إجتماعية

نساء يتعرضن للتسميم من أسرهن وطردهن من البيوت بعد إصابتهن بالجذام

يمنات – متابعات

وأنت تقترب من مبنى مستشفى  الجذام في مدينة النور بتعز تلاحظ بعض المرضى الذين يستطيعون الخروج لقضاء حاجاتهم من بعض المحلات المجاورة للمستشفى ثم يعودون إلى أسرتهم التي احتضنتهم بعد إصابتهم بل وأصبحت هي المسكن والمأوى للكثير منهم بعد أن خذلتهم أسرهم وأهلهم ومجتمعاتهم الذي يتعامل مع هذه الفئة بأنانية واحتقار غير مؤمنين بما قدرة الله على هؤلاء المرضى.

الكثير منهم لا يجدون  من يسال عنهم  بعد أن تركتهم أسرهم في هذه المستوطنة المتمثلة في مستشفى  الجذام  لسنوات من الزمان بل ووصل بهم الحال إلى دس السم لمن يعاني من هذا المرض كما حدث  مع إحدى المصابين بهذا المرض.

الكثير من الماسي والقصص الحزينة تصاحب هؤلاء المرضى يقص عليكم «الخبر» البعض منها في آخر أيام شهر رمضان المبارك ليوصل للمجتمع آنات آلامهم عل أصحاب القلوب الرحيمة وأهل الخير يعملون شيئا ما يخفف عنهم ذلك الأنين.

 عند عتبة أبواب غرفهم البسيطة التي لا تحتوي حتى على التلفاز .. أول ما وقعت عليه أعيننا رجل تجاوز الستين من عمره أمضى أكثره في المستشفى .. ما إن رآنا إلا وتهلل وجهه  واعتدل في جلسته حيث كان مسندًا ظهره على مخدة كست معالمها علامات الاتساخ ، ثم أخذ يطلق صيحات الترحيب بوجه بشوش على غرار أهل القرى عند مقدم الضيوف.

أحد المرضى بمستشفى الجذاموفي الغرفة المقابلة له تماما يلفت نظرك رجل نحيل الجسد أعمى البصر كثير الصمت .. يبدو من ملامحه أنه قد ناهز السبعين من عمره أمضى أربعين منها داخل تلك الحجرة التي حفظ الاتجاه المؤدي إليها لذلك تجده يذهب بمفرده إلى دورة المياه ويعود إلى سريره دونما مساعدة أحد.

الوالدة (أم تفاحة) قصتها أثارت فينا البكاء .. أم تفاحة قطعت أملها في أهلها .. عندما ظهر عليها المرض حاول أهلها التخلص منها  بدس السم لها في الأكل  إلا أنها اكتشفت ذلك وأبت حينها أكل الطعام بل وصل الأمر بأهلها  برميها جوار المستشفى هي وطفلتها الرضيعة تفاحة.

أما (تقية صالح) فتقبع في المستشفى منذ 19سنة .. هي من  محافظة حجة .. تمكن المرض من جسدهما في وقت لم يكن الدواء ذا فاعلية حقيقة.

 تقول الحاجة  تقية «أهلي يتواصلوا معي بعض الأحيان ؛ لأنهم يخافون من الجذام أن ينتقل إليهم، ولكني الجميع نفروا مني .. تركت كل ذكرياتي خلف ظهري وتعايشت مع أهلنا الجدد في مستشفى الجذام فهم الباقيين لنا وما هي إلا أيام نقضيها حتى نرى وجه رب كريم».

 

الخبر – وئام الصوفي

زر الذهاب إلى الأعلى