب!

ينبغي أن نواجه أنفسنا ونقف على حقيقة الواقع اليمني:
كم عدد الكتب المترجمة في اليمن؟
كم مبيعات تذاكر السينما؟
كم نسبة الأمية؟
كم مشترك في اليوتيوب؟ 
لقد سجل تصريح البلتاجي حول الأعمال المسلحة في سيناء أكثر من نصف مليون مشاهدة في موقع يوتيوب خلال أسبوع واحد بينما مكالمة علي محسن وحسن أبكر، على خطورتها، المتعلقة بالافراج عن أحد المتهمين بقتل متظاهري جمعة الكرامة لم تسجل سوى بضع آلاف من المشاهدات خلال 7 أشهر!

كم عدد المشتركين في أكبر مجموعة يمنية بـ"فيسبوك"؟
عشرة ألف. هل يقارنون بـ5 مليون مشترك في خالد سعيد المصرية؟

باختصار اليمن ليست مصر وإذا ما كنتم تطمحون إلى إنجاز فعل تغيير كالذي يتخلق في مصر، أو تخشون منه، فواجهوا أولاً مشاكلهم الداخلية قبل التورط في أي حلم ينتهي إلى كابوس، أو كابوس لا يؤدي إلى حلم!

أمّ اليمنيين تتصرف كزوجة أبيهم!

أقول كل هذا وأنا أستحضر منشورات الزميلة توكل كرمان التي تحولت 360 درجة خلال أسبوع واحد وكنت لأقول إنه حقها في التناقض مع نفسها، لو لم تثر منشوراتها المتشنجة موجة استياء وغضب عارمين لدى الشعب المصري أخذت طابع المواجهة بين الشعبين المصري واليمني اللذين تربطهما أمتن صلات تاريخية ومشاعر حب وود عميقين وقاتلا جنباً إلى جنب، ذات يوم، وروى بدمائهم النقية تراب اليمن، وكان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يقول بكل صدق واعتزاز وكما لم يقل أحد: "الثورة اليمنية ثورتنا".

إنني أخشى أن تتسبب آراء توكل، بصرف النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا معها، في موجة كراهية وعداء لكل ما هو يمني شعباً وبلداً. 

إن قراءة سريعة لردود الفعل في مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد أسوأ المخاوف ويبدو أن توكل غير مكترثة كعادتها ما دامت تسجل بطولات شخصية، والخوف كل الخوف أن ينعكس الجنون، الذي لا يكبحه عقل ولا يردعه حِلم، على آلاف اليمنيين المقيمين في مصر أو قاصديها من اليمنيين المرضى وهم بمعدل طائرة ممتلئة أسبوعياً.

أرجوك يا توكل توقفي. 
أنت تحملين جائزة تجعلك تنتمين إلى الإنسانية كلها فلا تحبسي نفسك في جماعة مترينXمتر!

لا تفعلي ذلك من أجلنا نحن، ولا توسوس لك النفس الأمارة بالسوء أن أي تراجع منك، أو استراحة، أو تخفيض سقف، هي استسلام منك للانقلابيين، كما صرتي تسمينهم، مع إعلان موقف مجلس حقوق الإنسان وبعض الجهات الدولية! أرجوك. فكري باليمنيين الذين يمرون يومياً من مطار القاهرة. 

كان المصريون في السابق يستقبلون طائرة اليمنية بالتهكم الودود فيتحدثون عن "طيارة العيانين" وشعب عبدالله صالح، كما يقولون، وشعب القات. أظنك سمعت عن العدائية التي بدأت تتفاشى حتى انعكست على طريقة استقبال اليمنيين "المتخلفيين" (هكذا قيل لعدة مسافرين بلا سبب) في مطار القاهرة. وكل هذا تزايد بعد منشوراتك المقدسة (لدي أقارب سافروا منذ أيام وبوسعك استقصاء مشاعر المصريين لا من مواقع التواصل الاجتماعي فحسب وإنما من الطلاب اليمنيين المقيمين بمصر).
ثم هل عليّ أن أذكرك بما قالته العرب قديماً:
كتاركة بيضها في العراء وملبسة بيض أخرى جناحاً.

يا أختي توكل أقسم بالله إنك تستطعين بالجائزة التي حزتها، وشرفنا جميعاً بها، أن تصنعين معجزات حقيقية في اليمن، معجزات صناعية واقتصادية تصل إلى كل ريف وكل قرية لا أن تُقفِّصي طموحك وتختزليه في مقرٍّ من دورين لمجلس شباب ثورة، هو واحد من عدة كيانات سبق لك أن أنشأتها، وكنت ألاحظ الإعلان المدفوع للمجلس حاضراً على يسار شاشة فيسبوك (بصورتك) أثناء ما كنت معترضة على الحوار الوطني، ثم إن الإعلان اختفى، أو لنقل إن تناقصت نشراته ولم تعد فيه صورتك وإنما شعار المجلس، مع "قبولك" تكليف رئيس الجمهورية وعودتك للحوار!

لتوكل أقول أرجوك فكري في معاناة اليمنيين وتصرفي بسلوك من تدعي أنها أمّ اليمنيين لا زوجة أبيهم!

وللمصريين أقول: نحن نحب مصر بذات القدر الذي نحب اليمن، ونحترم خياراتكم أيا كانت. بل إن من الجحود وذهاب البصر والبصيرة ألا ننظر كيمنيين بإعجاب وانبهار بتلك الحشود المليونية التي لم يسبق أن خرجت من قبل 30 يونيو. بوركتم. تحيا مصر أم الدنيا.

(هل أقول تحيا اليمن) للأسف لم نتعود عليها كالمصريين!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى