العرض في الرئيسةفضاء حر

يتسابقون ليكونوا وكلاء حصريين للخارج الاقليمي والدولي

يمنات

د. فؤاد الصلاحي

الدولة بشكلها المؤسسي واطرها الدستورية والقانونية افضل تفكير انساني وتعبير مدني في تطور حياة الانسان والمجتمع وارقى مرحلة في هذا التطور لانه تعبير عن خروج الانسان من بداوته وتخلفه وارتقائه فكرا وثقافة وتنظيما ..

الا ان في بلادنا العربية عامة وبلاد الربيع خصوصا واليمن اكثر خصوصية .. فهي بلاد عرفت الدولة قبل جيرانها بخمسة الف عام ومع ذلك حظها العاثر وضع في قياداتها نفر من فقراء المعرفة والسياسية ، دمروا ما كان قد تشكل من مؤسسات للدولة ومختلف مظاهرها ، وراهنوا على ان يكونوا وكلاء للخارج ، بدلا عن قيادات قي الداخل ..

واليوم يتسابق الكثير ممن يعتبرون انفسهم قيادات حزبية وعسكرية ومليشاوية ومذهبية ليكونوا وكلاء حصريين دون غيرهم للخارج الاقليمي والدولي ..وهم يعلمون مسبقا ان الخارج لايحترمهم ولايقدرهم الا كأزلام تابعين .. كانت هناك فرصة كبيرة لاعادة بناء الدولة وتبوء الجميع مواقع قيادية في دولة مساحتها نصف مليون كم ويستطيعون بقليل من الذكان ان يجعلوا منها اغني ممن يستأجرهم حاليا ..لكنها العقلية البليدة عندما تتراكم صفاتها من البداواة والاصولية والانتهازية تؤدي الى عقلية تدمير ذاتي للفرد ومجتمعه .. ..

كل افراد النخبة قبليا وعسكريا وحكوميا وشبابيا تراهم في دول الجوار لايمسكون حتى عصى بايديهم ولايجرؤون مخالف اشارة المرور وهم في اليمن مدججون بالاسلحة من كل نوع خلفوا كل القوانين بل وخرجوا عن التقاليد والقيم ..الخارج منحهم فتات الريالات فدمروا بلادهم ولعنوا كل النعمة التي في هذا البلد …

خرج الشعب بثورة فانحرفوا بمسارها وسرقوها ثم تحولت البلاد الى مستنقع يتأفف الخارج من الدخول اليه ويسخر ايضا من وكلائه الذين باعوا بلادهم تحت وهم انهم ابطال وقادة ومشائخ ..

مرة اخرى لاكرامة لليمن ولااحترام لليمنيين في عموم العالم الا في اطار دولة موحدة ونظام سياسي ديمقراطي وتنمية ودون ذلك هم مجرد كائنات خارج التاريخ ؟

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى