أخبار وتقاريرإختيار المحررالعرض في الرئيسة

من هو الحاكم الاخواني لمدينة تعز..؟ وكيف يصدر قراراته..؟ وما هو حجم القوة التي يديرها..؟ وماهي المواقع التي شغلها خلال السنوات الماضية..؟

يمنات

على الرغم من أن الصراع بين حكومة هادي الموالية للسعودية، والموالين للإمارات في مدينة تعز، ظل يتأجج وعلى نار هادئة، طيلة الأعوام الماضية من عمر الحرب، فإنه اليوم وبالتزامن مع تتعين الرئيس عبده ربه منصور هادي، للقيادي في «حزب الإصلاح» عبده فرحان علي سالم، المعروف بـ«سالم»، الذي سبق أن رقاه إلى رتبة عقيد، مستشاراً لقائد محور تعز، ورقي إلى رتبة عميد، برز إلى السطح وزاد المشهد في تعز، بحسب محللين، تعقيداً.

في حين اعتبر مراقبون قرار تعيين «سالم» مستشاراً لقائد محور تعز العسكري، هو قرار عسكري أخرجه من الظل إلى العلن، ومنحه صفة رسمية لقوننة تحركاته و توجيهاته، خاصة بعد وصول المحافظ الجديد لتعز، أمين محمود، والمقرب من الإمارات، يعني أن صداماً ستشهده المحافظة بين سلطة «الإصلاح» والسلطة الموالية للإمارات. قرار تعيين الرجل الأول للجنرال علي محسن الأحمر، وقائد الجناح المسلح لـ«حزب الإصلاح» في تعز، بمنصب عسكري حكومي، وفي هذا التوقيت تحديداً، يطرح جملة من الاستفهامات، أبرزها: لماذا قرر هادي إبراز الرجل إلى الواجهة؟ وهل يعتبر القرار لصالحه أم ضده؟ وما هو موقف الإمارات والمحافظ الجديد من القرار؟

مصدر رئاسي مقرب من الرئيس هادي، كشف في حديث إلى «العربي»، أن «قرار تعيين سالم، الذي يعد الرجل الأول الذي يدير مدينة تعز، وأوامره تتجاوز السلطة المحلية، و قيادة المحور، و هو من يتحكم بالتحركات العسكرية والأمنية في مدينة تعز، الخاصة بفصائل حزب الإصلاح، جاء بعد قرابة شهرين من الضغط المستمر على الرئيس هادي من قبل الجنرال علي محسن الأحمر»، وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الإفصاح عن هويته، أن «القرار كان قد صدر مطلع الشهر الماضي، إلا أنه ظل مجمداً بسبب المعارضة الشديدة من قبل بعض القيادات العسكرية والسياسية الموالية للإمارات في تعز، وفي مقدمتهم محافظ المحافظة أمين محمود»، وأشارالمصدر إلى أن «القرار الذي صدر أمس بتعيين القيادي في حزب الإصلاح عبده فرحان، جاء كردة فعل على تحركات المحافظ، الذي قدم حاملاً معه مشروعاً تمت صياغته وفق قيادات موالية للإمارات في دبي والقاهرة، ويسعى لتنفيذه، ويتمثل في إعادة نفايات الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، حيث بدأ باستقدام عدد منهم خلال الأسابيع الماضية من منطقة الحوبان، الواقعة تحت سيطرة المليشيات الإنقلابية».

وأكد المصدر أن «قرار تعيين سالم جاء كخطوة استباقية ضد الإمارات، لأن المحافظ أمين محمود كان بصدد استصدار قرار بتكليق وكيل أول محافظة تعز، عارف جامل رئيس المؤتمر الشعبي العام المؤيد للشرعية في تعز، إلى وكيل محافظة تعز للشؤون العسكرية والأمنية».

وقد أثار قرار تعيين الرئيس هادي للرجل موجة سخط عارمة، وردود فعل غاضبة لدى الوسطين السياسي والإعلامي، وتباينت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي بين غاضبة ومستهزئة بالقرار، فيما اعتبر البعض أن القرار تحجيم للرجل ووضعه تحت المساءلة القانوية.

الناشط السياسي إبراهيم علي، رأى في حديث إلى «العربي» أن «قرار تعيين القيادي في حزب الإصلاح عبده فرحان سالم، والذي استحدث بشكل جديد هو بدرجه أساسية يهدف إلى إظهار هذه الشخصيه الفاعلة والغامضه إلى السطح، لتأطير تحركتها وإدراجها في سياق العمل المنظم، أو بالأصح إلحاقها بسلك الدولة وبشكل علني»، وأضاف أن «هذا القرار هو عبارة عن هروب بالرجل من إدراجه ضمن قوائم الإرهاب، كون فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن قد وصفه في تقريره الفائت بأنه مؤسس تنظيم داعش في تعز».

ولفت علي إلى أنه «إذا ما أخذنا القرار من زاوية حسن النوايا، على الرغم من أنه غير قانوني ويصب في مصلحة الإصلاح، فإنه يهدف إلى خلق ظهر للإصلاح، ولن يكون سالم مستشاراً فقط، بل سيحل محل قائد المحور خالد فاضل خلال الأيام القادمة، لتكون تعز بيد الثلاثي المتمثل بـ: الناصري مع عبد القوي المخلافي، والمحافظ مع المؤتمر جناح الشرعية، وسالم مع الإصلاح».

فيما يؤكد وكيل وزارة الثقافة، التابعة لسلطة هادي عبد الهادي العزعزي، في حديث إلى «العربي»، أن «القرار عسكري بالدرجة الأولى، ويهدف إلى إخرج الرجل الذي ظل يعمل بالظل وتثار حوله أكثر من علامة استفهام إلى العلن». 

في حين يرجح مراقبون أن قرار تعيين سالم يعتبر خطوة استباقية، أراد «المخرج» من خلاله كشف الأوراق، والبدء باللعب على المكشوف. المحلل السياسي محمد الطاهري، اعتبر في حديث إلى «العربي» أن «الإصلاح وبعد أن عجز عن إيقاف تحركات المحافظ الجديد، والتي يسعى من خلالها إلى إعادة تيار حزب المؤتمر الإماراتي وتوطيده في المدينة، بدأ بهذا القرار تدشين مرحلة التطفيش للمحافظ وترحيله كما فعلوا بالمعمري سابقاً»، وأضاف أن «هذا القرار هو بداية جديدة لتحول الصراع بين الإصلاح والإمارات من تحت الطاولة إلى العلن، وكل مؤشراته تقول إن تعز تسير في طريقها للصراع العسكري تماماً كما حصل في عدن».

في المقابل، اعتبر الناشط السياسي، والصحفي، عبد الله فرحان، في حديثه لـ«العربي»، أن «قرار رئيس الجمهورية بتعيين القيادي في الإصلاح سالم ورجل الظل الذي ظل مثيراً للكثير من النقاش والجدل، والذي يصفه البعض بأنه القائد الفعلي لمحور تعز ومصدر القرار هو قرار صائب وذكي جد من حيث التمكين الرسمي لممارسة المهام بشكل علني»، وأضاف أن «سالم بهذا القرار سيخضع للتقييم والفحص والتكريم أو النقد والمحاسبة، وسيتحول من قيادي الظل إلى قيادي ظاهر في ضحى النهار وللعيان ويكون له ما له وعليه حيال مهامه الرسمية».

من هو سالم؟
– عبده فرحان علي سالم، المعروف بـ«سالم»، أو «قسام تعز».
– مستشار لدى مكتب التربية بتعز.

– قائد الجناح المسلح لـ«الإخوان المسلمين»، ولما أطلق عليهم بـ«المجاهدين» العام 1994. شارك في قيادة «المجاهدين» من تعز لاقتحام عدن في العام 1994. 

– أقام من بعد 94 في عدن وعمل مسؤولاً لـ«الإصلاح» فيها. 

– آخر مهام له قبل 2014: مسؤل أمني لـ«الإخوان» في عدن وأبين ولحج.

– قائد «كتيبة الإعدامات» التابعة لـ«الإصلاح» في تعز.

– والد عزام الفرحان قيادي ما يطلق عليه «لواء الصعاليك».

– صهر سابق للشيخ الإخواني الذي يوصف بالمتشدد، عبدالله أحمد العديني، ووفقاً لبعض المصادر فإن مصاهرتهما إنتهت بخلافات بينهما.

– القيادي الأول لـ«الإصلاح» في تعز منذ انطلاق «المقاومة»، وبدخوله إلى صدارة الرياده العسكرية بتعز تم تغييب عبد الحافظ الفقيه مسؤل فرع «الإصلاح» في تعز، وتهميشه وطاقمه السياسي من المشهد التعزي تماماً، عسكرياً ومدنياً.

– في ظل الأحداث في تعز أصبح سالم هو الحاكم الفعلي لتعز مدنياً وعسكرياً، وتعود إليه مختلف القرارات في المحافظة، المدنية والعسكرية.

– أقام في مبنى مكتب التربية نحو ثلاث سنوات، وكان قبل تسليم المبنى عند زيارة نائب بن دغر، عد العزيز الجباري، لتعز يستقبل فيه قيادات تعز كافة، الأمنية والعسكرية، ولديه سجن خاص فيه ومخازن وحراسات متناوبة من قيادات الصف الثاني والثالث لقيادات «الإصلاح» في تعز.

– قراراته تصدر تحت توقيع خالد فاضل الذي لم يكن إلا عبارة عن اسم وستار فقط يقف خلفه القيادي سالم، الذي يملك حق التغيير والتبديل وإعادة الهيكلة في دوائر وإدارات محور تعز وفي اللواء 22 ميكا، وبقطاعاته كافة، ويجعل من القطاع الأول للواء 22 ميكا، بقيادة توفيق عبد الملك، والثاني بقيادة يحيى الريمي، قطاعين حصريين لنفوذه، دون أي تدخلات أخرى، بما فيها ترقيم الأفراد فيهما بشكل محصور على أفراد إخوانيين تابعين شخصياً له، إضاقة إلى اختصاصه بالقطاعات الأخرى للواء 22 ميكا، ومثلها أيضاً اللواء 17 مشاة، وقطاعات مهمة في اللواء 170 دفاع جوي.

– إستحدث لواء جديداً يحمل اسم 145 وجعله مرتبطاً به فقط، على طريقة حماية المقرات، إضافة إلى استحداث معسكرات تدريب تحمل اسم «معسكرات الحشد الشعبي». 

– يتميز القيادي سالم بالتواضع والبساطة والتخفي وعدم الظهور، والخفة في التعامل والسرعة في التحرك والشجاعة في زيارة الجبهات أثناء المعارك.

– لدى سالم ميزانية مالية يومية كبيرة جداً يتم صرفها على أكثر من محور واتجاه وتبويب عسكري ومدني.

المصدر: العربي

زر الذهاب إلى الأعلى