العرض في الرئيسةفضاء حر

المسار السياسي الجديد .. مرحلة مابعد صالح !

يمنات

زكي حاشد

بوادر إنبعاث للمسار السياسي في اليمن يتزامن مع تغيرات اممية خارجية وربما تطال ايضاً القرارات الدولية ، وتعديلات داخلية وحكومية في الوجوه والاسماء، في ظل النهج والتركيبه نفسها المهيمنة على المشهد السياسي، الذي يتسم بالفوضى والمجاعة ويتميز ويرتسم حدوده بإستمرار سفك الدم اليمني وشبح الموت جوعاً وسط كومة الكارثه الإنسانية التي تعتبر هي الأسواء والأبشع في التاريخ الإنساني المعاصر..وفي ظل غياب الدولة…

الأولوية في اليمن لاتقتصر فقط على المساعدات الانسانية ،لكنها تحتاج الى وقف الحرب وسفك الدماء وتدمير الوطن ورفع الحصار وإنقاذ الشعب اليمني من شبح الموت جوعاً وإننشاله من الأوبئة والأمراض، وإنعاش ومعالجة الاقتصاد الوطني، ومعالجة جادة وحقيقية للمشكلات الأساسية والأزمات المرتبطة بشكل مباشر بمعيشة وحياة المواطن العادي ، وذلك من خلال سرعة صرف المرتبات لموظفي الدولة المتاخرة لأكثر من عام ، وتوفير فرص العمل ووضع حداً للفساد وحماية العملة من التدهور والإنهيار …

لكن ….!
* المؤشرات كلها تؤكد أن المسار الجديد للمفاوضات السياسية المتوقعة ، لايراد منها غير تثبيت وترسيم حدود التقسيم لليمن “نظام الاقاليم” وفق المشروع المعتمد التي تسعى اليه الدول العضمى ودول الخليج، وتوزيع هذه الأقاليم بين القوى المحلية المتصارعة على السلطة بما يحقق نفوذ الدول الخارجية المؤثرة وتحفظ مصالحها …

* هذا المشروع التقسيمي التي ترعاه بشكل اساسي إمريكا والذي يحقق مصالح وأهداف دول الخليج ومن ورائها من الدول الاستعمارية هو مشروع “الأقاليم” التي رُوج له عبر قوى سياسية محلية فيما عرف بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وأُعتبر هذا المشروع هو مشروع هادئ الذي تعهد وإلتزم بتنفيذة لإمريكا ودول الخليج….

* المرحلة القادمة ضمن هذه التسوية المتوقع لها في المفاوضات الجديدة ستشهد تواجد قوي لروسيا كأحد رعاة العملية السياسية في اليمن وكحليف لقوى الشمال “الحوثيين&المؤتمر” رغم غضب روسيا من الحوثيين في عملية وطريقة إغتيال “صالح” .. إلا إنها لاترى في الحوثيين حليفاً لإيران بقدر ماتراهم كقوى يمكن الإعتماد عليها في حصة أقاليم الشمال ولايمكن تجاوزها ، كما ان روسيا تريد إستمرار التحالف بين الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام لخلق توازن سياسي وقبلي و… وعدم السماح أو انفراد الحوثيين بحكم اقاليم الشمال لوحده ….
ومن المتوقع ان تلعب روسيا دوراً أساسياً في هذه التسوية القادمة لتغييرات أو إلغاء للقرار الأممي “2216”من خلال تواجدها السياسي المؤثر والفاعل في اروقة الامم المتحدة …

* في هذا المسار الجديد سيكون هناك غياب كامل للدولة المركزية الغير موجودة أصلاً الآن ، والتي لن توجد على المدى القريب، ولكن في هذا المسار وهذه التسوية سيتم المحاولة والعمل لخلق توازن بين مشروع الدويلات والكانتونات “الإقليمية” اليمنية ، مع مشروع الدول الخارجية … 

بإختصار هذا المسار السياسي الجديد هو لغرض فرض مشروع التقسيم بــ”نظام الأقاليم” التي رفضته بعض القوى السياسية حينها وبسببه الأساسي الى جانب اسباب أخرى اندلعت هذه الحرب وهذا العدوان ، ولكن بعد إجراء بعض التعديلات التي فرضتها سلطات الأمر الواقع والقانون على الأرض ونفوذ السيطرة المسلحة ….

كما ان الصراع المسلح والمشهد الفوضوي العبثي المرافق له سيستمر حتى تحقيق المصالح لبعض القوى التي لم تتحقق بعد من خلال هذا المسار السياسي الجديد …

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى