العرض في الرئيسةفضاء حر

هل تحققت اهداف بريطانيا واسرائيل في البحر الاحمر وخليج عدن؟

يمنات

محمد المقالح

(١)

بعد ان احتل الساحل الغربي وكامل المحافظات الجنوبية اصبح من مصلحة بريطانيا ومن خلفها اسرائيل والغرب عموما وقف الحرب العدوانية السعودية وتحالفها الرباعي على اليمن وهذا ما يفسر حرص الدبلواسية الانجليزية ونشاطها الكبير في المفاضوات اليمنية في مسقط وغيرها
ولكن …لماذا؟

الجواب بسيط لان الحرب اذا وقفت الان على الاقل في جانب القصف الجوي على اليمن مع استمرار الحرب الداخلية اليمنية في اكثر من جبهة ومحافظة تكون بريطانيا وامريكا ومن وراء الستار اسرائيل قد حققت معا وبواسطة الامارات والمقاتلين المحليين المواليين لها جميع اهداف المؤامرة على اليمن في التقسيم والتفتيت والاحتلال.

وتكون قد اوجدت اسباب ادامة الاقتتال الداخلي وضمان نجاح المؤامرة الخارجية بوجود اكثر من سلطة فعلية تقسم اليمن عمليا وتضع بعضها تحت الحماية الاجنبية باستمرار وهذا هو المطلوب وهو ذاته عنوان المؤامرة من العدوان بكل اركانها وشروطها على الاقل من قبل بريطانيا واسرائيل وباقي الدول الاستعمارية والراسمالية .

واهم ضمانات المؤامرة هي وجود سلطة وجيش في عدن واخرى بجيشها ولجانها في صنعاء فضلا عن جيوش اخرى مستقلة عنهما كجيوش النخبة في كل من حضرموت والمهرة وشبوة ومارب ولكل جيش من هذه الجيوش سلطته الادارية ومن ثم السياسية المستقلة عن الدولة عموما وعن كل من صنعاء وعدن خصوصا !

(٢)

غرض بريطانيا ومن خلفها اسرائيل من وقف الحرب السعودية باسم المفاوضات والحل السياسي اليوم هو ان تثبت ما وصلت اليه الجيوش المتقاتلة على الارض وباتفاق سياسي اولا والحصول على اذن ان تكون سلطة عدن “الجنوب” -وليس صنعاء او حضرموت- تحت الحماية الاجنبية من اجل الممرات والجزر في البحر الاحمر وخليج عدن
اما حضرموت والمهرة ومارب وصنعاء فلها ترتيباتها الخاصة وسناتي اليها.

(٣)

ولكن اذا كانت مصلحة بريطانيا وهي احد مركزي رباعية العدوان على اليمن ممثلة بالأمارات والى جانبها بقية الدول الاستعمارية هي وقف الحرب السعودية الجوية على اليمن تمهيدا لتثبيت السيطرة على الممرات والسواحل والجزر اليمنية في البحر الاحمر وخليج عدن باتفاق سياسي مبرم بهذا الخصوص فما هي مصلحة السعودية وهي راس العدوان على اليمن من ناحية وبقية الاطراف اليمنية دون الامارات من ناحية اخرى ؟

الجواب لا مصلحة للسعودية في وقف الحرب قبل تحقيق اهدافها الخاصة في اليمن واذا فرض عليها وقف عدوانها المباشر وفقا لخرائط القتال الحالية تكون السعودية قد خسرت جميع اهدافها الخاصة من حربها البربرية على اليمن فلا هي امنت حدودها ولا هي اوصلت شرعيتها الى صنعاء ولا هي ضمنت -وهو الاهم- ان لا ينعكس فشلها المريع في اليمن بعد اربع سنوات من الجرائم على تماسك نظامها وكيانها السياسي والقانوني كدولة .

وعلى العكس فقد يودي هذا الى انفراطهما معا اي انفراط حكم ال سعود وانفراط الكيان السياسي السعودي ايضا وهذا ما يقلق السعودية ويجعلها غير قادرة على قبول الضغوط الغربية لوقف قصفها وحصارها على اليمن قبل استعادة ما تسميه الشرعية وبالتالي ضمان امنها وتحقيق انتصارها المزعوم على ايران او جيبها الحوثي كما تزعم ايضا.

(٤)

اما بقية الاطراف اليمنية مجتمعة وبلا استثناء فهي على خطر عظيم اذا وقفت الحرب على وقع خرائطها الحالية على الارض واذا حدث فستظهر جميع الاطراف اليمنية المتقاتلة انها قاتلت واستدعى بعضها التدخل الخارجي ليس لتحقيق مصالح اليمن واليمنيين بل لتحقيق مصلح بريطانيا واسرائيل في البحر الاحمر وخليج عدن وبما يضمن تواجدها عبر الكيانات الهشة التي ستنشأ جراء هذا الاتفاق السياسي الذي تسعى اليه حثيثا وبالتالي تظهر لشعبها – اي الاطراف اليمنية- على درجة واحدة من الخيانة ليس هذا وحسب بل وستظهر انها حاربت لعزل نفسها او اسقاط نفسها او عزلها ومن ثم اسقاطها وهكذا.

(٥)

ففي هذه الحالة سيظهر ما يسمى بالحراك الجنوبي انه لم يقاتل من اجل فصل الجنوب عن الشمال كما يزعم وتسول له نفسه الامارة بالسؤ بل من اجل عزل نفسه عن صنعاء وحضرموت معا وفي زواية ضيقة بلا ما ولا كلا وبحاجة الى حماية اجنبية دائمة لانه لا يستطيع البقاء بدونها وهذا ما تسعى لتحقيقه بريطانيا واسرائيل عن طريق الامارات وجيوش مرتزقتها على الارض على الاقل فيما يخص اقليم الجنوب (عدن لحج ابين – غرب تعز).

وبالنسب للتجمع اليمني للاصلاح الذي كان اكثر من طالب والح من اجل التدخل الاجنبي في الازمة اليمنية فسيتبين له ولجمهوره انه قاتل لإخراج نفسه نهائيا من الوجود حتى وجوده في مارب وتعز نفسها لان النعرات المناطقية التي اخرجته من الجنوب – دون حضرموت – ستخرجه من مارب وتعز وغيرهما وبذات الدوافع المناطقية والمحرضات الاستعمارية الاجنبية اما تعز فابنائها يقتلون في كل الجبهات وفي جبهة تعز يدمرون تعز ولكن من اجل لا شيء لتعز بل من اجل ان تخرج تعز كصمام للوحدة اليمنية على حساب تعز واهل تعز.

(٦)

وفي السياق نفسه سيجد انصار الله انفسهم وهم اكثر من ضحى في هذه الحرب العدوانية واكثر من رفع شعاراتها الوطنية وحشد اليمنيون معهم دفاعا عن اليمن سيجدون انفسهم في حروب اخضاع دائمة لاجبار اليمنيين على قبول حكمهم في المناطق التي تحت سلطتهم باسم الحق الالهي لا باسم الوطن بعد ان يكون قد خان الوطن بالتسليم ضمنيا بتقسيم اليمن -على افتراض انه وقع اتفاقا سياسيا يضمن الاقرار بالأمر الواقع كما يخطط له الانجليز .
ليس هذا وحسب بل سيجد نفسه اي مكون الانصار وجها لوجه مع الجيش الذي تقوم الامارات بدعم انجليزي بتجميعه وتدريبه بقيادة طارق محمد عبد الله صالح والمكلف بقتال انصار الله مع بقية حلفاء الامارات انطلاقا من الجنوب والشمال معا وخلافا لوضعه اليوم كجزء من جيوش المرتزقة وهو ما يضعف شرعيته الشعبية سيكون له -ان توقفت الحرب السعودية- مبررات منطقية لأسقاط الانصار في حروب دائمة ومتواصلة وكل يوم يفتح جبهة وهكذا.

(٧)

الخطير بالنسبة للأنصار ليس قتال جيش طارق الان بل حين يتوقف قصف السعودية كما تسعى اليه بريطانيا فحينها سيظهر ان العدوان الاجنبي قد توقف وبالتالي يتساوى الطرفين في الموقف من السعودية ويفقد الانصار قوة تفوقهم المعنوي والوطني كمدافع وحيد عن اليمن امام الغزو الاجنبي مقابل منح جيش طارق نقاط تفوق اضافية ومن ناحيتين .

الاولى ان الدعم سيستمر له ولمقاتليه من قبل السعودية والامارات معا وبدوافع واغراض متعارضة او هكذا يفترضون مقابل استمرار حصار الانصار من اي قطعة سلاح اضافية واستمرار محاربتهم اعلاميا وسياسيا من قبل السعودية .

الثانية هي ان طارق سيقاتل وحلفائه الحراكيين باسم الجيش والمقاومة تحت عنوان محاربة جماعة دينية وسلالية تدعي الحق الالهي لحكم اليمنيين ضدا لحقوق المواطنة وسيبدو القتال من الجنوب الى الشمال اكثر وحدوية من القتال عن مناطق بعينها كما هو حال قتال الانصار الان.

(٨)

كل ما اشرنا اليه سابقا هو ما يفسر لنا حرص بريطانيا وامريكا على وقف القصف السعودي الاماراتي باسم وقف الحرب وفي هذه الفترة بالذات وليس قبل عام او عامين من بدء العدوان من ناحية ويكشف غباء الاطراف المحلية اليمنية وتامرها او سذاجتها في ذهابها الى الحرب اولا والى المفاوضات حين يريد العدو ثانيا وكلاهما “حرب ومفاوضات” بلا هدف وبلا وعي وبلا هدى بل وحتى بلا شعور بالنهايات المخزية.

(٩)

اما السعودية فقد فشلت في عدوانها على اليمن والقانون الاستعماري لا يحمي المغفلين وقد وحان ان تنعكس تداعيات حربها الفاشلة ولكن الاجرامية عليها سلبيا بل كارثيا ولكن بفعل غبائها لا بفعل وعي اليمنيين او دهاء الانجليز
 
* تغريدة

يبقى ان نطرح سؤال بديهي وهو هل يدرك اليمنيون والاطراف المتقاتلة في اليمن المخطط الجهنمي على اليمن وعلى انفسهم؟ واذا ادركوا هل يتوحدون ضد المخطط ام يستمرون في تنفيذه حرفيا بلا وعي او بالاصح بوعي الخونة والمرتزقة عبر التاريخ.

زر الذهاب إلى الأعلى