العرض في الرئيسةفضاء حر

لا تزال حروب عبثية وداخلية ولا افق فيها للوحدة والاستقلال

يمنات

محمد المقالح

(1)

عدم توجيه الثقل الاكبر في العمليات العسكرية في الحرب باتجاه السعودية والامارات يجعل الحرب من الجانب اليمني حرب ابدية وعبثية.

-ابدية لأنها ستستمر بتمويل سعودي اماراتي دون ان يتضرر جيش الغزو الاجنبي وكلما قتل الوطنيون الاف المرتزقة اتى الممول الغازي باخرين وكل ما نضب السلاح والمال عوضهما فورا وبدون توقف وهكذا.

– وهي عبثية لأنها تتحول شيئا فشئا الى حرب اهلية وداخلية هدفها قتل وتنكيل اليمنيين بعضهم بعضا لا لقتل او قتال جيوش الغزو الاجنبي .

وان حدث فبدون ضرر كبير يصيبها ويجبر قادتها على التخلي عن اهدافهم من العدوان على اليمن
وفي كلا الحالين لا يفضي هذا النوع من الاقتتال الى تحرير البلاد من الغزو الاجنبي ولا الى توحيد ترابها الوطني وقد يودي الى تقسيمها و زيادة الجروح والشروخ الغائرة في الجسد الوطني لليمنيين خلافا لحروب التحرير الوطني ضد الغزو الاجنبي التي تودي في العادة الى توحيد المزاج والهوية اليمنية أيا كان عدد المتعاونين مع الغزاة وكان هذا واضحا في العام والنصف الاول من العدوان السعودي على اليمن في اقل تقدير.

(2)

العكس تماما في حالة تحويل الثقل الاكبر والاهم من العمليات العسكرية اليمنية في باتجاه جيشي الغزو السعودي والاماراتي وقواعدهما ومعسكراتهما وبما يودي الى كسر وهزيمة او على الاقل اجبارها على مراجعة اهدافها وقبول الشروط التي يفرضها المدافعون عن الوطن اذ انه وفي هذه الحالة كلما تضررت جيوش الغزاة وسقط المئات والالاف من جنوديها وتم السيطرة على ثكناتها واراضيها او معسكرات تحشيدها في اليمن كل ما سارعوا حتما للخروج من اليمن.

وكلما تقدم المقاتل اليمني في الحاق اكبر ضرر في جيوش الغزاة لا مرتزقتها كلما كانت شروط اليمن في السلام ضامنة للوحدة والاستقلال وعدم التدخل في شئون اليمن وايقاف دعم المرتزقة والارهابيين وكل من يقاتل بدعم العدو الغازي.

(3)

ما يؤسف له انه و بغير الاستراتيجية السابقة في حرب التحرير الوطني ستكون الحرب على اليمن بل هي كذلك اليوم عبارة عن حروب مناطقية وعرقية ومذهبية على مستوى اليمن كله وطالما والعدو لاتتضرر جيوشه بالحرب بصورة مؤثرة على تواجدها في اليمن فسيكون من الطبيعي ان يفتح العدو فيها كل يوم جبهة داخلية جديدة لجيوش مرتزقته وفي اليوم اكثر من جبهة في اكثر من محافظة وسيعيش الانصار ومن يقف معهم كل وجودهم حروب وكل مرة يخسرون جبهة او محافظة حتى اسقاطهم وحتى لو توقف القصف السعودي بالطيران فان النتيجة واحدة بل اخطر لان الحرب ستكون داخلية بحتة ولكن بتمويل واشراف العدو نفسه ودون ان يخسر شيئا.

(4)

المعادلة بسيطة وهي اذا اخرجت الغازي الاجنبي من الاستهداف المباشر والمتواصل والكثيف في حربك ولم تلزمه بالقوة وبمواصلة كسره في الميدان على التوقف عن دعم الارهاب والارتزاق الداخلي وعدم التدخل يكون حينها من الطبيعي ان تفقد تماما البعد او الغطاء الوطني الاجماعي للحرب وتتحول حروبك وبصورة تلقائية في نظر غالبية اليمنيين الى حروب اخضاع عرقي ومناطقي طويلة لاحروب تحريراو توحيد وفي مثل هذه الحالة تكون خسارة الحرب موكدة لانك اصلا لا تتفوق مع العدو لا بسلاحك ولا بامكاناتك العسكرية والمادية ولا بجيوشك وحلفائك فهو متفوق بفارق (100الى 1) على الاقل ولكنك تتفوقك عليه وعلى مرتزقته وحلفائه بقضيتك وبدفاعك عن الوطن وسيادته واستقلاله نيابة عن كل اليمنيين وهي وحدة بقليل من الارادة والشجاعة كاافية للانتصار على الغزاة وحلفائهم اما اذا خسرت هذا الغطاء تكون قد خسرت الحرب كلها حتما وهو ما يخلق في صفوفك وصفوف الطرف الداخلي المقابل امراء حروب واصحاب مصالح مصلحتهم الاولى في ان تواصل الحرب ضدك في كل قرية ومدينة ولن تكون لمصلحتك طبعا ولا لمصلحة اليمن.

(5)

بهذا المعني فان الحرب في اليمن في ظل الاستراتيجية التي يستخدمها الانصار في الدفاع عن كل جبهة يفتحها العدو في شمال اليمن وليس توجيه ضربات وهجمات واسعة في السعودية ومعسكرات الامارات في البحر والجنوب عموما هو العامل الاهم في اطالة الحرب وفي رفع كلفتها بسبب ان العدو لم يتضرر بعد من ناحية ولا تزال انت تغريه بتحقيق اهدافه بهزيمتك وبانشغالك الحصري في الدفاع عن الجبهات الداخلية مع المرتزقة من ناحية اخرى كونه غير مهتم كم يقتل من صفوفك او من صفوف المرتزقة وهو العامل نفسه الذي سيحول العدوان الاجني الى حروب اهلية وداخلية اخضاعية طويلة لا افق لها في الوحدة اوفي الاستقلال او في التعويض او حتى بإمكانية توقفها بعد خسارتك لها.

(6)

واذا استمرت الحرب كما هي عليه الان وفقا لتكتيكها الغبي المعروف اي الدفاع عن جبهات الشمال امام هجمات المرتزقة دون مرافقة ذلك بهجمات – لا مناوشات- واسعة وموجعة باتجاه جيوش الغزاة السعوديين والاماراتيين وغيرهم من الاجانب فستودي الى نتئاج ثلاث تبدو حتمية :
-الاولى هي اخراج الانصار عسكريا من كل محافظات الشمال بعد الجنوب وسيتعاون عليهم – رغما عن بسالتهم وتضحياتهم الهائلة- كل من الوقت والحصار وتناقص الامكانات من ناحية مقابل امكانات العدو الهائلة وتزايد التململ الشعبي وانكشاف ضعف البعد الوطني في الحرب من ناحية اخرى والاخيرين هما الاهم .

– الثانية هي تقسيم واحتلال اليمن وادامة الحروب عبر المناطق وامراء الحرب ولكل كنتون حربها الداخلية الخاصة وحربها مع جاراتها من الكنتونات الشبيهة .

-الثالثة استمرار وشرعنة احتلال السواحل والممرات والجزراليمنية ووضعها تحت الوصاية الاجنبية عبر “شرعية” كيان ما سيتم انشائه او بموافقة الاطراف جميعها “المرتزق منها والخائن والقديم منها والمستجد “.

(7)

يبقى ان نقول غيروا استراتيجية الحرب وتوقفوا عن العبث بأنفسكم وبلدكم وحولوا كل بسالتكم وتضحياتكم وتضحيات شعبكم الهائلة في وجه العدو السعودي الإماراتي وجيوشهما الغازية وسيكون ذلك لصالحكم ولصالح اليمن والمنطقة عموما .

وبهذه الاستراتيجية المفترضة تسهمون حتما في توقف العدوان واحلال السلام اكثر بكثير من مراهنتكم على وقف الحرب عبر مناشداتكم وتوسلاتكم للعدو لوقفها او تقديم التنازلات لارضائه واعتقادكم الواهم انكم قادرين بدون قصف الطيران على حسم كل جبهات الحرب بعد خروج السعودية فكل هذا ثبت انه يغري العدو بمواصلة سحكقم لا اقناعة بوقف الحرب ضدكم وضد اليمن .

اوهام كبيرة ثبت عدم جدواها طوال ثلاث سنوات من الحرب بقدر ما يثبت اليوم خطرها عليكم و على وحدة واستقرار واستقلال اليمن.

(8)

في الختام تذكروا دائما انه وفي الحروب بين الدول لا وجود لما تراهنوا عليه لوقف الحرب اي التوسل والمناشدة والتنازلات ومحاولة الاقناع بعدم جدوى الحرب ولا يمكن لطرف ان يوقف عدوانه وانت لازلت قويا او لا يزال يعتقد ان بإمكانه الانتصار الساحق عليك
فاما هزيمة ماحقة وإما نصر مبين و‘ما توازن قوى بين الطرفين فوفروا لأنفسكم احدهما والمؤسف ان ما انتم ذاهبين اليه حتى الان ليس خيار النصر المبين او توازن القوى بين الطرفين بل هو الخيار الثاني والذي لا نتمناه لا لكم ولا لليمن.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى