العرض في الرئيسةفضاء حر

هدم الدولة الوطنية !

يمنات

د. فؤاد الصلاحي

الامريكان بنوا خمس قواعد عسكرية في سوريا مقابل قاعدتين لروسيا .

حتى لو كانت قواعد مؤقتة فهي مفروضة كأمر واقع دونما موافقة من النظام السوري الذي لايزال قائما … وامريكا تبرر وجودها بمحاربة داعش مع انها من صنع داعش كما صنعت القاعدة ..وللعلم داعش يتحرك بحرية كاملة دون طلقة رصاصة واحدة من الامريكان ..

المسألة هنا لا علاقة لها بداعش بل باهداف اخرى ترتبط بما اشرنا اليه سابقا في اكثر من مقال اي اعتماد هندسة سياسية وجغرافية للشرق الاوسط الجديد مع ما يتضمنه من حماية لاسرائيل ..

فهدم الدولة الوطنية في سوريا وليبيا والعراق واليمن والمحاولات تجاه مصر وتونس وغيرها لاتستهدف الا تحقيق الاجندة الامريكية بفراغ سياسي يتم استثماره باعادة بناء دولة رخوة -هشه- وتمكين جماعات مذهبية من الامساك بالسلطة حتى تستمر الصراعات المحلية ..

هنا تغيب القاعدة الوطنية للدولة كما يغيب الولاء الوطني من النخب السياسية الراهنة ..امريكا لم تساعد في بناء العراق ولادعمت ديمقراطيته الناشئة بل دمرته ونهبت ثرواته وزرعت بل شعللت حروب طائفية تتجدد دوما كما دعمت مشاريع انفصالية (الاكراد في العراق ) و تساعد عبر وكلائها لتقسيم اليمن ..

ولما كانت الاهداف الامريكية معلنة منذ سنوات عدة سابقة الا ان النخب العربية في دول الربيع تهرول نحو امريكا وتجعل منها الراعي الرسمي للحوارات كما الداعم الرئيسي للحروب الاهلية كما الداعم الرئيسي لاعادة الاعمار …روسيا موجودة عبر قواعدها في سوريا من مرحلة الاتحاد السوفييتي وامريكا موجودة في السعودية .

وكان الامل من ثورات الربيع اخراج كل القواعد العسكرية لاتاسيس قواعد جديدة …ويستطيع الطرفان روسيا وامريكا التعجيل بالحل السياسي لكنهم لايرغبون في ذلك .. فتعميم الفوضى واشتعال بؤر النزاع مفيد للشركات الرأسمالية كما هو مفيد لتمييع الحلول النهائية للقضية الفلسطينية كما هو مفيد لغياب دولة وطنية عربية قوية ..

من هنا تعمل امريكا مع حلفاءها من اجل اعداد نخب عربية تساعد بدورها في تعميم الاجندة الامريكية وتطبيقها كاملا دون توغل امريكا عسكريا كما تعمل معاهدها في تدريب نخب شبابية ونسوية لاستكمال الصورة والمشروع الامريكي ..؟

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى