العرض في الرئيسةفضاء حر

ماذا لو أعترف العميد “طارق” بالشرعية..؟

يمنات

صلاح السقلدي

أثار موضوع العميد طارق صالح الذي يقال بأنه يتواجدا في عدنٍ جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية بعدن وبالجنوب عموماً وباليمن أشمل, ما بين أصوات مقللة من أثر وجوده بعدن – إن صح الخبر أصلاً, وأخرى مشككة بوجوده من أساسه, وأصوات مستهجنة وجوده ومستهجنة دعم الامارات له, وهذه الأصوات الأخيرة بعضها جنوبية وينطلق اعتراضها من قلق مشروع – سبق وأن تناولنا ذلك قبل أيام -, وأخرى وهي الأغلبية أصوات موالية للشرعية – إصلاحية بالذات – وهذه الأخيرة أيضا تستهجن وجوده وتحالفه مع الامارات ليس لكونه رمز من رموز حكم صالح, ولا لكون الإمارات داعمة له, فالأغلبية الساحقة من رموز الشرعية هي أصلا أتت من جلباب نظام صالح, بل ومعظمها إن لم نقل جميعها ظلت لسنوات تمارس أبشع صنوف الفساد والاستبداد والنفاق والتملق لرأس النظام منذ عام 1979م , وكثير منها وهي اليوم ترفض أي عنصر عفاشي بعدن قد ضربت ونهبت عدن, وسامت الجنوب كله سوء العذاب أثناء حرب 94م وما بعدها, بل ينبع اعتراضها على وجوده من عدم اعتراف الرجل “طارق” بها كسلطة شرعية مدعومة خارجيا, وفضلا عن تخوفها من أن يشكّــل طارق شرعية موازية لها خصوصاً وأنه مدعوما من الإمارات وهذه الأخيرة كما نعرف ويعرف حزب الاصلاح لا تكن لهذه الحزب أي مودة بل تناصبه العداء سِرا وجهرا معتبرته فرع الحركة الإخوانية باليمن.

فكلما تطلقه الشرعية اليوم من مفردات تشير لمساوئ وقبح الرجل ستذره الرياح سريعاً مجرد  أن يعترف ويؤدي لها فروض الطاعة, والدليل على ذلك أن رموز نظام صالح وأقارب طارق ذاته من  الذين انضموا أخيرا إلى هذه الشرعية وآخرهم عمه اللواء علي صالح الأحمر “عفاش الحميري”, قائد الحرس الجمهوري السابق, الذي بمجرد أن اعترف بها وأدى طقوس الاعتراف بها في الرياض أمام شاشات التلفزة صار في نظرها من كرام القوم و اتقياهم بعد أن غفرته  له كلما تقدم من ذنوب وجرائم, ظلت ترددها بحقه وبحق شقيقه صالح, أو ما باتت تصفه بالشهيد صالح.

العميد طارق لا شك أنه قد أصبح خصما لدودا لحركة الحوثيين بعد ما جرى من أحداث دامية مؤخرا, ومنطقياً سيسعى لمحاربة هذه الحركة ليس من أجل بناء دولة مدنية حديثة كما قد يعتقد البعض, فمثل هذه الرموز لا يوجد بقاموسها غير منطق الهيمنة وفلسفة الاستئثار بالحكم والثروة بل سيسعى للانتقام من حركة الحوثيين للثأر بمقتل عمه “صالح” والانتقام لتشتيت شمل حزبه واسرته والبحث له ولما تبقى من أشلاء نظام عمه الراحل  من موقع في أية تسوية مقبلة. وبالتالي يكون منطقياً ان تسعى كل القوى التي تحارب الحوثيين الى التحالف معه  ولو من منطق: “عدو عدوي صديقي”, ولكن هذا ليس في وارد الشرعية اليوم ولا تقبله البتة, لسببين: الأول ما تقدم الاشارة اليه وهو أنه لم يعترف بها حتى اللحظة, والثاني أن هذه السلطة المسماة بالشرعية وبرغم تعثرها وفشلها العسكري حتى الآن فهي تمارس الصفاقة والبجاحة بأوضح صورها, فهي بدلاً من أن تستميل كل معارض للحوثي للاصطفاف بخندقها بصرف النظر عن توجهاتهم وقناعتهم إلا أنها تعمل العكس تماما, فهي تشترط على كل من يحارب الحوثيين أن يكون منضويا تحت رايتها ويقبل غصبا عنه بمشروعها السياسي وبطريقة ادارتها للحكم في هذه الفترة ومستقبلا وذلك لحسابات سياسية مستقبلية تتكشف بهكذا تعاطي. فهي ترى أنها دون سواها الوريث الشرعي للحوثيين بعد الحرب كحزب إصلاحي بمعية تلك الفئة النفعية التي تحيط بالرئيس هادي والتي معظمها من الرموز الجنوبية, وهذه الفئة لا يلقي حزب الاصلاح لها بالاً, ولا يأبه لغضبها لمعرفته أن مبلغ ما تريده هو حفنة من مال ومنصب هلامي..!

    للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى