فضاء حر

ازمة اقتصادية عالمية مزلزلة ..!

يمنات

عبد الوهاب قطران

منذ العام 1825م والرأسمالية تمر بأزمات اقتصادية دورية ، مجموع العالم الصناعي والتجاري ، مجموع الانتاج والمبادلة بين سائر الشعوب المتحضرة وأتباعهم الاكثر أوالأقل همجية، تتعرض للاضطراب والتفكك مرة كل عشر سنوات ، وذلك منذ عام 1825م، واخر ازمة اقتصادية ومالية عالمية حدثت عام 2008م.

هذا العام ستحدث ازمة عامة عالمية، إن التجارة ستتجمد والأسواق ستتخم، والمنتجات ستتكدس، وستكون موفورة بقدر ماهي كاسدة ، والنقد سيختفي ، والائتمان سينعدم ، والمعامل والمصانع والبنوك والمصارف ستغلق ابوابها، وجماهير العمال والفلاحين الفقراء ستعوزهم وسائط المعيشة لانهم انتجوا مقادير كبيرة جدا من وسائط المعيشة ، والأفلاس سيأتي في أعقاب الافلاس ، والحجز في اعقاب الحجز ،وسيستمر الركود عدة سنوات ، والقوى الانتاجية والمنتجات تبذر او تتلف كما هي ، وسينتهى التناقض بين الانتاج الاجتماعي والأستملاك الرأسمالي الى انفجار عنيف مدوي.

سيحدث الانهيار العظيم ، سيتوقف تداول البضائع عندئذ، ويصبح المال-وهو واسطة التداول -عقبة في سبيل التداول .وتنقلب سائر قوانين انتاج البضائع وتداولها رأسا على عقب ، إن التصادم الاقتصادي قد بلغ اوجه .ان أسلوب الانتاج يتمرد على أسلوب المبادلة “التوزيع”والقوى الانتاجية تتمرد على أسلوب الانتاج الذي تجاوزته..

الانسانية والبشرية ستواجه اهم تحدي منذ فجر التاريخ، فهي مقدمة على كوارث ومجاعات وحروب عالمية مدمرة تفني البشر والشجر ، مالم تشتعل شرارة الثورة العالمية الاجتماعية ، في كل دول العالم ، اللذي صار 99% من جمهرة سكانه بروليتاريين معدمين طحنهم البؤس والعوز ، و1% حفنة ضئيلة من سكان العالم تتركز في اياديهم الثروات والاحتكارات الرأسمالية الكبرى ، البشرية اليوم امام خيارين ، اما البربرية وحرب عالمية تفني الجنس البشري ، او ثورة عالمية اجتماعية تتجاوز النظام الرأسمالي الامبريالي ، كمرحلة من مراحل التاريخ البشري.

الرأسمالية لم تعد صالحة كنظام اجتماعي واقتصادي وسياسي صارت عائق وكابح وقيد امام وسائل الانتاج والتوزيع ،صارت عائق امام القوى الاجتماعية التى بلغت منتهى التطور، وبالتالي يجب الانتقال الى النرحلة الاشتراكية كخيار حتمي ونظام اقتصادي واجتماعي وسياسي ينقذ البشرية من الفناء والكوارث، اشتراكية تحقق المساواة التامة بين البشر ، وتحرر الانسان من استغلال اخيه الانسان، ومن الاستلاب الاقتصادي والسلعي.. البشرية اليوم امام تحدي صعب اما البربرية او الاشتراكية..

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى