حوارات

يحيى الحوثي يكشف عن أسرار الحرب الأولى والثانية في صعدة وخروجه إلى ألمانيا والدور الذي كان يقوم به كوسيط

يمنات – البلاغ

لم يكن الحديث مع الأخ يحيى بدر الدين الحوثي كلاماً عادياً, فكأنك تبحر في التاريخ وترى تلك الأحداث في صعدة وكأنها أمامك, كان الأخ يحيى هو المتحرك ذهابا وإياباً, كان "أنصار الله" محاصرين يقتلون بالصواريخ والطائرات, وكان يحيى يجيء ويذهب في الوساطات لعل الله يهدي من في صنعاء لإيقاف الحرب.. ثم أصبح مطلوباً بعد خروجه الى ألمانيا, وتم سحب الحصانة منه, وعمل النظام على تعميم اسمه عبر الانتربول الدولي.. كان يظهر في القنوات الفضائية مدافعا ومكافحا ومجاهدا.. ثماني سنوات من عمره قضاها في الخارج, وهو يساند ويدافع عن أنصار الله.. ذاكرته مليئة بأحداث تاريخية هامة, لكن الوقت لم يسعفنا حتى أننا استمرينا في الحديث رغم أذان المغرب ولم نفطر حتى انهينا الحديث, حقائق للتاريخ تجدونها في حديثه وهي تكشف كثيراً من الغموض في أسباب فشل الوساطات, وعدم توقف الحروب.. قال: أن الوساطات في العالم تكون للتقريب, أما وساطات النظام فكانت تذهب بطلب واحد وهو أن يسلم "حسين" نفسه وهذا لا يمكن أن يتم, وهذا يعني أنهم أرادوا إفشال كل الوساطات بإصرارهم على هذا الطلب. دعونا نبحر مع حديث الأخ يحيى بدر الدين..

حاوره/ رئيس تحرير صحيفة البلاغ

•        مرحبا بالأستاذ/ يحيى بدر الدين الحوثي المجاهد المناضل, عاش ثمان سنوات خارج اليمن من بعد الحرب الأولى, من بعد العدوان الظالم على مدينة صعدة, وعلى الشهيد/ حسين بدر الدين الحوثي- رحمه الله- اليوم, وبعد أن عاد , ونحن اليوم في السابع عشر من رمضان نلتقيه في صحيفة "البلاغ" لنتحدث معه في عجاله: لأنه مستعجل للأسف الشديد.

نسأله بداية.. أستاذ  يحيى وبعد أن عدت اليوم أولا, وبعد غياب دام ثمان سنوات أريد منك أن تحدثنا كتاريخ سريع عن أسباب خروجك بعد الحرب الأولى من اليمن..؟

•        شكرا جزيلا للزيارة والمقابلة, لو نريد أن نسرج القصة فالقصة طويلة, ولكن أولا أنا سعيد بلقائكم, وبالعودة الى البلاد, نحمد الله على ذلك ونشكره شكراً بالغاً.

أما عن الخروج فكنا قد اتفقنا بعد الحرب الأولى, قد حصل اتفاق يُسمى "اتفاق شاجع" إذا تذكرون, وذلك الاتفاق كان قد وقعه الطرفان على انتهاء الحرب, وعلى أن يرفعوا المعسكرات والنقاط من الطرقات, ثم اتفقنا أنا وعلي عبدالله صالح على أن يأتي الوالد الى صنعاء ويسكن فيها, لأنه قال: هناك منافقون على الوالد, وكنت حريصاً بعد الحرب الأولى على إطلاق سراح المعتقلين, خاصة وأن الكثير منهم قد مارسوا الحرب, وقد قاتلوا, وكان بعضهم يعترف بأنه قد شارك في القتال, فكنت خائفاً عليهم أن يشكلوا لهم محاكم ونحو ذلك, وكنت حريصاً كل الحرص على التلطف لإطلاق سراحهم, وحتى يكونوا في الخارج أكثر حرية, فقال لي: الوالد يأتي الى صنعاء؛ لأن هناك منافقين عليه وأي شيء يحتاجه نحن مستعدون, فقلت له: لا يُريد منك شيئاُ, يريد منك ان تطلق سراح المعتقلين فقط, نحن قد اتفقنا على انتهاء الحرب وانتهى الموضوع, فبقاء المعتقلين في السجون سيشكل خرقاً للاتفاق. قال: مستعد, استعد علي عبدالله صالح وطبع لي وجهه, كان يطبع لنا وجهه أنه سيطلق سراحهم. لكنه لم ينفذ ولم يفِ بوعده ويبيض وجهه جاء الوالد- رحمة الله عليه- الى صنعاء, ذهبت إليه أنا والأخ شاجع والأخ صالح الوجمان, وجاء عندي هنا في صنعاء, بقي شهرين, ولم يدُعه علي عبدالله صالح, ولا اعطانا موعدا؟! ونحن لم يُعجبنا أن نتصل به حقيقة ونطالبه بمواعيد, لكن صالح الوجمان كان يتصل بالرئيس ويخبره بأن الوالد قد تأخر, وأنه يريد لقاء, وكانوا يقولون لنا: انتظروا ونحن سنتصل بكم, نحن مشغولون انتظروا سوف نتصل بكم. أخيراً ضجر الوالد, وقال: أنا قد ضجرت, لازم أرجع صعدة ما عاد أريد أن أبقى في صنعاء وكأننا محاصرون لا نستطيع أن نخرج, ولا أن نتجول. وحتى ما أعطوا تصريحات لأصحاب المرافقين لحمل السلاح إذا خرج جولة ليرتاح؛ لأنه لا يستطيع أن يبقى في البيت, طلبت من الوالد أن ينتظر أسبوعاً, فقال لي حاضر, ننتظر أسبوعاً. نصبر.. حتى أنني أذكر أنه كان قد استأجر سيارة للذهاب الى صعدة, وقال: نحن قد استأجرنا ومن غير اللائق أن نخلف اتفقنا مع صاحب السيارة. فدفعنا له الأجرة, وخلال ذلك الأسبوع كنت أتحدث معه بأن من الضروري أن أسافر الى الخارج سفر أستطيع أن أبقى؛ لأن مران فيها احتلال, والعسكر يمارسون أساليب سيئة مع الناس, وحياتهم صارت صعبة, وأيضاً قد قتلوا إخواننا وأصحابنا وأهل بيتنا وجماعاتنا.. لم نعد نستطيع أن نسكت, وليس معي بصنعاء ظهر أصلا, وبقيت الرزامات لكن من فيها لا يستطيعون أن يواجهوا كل هذه القوة, فكنت حريصاً على البحث عن من يقف الى جانبنا, وعن من يساندنا لنحيي الحركة من جديد؛ لأنني عارف بأنهم إذ قضوا على حركتنا نهائياً, فمعنى ذلك أنه لم يعد للزيدية وجود, وأما الشوافع فهم في نظر الوهابيين وخدام الوهابية وعلي صالح قد أصبحوا في الجيب, ولا يحترمونهم, ولكننا نريد أن نحافظ على الزيدية والشوافع؛ لأنهما ركنا اليمن, عينا اليمن وأذاناه الزيدية والشوافع, فكنت قد خرجت على هذا الأساس, وتحدثت مع الوالد أنني أريد الخروج وعندي الجواز وأستطيع أن أحصل على فيزا, أما إخواننا فلا أحد يستطيع أن يخرج, ممنوعون, وحتى أنا كنت ممنوعاً, لكني تلطفت لهم حتى أخرجت الجواز, وعندي جواز دبلوماسي وسأحصل على فيزا أوروبية مثلاً؛ لأنه لا يستطيع أحد بسهولة الحصول على فيزا أوروبية, فاتفقنا على هذا واستخرنا الله, والوالد عاد الى صعدة, عندما عاد الى صعدة سافرت بعده بحوالي أسبوع أو أسبوعين, أعطوني الجواز على أساس حج, طلبته من أجل الحج, ذهبت الى السفارة السعودية لم ترض أن تعطيني فيزا للحج, بعدها اضطرت لأن أذهب الى مصر, ومن مصر ذهبت الى أوروبا, هناك في أوروبا وصلت ألمانيا, فجلست حوالى أسبوع فإذا بالرئيس قد فجر الحرب الثانية, وما قصة الحرب الثانية؟ قالوا: نزل فرقة عسكرية نصف الليل تريد اختطاف الوالد غدراً وكان معه ستة, استشهد هناك اربعة في تلك الليلة ولم يبق من الستة إلا اثنان, وأهل البلاد ما قصروا عندما سمعوا هبوا, وبدأت المواجهات للحرب الثانية, أيضاً بدأوا يتحدثون عندما طالت الحرب الثانية أنني أنا السبب؛ لأنني أنزلت الوالد الى صعدة, فأعادوها, فقال لي ابن عمي عبد الكريم: يبدو أنهم مبيتون لك أمراً عندما تعود؛ لأنهم يتحدثون أنك أنت السبب في الحرب الثانية, وكان عمي عبد الكريم هناك, قال لي: نحن خائفون عليك إن عدت قريباً, وفعلاً المطار بأيديهم, والمنافذ كذلك بأيديهم, قلت له: خيراً سأبقى هنا, ونعمل هنا, وعاد في ذهني أن أبحث عن مساند, فدخلنا في مجال الإعلام, وكنت أكتب, وأعمل مقابلات, وهناك في أوروبا كانت معي مواعيد كثيرة جداً, ومنظمات دولية, وأشياء أخرى, دراسات ونحو ذلك, وكانوا يبحثون عن الحوثيين هؤلاء وتوجههم وأفكارهم, وكانوا يسألون عن المذهب الزيدي, ماهو المذهب الزيدي؟ وكنت أوضح لهم أشياء كثيرة, فطالت الفترة, وأيضاً أعقبوا تهديداتهم بتعميمات في الإنتربول الدولي, وحُوصرت, وعملوا على أحكاماً كما تسمعون, ورفعوا عنى الحصانة من مجلس النواب, فلا تستطيع أن تعود, ليس هناك منفذ, فاضطرت للبقاء في الخارج, فكنت في الخارج مغلقين علي الطرقات للعودة, هذه إجابة عن السفر الى أوروبا والبقاء هناك.

•        أستاذ يحيى.. أنت شاركت في المحاولات التي كانت تقول الدولة انها وساطات لإيقاف الحرب من الوساطة الأولى, واستمريت في النزول, هل كنت تحس أن هناك فعلاً إرادة لإيقاف الحرب, أم أنها كانت تمثيلية من أول طلب للنزول؟

في البداية كنت أحاول إيقاف الحرب, وكنت أبحث عن وساطة في الأسبوع الأول, ولم أجد من يستطيع أن يقنع علي صالح بإيقاف الحرب, ذهبت الى بعض المشايخ والوجهاء وبعضهم كان يقول لي: نحن لو ندخل في وساطة وحتى لو نلتزم لكم سيسود وجوهنا علي عبدالله صالح, ماذا نستطيع؟.

 جلست حوالي أسبوع, شهر مواجهة وشهر رجال قدامهم, وبعدها اتصل علي عبدالله صالح, وقال: المهم لو أن الناس يبحثون عن وساطة وتوقفون الحرب.

قلنا: أوقف الحرب أنت, ونحن مستعدون نذهب, وكنت مصدقاً في البداية حقيقة أن الوساطة ستنفع, قال: أنزلوا الى هناك الى عند حسين وانتظروا. قلت: ننزل الى عنده نتحدث على أساس إنهاء الحرب. فقال: تمام.. وكأنه قد تواصل مع الناس يذهبون معنا, اتصلوا لصالح الوجمان, والأخ صالح الوجمان كان يتواصل مع الرئيس, ونزلت أنا وصالح والآخرون لم ينزلوا, قلنا ننزل, وهذه النزلة في حوالي العشرة الأيام الأولى والثانية عشرة للحرب, فنزلت وصالح الوجمان من جهة تهامة ومررنا بعلي محسن على أساس ان يوقفوا الحرب, فقالوا: خلاص, موافقون. حتى الرئيس قال: قد كلمت علي محسن أن يوقف الحرب مروا من عنده. مررنا من عنده, قلنا له: قالوا توقف الحرب. قال: وقفنا خلاص.. ولكنهم يكذبون, وكلما وصلنا الى عند حاجز أو عند معسكر وهم يضربون, اتصل  به الوجمان, قلت له: يا أخي أنا ما يعجبني أتصل بهم, وقف لماذا توقف؟ أتصل بهم الأخ صالح, فقالوا لهم: لا.. خلاص نحن نوقف, والتوجيهات قد صدرت, وهم ما وقفوا!!!.. صواريخ يطلقونها, الى أن وصلنا الى أعلى وادي "رية" تحت جبل مران, وأطلق علينا رصاص, الجماعة أصحابنا ما عرفونا؟ لأنهم كانوا مغلقين عليهم تغطية التلفونات, فنحن اتهمنا الجيش, ولكن اكتشفت فيما بعد أنها من إخواننا ظناً منهم أننا من جملة المهاجمين؛ لأن إطلاق الرصاص من الجيش كان مستمراً, والحمد لله جاءت حوالينا, كانت بين الحشيش تدخن الرصاصة, فعدت والأخ صالح على أساس "أنتم ما أوقفتم الحرب, وأطلقتم علينا النار" فعدنا الى عند علي محسن, كنا نظن أنها منهم, فقال: هم اصحابكم. فقلنا له: لماذا لم توقفوا الحرب؟ أنتم تكذبون علينا, نحن خلاص مروحون. وعدنا.. هذا أول مشوار لي والأخ صالح الوجمان, ثم مشوار أنا نزلت وعبد الكريم جدبان ووالدك العلامة إبراهيم الوزير ومجموعة من أعضاء المجلس ومشائخ, كلمنا الرئيس, قال: أنزلوا وواقفوا الحرب. قلنا له: وقفها, وأعط أخي شيئاً. قال: أعمل له تأميناً. قلت له: اعمل له أماناً. وأنا حتى مصدق, وجاد, وأظن أنهم جادون وصادقون, وعندي أمل أن نوقف الحرب, فعمل لي ورقة صغيرة إذا أنتم تذكرونها.. علي محسن كتب: لا.. الرئيس كتب: حسين آمن حتى يسلم نفسه, قلت له: هذا الكلام غير مقبول, لن يسلم, كيف يُسلم نفسه؟ اعملوا أماناً من هذا القبيل. قال: لا, هذا كاف. وأخذتها معي وأنا مقتنع غير بها, ذهبنا الى هناك أعطيت أخي حسين الورقة هذه التي حصلناها, وقال: بالنسبة لي يرفعون الجيش, ويتركوننا أحراراً بشعارنا والقرآن, يتركوننا ندرس القرآن وشعارنا, لا نسأل عن احد, ولا نحارب أحداً. أنا وعبدالله بدر الدين ومشائخ آخرون ذهبنا هذا المشوار, الغريب أنني ما تنبهت إلا بعد أن المرافقين كانوا كثيرين, حوالي مائة مرافق مسلحين, فنحن أناس طيبون ثقاة نثق في الناس, وما عندنا نية سيئة, ولم أكن أتصور أن هؤلاء إذا حضر أخي حسين وهم موجودين يعملون ضجيجاً ويغتالونه, ألهم الله أخي حسين بأن قال لهم: المرافقون سيبقون في منطقة المجازين, ولا يأتي إلا عبدالله بدر الدين وأنا وعبد الكريم جدبان وآخرون حوالي سبعة, والباقي يجلسون في المدرسة, تأملت, فيما بعد فإذا هي كانت توفيقاً, ربما كان بين الناس الذين معنا من زرعهم علي عبدالله صالح ليغتالوه, ومن جهة هي فضيحة, لكن الله سبحانه وتعالى  يلطف بنا؛ لأن نياتنا طيبة, وهم هؤلاء نياتهم خبيثة الى أبعد المستويات, ما كنا نتصور هذا الخبث, فبعد ذلك كنا ننتبه ونشعر بأن هناك خبيثاً زائداً, ومكراً خطيراً, لا بد للناس أن ينتبهوا, وفي معظم المشاوير فيما بعد كنت أذهب وأنا غير راض, لكن كان الذين يشكلهم يطالبونني, دعا العلماء والمشائخ ومجلس النواب وغيرهم, وكنت أقول لهم: الطلب هذا الذي يطلبه علي عبدالله صالح ليس ممكناً, ولا نذهب على أساس هذا الطلب, أنا لن أذهب معكم على أساس أن حسين يسلم نفسه, هذا مستحيل, قالوا: أذهب معنا لعل الله.. ويروح الإنسان, ويقول: لعل الله أن يحدث شيئاً يصطلح الناس, فذهبنا وأيضاً كان لدي طلبة وبعض الشباب يريدون السفر ليشاركوا, وهم في صنعاء معرضون للاعتقال, كانوا يأتون عندي, وكان يجلسون عندي في البيت حتى تأتي لنا فرصة لنسفرهم الى صعدة, وإذا سفرناهم بطريقة غير مضمونة الى صعدة فهم قد يعتقلونهم أو يقتلونهم, حتى ابني عبد السلام كان يريد أن يسافر, وكنت أقول له لا يمكن أن تسافر الآن, انتظر حتى يأتي لنا مشوار, وستذهب معي, فهذه الوساطات التي بالنسبة لي لستُ مقتنعاً بها كانت فرصة للشباب لإدخال أيضاً أسلحة, نمر من بعض المناطق ونأخذ أسلحة معنا, وفلوس وأجهزة قدر الإمكان,  لم تكن لدينا إمكانيات, كان مرتبي نستهلكه أنا والموجودين, ونساعد بعض الإخوان الذين اغلقوا عليهم ولم يستطيعوا أن يرجعوا الى مران, ونساعد به بعض العوائل, لم تكن معي إمكانيات مالية, ولم يكن الإخوان في صعدة مستعدين للحرب أيضاً, وحتى أحياناً نحاول أن نحصل على ما أمكن, مثلاً مقابل نفعل لوحة للسيارة ويعطوننا قليلاً من فلوس, على أساس نرسلها والناس محتاجون جميعاً, كنا نبذل جهدنا, فسافرت على سبيل المثال بابني عبد السلام وضيف الله الشامي, ومحمد ناصر غثاية, والأخ محمد العياني أخذناه معنا من عيان وأدخلناه, كلهم ذهبوا باسم مرافقين معي, أدخلناهم فما لهم شيء نفعوا, جاهدوا هناك, واستشهد ولدي عبدالسلام, والبقية على ما أعتقد احياء.. كما قلت لك في النهاية: كنت أسير ولا أمل في المصداقية, ولا كنت حاملا للأفكار التي يذهبون بها, وإنما كنت أستغل الوساطة, لأرى شيئاً, لأدخل شيئاً, أعطي رأياً.. إلخ.

•        أستاذ يحيى.. أثناء الحروب كان يحدث تواصل بينك وبين علي عبدالله صالح, وكانت تقف الحروب, لماذا كانت تقف؟ وكيف كانت تقف؟

كان علي عبدالله صالح يوقف الحرب عندما يرى ضرورة إيقاف, كنا نتواصل في الخارج على أساس وساطة عن طريق قطر, فكانت يوقفها عندما يريد أن يوقفها حتى يجمع جيشه ويرتب وضعه ثم يعيد الكرة, وليخرج المحاصرين مثلاً, في الحرب الخامسة, كان جل اهتمامهم ليس العسكر, وما جعله يوقف الحرب هو الشهاري, لأنه جاء في طائرة ليعطي العسكر تمويناً, فسقطت بهم وأنزلت الشهاري وبعض الضباط معه في المعسكر المحاصر في بلاد آل فاضل وآل الجرادي, وكان الشهاري محاصرا, ومن أجله أوقف علي عبدالله صالح الحرب والحصار, ولم يفكر في المعسكر الآخرين, يقول: عندنا عساكر قتلوا وهذا لا يهم فنحن سنأتي بغيرهم.

هذا الذي حصل, كان يوقف الحرب من أجل مصالحه فقط, ويشعل الحرب كما يريد هو, بحسب الإمكانيات ومدفوع أيضاً من السعودية ومن أمريكا, خاصة السعودية أكثر من أمريكا حقيقة في إثارة علي عبدالله صالح للحرب؛ لأنهم كانت لهم اهداف هيمنة عامة واستراتيجية بعيدة, لكن هؤلاء كل سياستهم وأعمالهم في اليمن إنما من أجل الوهابيين, أولاً الترويج للوهابية, ثانياً الحفاظ على منهجها كي يستمر, وعلى مطاوعتهم ومراكزهم وجمعياتهم, فهم مستعدون أن يثيروا كل الحروب, ولا يفكرون في بقية الشعب اليمني, يخرب, يدمر, يجوع, يعطش, يمرض, أهم شيء المطوعة, كانوا يثيرون علي صالح بهذه الحروب ويعطونه على أساس أن يحارب هؤلاء الذين رفضوا الوهابية, واستغلوا شعار إخواننا ضد الأمريكان لكي لا يستنكر الغرب ما يحدث ضد طائفة دينية وحيدة أقلية دينية عالمية؛ لأن الزيدية تعتبر أقلية في العالم, والأقليات الدينية في العالم محمية من الأمم المتحدة, وهي ملزمة بحمايتها؛ ولكن سبب هذا الشعار ونحوه يقولون بأنهم لا يحاربون الزيدية, وإنما يقولوا: نحن نحارب الحوثيين. لا يريدون أن يعترفوا أنهم يحاربون الزيدية, فنحن لا نريد أن نتفهم هذه المسألة.

•        أستاذ يحيى.. عندما جاء اتفاق الدوحة, هل شعرتم أن هناك مصداقية لإيقاف الحرب؟

كنا أيضا أملنا في القطريين أنهم سيضغطون أما هؤلاء كنت قد يئست من أية مصداقية تحصل, لكن كطرف ثالث, دولة لها أيادي على علي عبدالله صالح ويدعمونه, وقد يخجلون منه ويستحون, فلربما قلنا يفيد, أحياناً كان يفيد, يعني مثلاً جاءوا بلجنة, ولكنهم أيضا ما عملوا شيئاً, كانوا فقط يحققون لعلهم يوفقون الحرب.

•        أستاذ يحيى.. قبل فترة وجيزة كان تشييع جثمان الشهيد حسين بدر الدين, ماهي القراءة التي تقرأها بين الحرب الأولى وقلة قلية في مران, وبين مئات الآلاف الذين كانوا في تشييع جثمانه؟

الحقيقة اعتقد أن هناك سراً ألهيا؛ لأن هؤلاء يريدون أن يقتلوا عالماً مصلحاً ربانياً, ولياًمن أولياء الله سبحانه وتعالى, وأيضاً لا يريدون يحترم, ولا أن يكرم كبقية المسلمين, حتى أذكر أنني طلبت علي عبدالله صالح أن يُسلم لي جثمانه قال: ستعملون له قبة. قال كذا, قلت: أما القبة ضروري, وما عاد تكلمنا حول الموضوع, ما عاد رضي, وأنا قلت: القبة ضروري.

أيضاً أنا كنت أيضاً هنا في الجراف ولا أحد كان يأتي يعزينا حتى العزاء, إلا عمي إسماعيل الحوثي الله يرعاه وولده يحيى, كانوا أحياناً يأتون يوم الجمعة زيارة ونتحدث, وأنا حقيقة كنت أعذر الناس؛ لأنهم يعيشون في كبت وفي ظل نظام قمعي حتى أنني اضطررت أن أبحث عن بيت إيجار ما حصلت, ولا أحد أجر مني بيتاً, لأن البيت حقي مملوء بالناس وضيق وصاحب البيت قال: أخرج.. وأنا أذكر أن الأخ/ محمد بدر الدين في البيت الذي كان فيه بعد الحرب الأولى, فاضطر صاحب البيت إخراجه بسبب مضايقة الأمن.

الله سبحانه وتعالى لديه أسرار, ولديه إرادة  ما نعلم بها, إرادة الله واسعة, وقدرته واسعة, وهو الذي يدير الحياة بأكملها, فأراد أن يكرم هذا الإنسان, لو أنهم سلموا أخي تلك الأيام ودفناه ربما كان يحضر معنا في حدود عشرة أشخاص الى عشرين شخص, وربما كنا دفناه في الجراف؛ لأنني كنت في الجراف.

ولكن فيها رسالة أيضا للناس أن كلمة الحق لا بد أن تظهر وتنتشر ولا يمكن أن تموت.

كشخص أنا اعتقد بأن الله سبحانه وتعالى يريد أن يرفع قدره, وأنا كنت حتى عندما أذكر حسين أقول: أعلى الله مقامه, وأيضا بعض إخواننا الذين كانوا يريدون أن لا أقول بأنه قد استشهد, وأنا كنت أقول قد استشهد, كانوا يقولون مفقود, قلت قد استشهد, وجاءتني أخبار صحيحة, لكن كنت أراعيهم وأكتب: أعلى الله قدره, ولا وأكتب رحمة الله, لأجل الإخوان, وأعلى الله قدره وقدر المؤمنين جميعا إن شاء الله سبحانه وتعالى, وكل مجاهد في سبيل الله, وكل من يعمل في سبيل الله, أولياء الله كثير وأناس ما نعلم بهم, أناس كنا ندرسهم ونتعب عليهم وأخيرا ما نفعوا, أما الأكثرية نفعوا, وبعض الناس الذين ما كانوا يقدر فيه الواحد أنه يهتم, فانطلقوا وجاهدوا حتى أني كنت أردد الآية الكريمة: (ولله جنود السموات والأرض) لله جنود ما أحد يتوقعهم, ربما تكون جندياً وأنت لا تتوقع أنك جندي لله؛ لأنك لا تدري ففي الوقت المناسب تنطلق, بعضهم كان يقيده أبوه بالحديد وبالقيود كي لا يذهب مع الجماعة, ويفك قيده وينطلق, فقلت: هؤلاء جنود الله, والله هو المحتكم.

•        أخيراً ماهي رسالتك.. كلمتك للإخوان أنصار الله, وماهي كلمتك للآخرين؟

بالنسبة لإخواننا أنصار الله أولا أقول لهم: بيض الله وجوههم, وكتب أجرهم, وبارك فيهم وفي السامعين طبعاً, وأدعوهم الى المواصلة والمثابرة, وأنصحهم أن لا يستمعوا لأي كلام غير كلام الله ورسوله إلا كلام السيد حسين؛ حتى لا يدخلوا في أي مجال التفرقة, وحتى لا تضرهم التفرقة, تلك هي دعوة عامة للمسلمين للنهوض بالإسلام, وللنهوض بالإيمان, وللإخوة, وكل الناس إخوان سواسية, يحترم بعضهم البعض ويقد بعضهم البعض, ويفدي بعضهم البعض بنفسه, ويمشون على هذا الطريق, وأيضاً التنبيه بشكل حاسم ومستمر, لا يلتفتوا الى أي شيء آخر, ولا يركنوا على شيء, ألا على الله وعلى بعضهم البعض, كما قال الله تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) يكونون أولياء بعض, بالنسبة لشعبنا اليمني بصفة عامة أنا أحب أن يواصل ثورته, ويواصل مسيرته التغييرية, وأن يلاحظ شيئاً أنه شعب له تاريخ عريق وقيمة جغرافية وثروات, وأنه كإنسان له كرامته وعزة وحرية, فليحاول الشعب اليمني أن يحافظ على حقوقه وعلى كرامته, وأن يستعيد من كرامته ما فقد, وأن يستعيد من أخلاقه ما فقد, وأفقدها النظام, خاصة نظام صالح ولا يزال هذا النظام نظام علي صالح الذي حاول أن يسحق الشعب في كرامته في عزته في دينه, باع حتى الدين من الوهابية, وباع البلاد من الوهابيون والأمريكان, فلازم أن نناضل نجاهد ونكافح حتى تكون بلدنا بأيدينا, وثرواتنا بأيدينا, وتوزع ثرواتنا للشعب وليس للمسؤولين يوزعونها لمن يريدون وللفاسدين, بل أرى أن الثروات توزع للشعب مباشرة, وأن يحافظ على وطنه, وسيادة بلده, ولذلك يجب أن يكون له دور في الانتخابات, دور حاضر, إذا كان النظام هذا سيسمح بانتخابات حرة ونزيهة, ولا يجرون الناس عبر مليشياتهم الى مواجهات مسلحة وحروب داخلية, فأعدوا الشعب الى أن يهتم بالانتخابات اهتماماً بالغا, وأن يغيروا من وجهة نظرهم الى الحزب, ولا الى الشيخ ولا الى عالم وما هو إلا من أجل أنه عالم وليست رؤية, إنما يتجهون الى بالانتخابات وجهة التغيير, وبدلا أن نثور على النظام هذا النظام ونتقابل وإياه, نغيره بالانتخابات, , بالطريقة السلمية, أما اذا رفض النظام الطرق السلمية وغشنا بالانتخابات فسيجعل الناس يواجهونه عسكريا بالسلاح؛ لأنه رفض الثورة السلمية وقتل الثوار في الساحات, ولا زال يقتل ويغتال حتى اليوم, وزور الانتخابات وأفسد في الثروات, وجلب الأجانب, بعد الانتخابات يواجه بالسلاح هذا رأيي, إذا لم يلتزم بانتخابات حرة ونزيهة, لأننا نلاحظ الآن لجنة الانتخابات الإصلاحيون عملوا فيها أعمالاً لا يستطيع الكثير من أعضاء اللجان أن يستخدموا الأدوات إلا بعد تدريب, والتدريب خصصوه لأصاحبهم, فعم عاملون على التزوير من الآن, لكن أنا أرى وهذا رأيي الشخصي وليس رأي أنصار الله ولا هو رأي حزب معين, ارى أنه سيجر الناس الى مقاتلته ومواجهته إذا زوروا الانتخابات, إخواننا إذا دخلوا الانتخابات أرى أن يدخلوا في الانتخابات بطريقة مرتبة ومنظمة, وأن يساعدوا كل من لديه رغبة في المشاركة في أن يكون عضو مجلس نواب, ولديه كفاءة, والشعب اليمني متقارب في كفاءته إلا نادراً تكون في المدن هناك كفاءة علمية أكثر من الريف, لكن الريف هو أكثرية, وإذا كان شخص جيد فلينتخبه أنصار الله حتى لو لم يكن من أنصار الله فهو سيخدم الوطن.

•        شكراً جزيلاً    

زر الذهاب إلى الأعلى