العرض في الرئيسةفضاء حر

غباء الخليجي حين يتفاخر به عند الغرب

يمنات

أيوب الحمادي

عندما كنت طالب قبل ٢٠ سنة اشتغلت مترجم و رافقت كثير من الخليج هنا للعلاج. كنت اشاهد كرمهم مع الخواجات فقط و اقول فقط. الهدايا, التي يجلبوها معهم للالمان تنقسم مابين طقوم ذهب غالية الى كيلو او اثنين كيلو عود صندل فاخر الى جرة من ذهب او خنجر وتحف لا تقدر بثمن.

كيلو العود الصندل الفاخر سعره ٢٠٠٠ دولار وقتها كما فهمت واصلا لا يعرف الالمان, لماذا يستخدم و انه لا يقدر بثمن.

صديق مترجم لي اخذ من طبيب ٤ كيلو صندل كما اورد, لان الطبيب قال له لا يحتاج لذلك و لم يعلم قيمته. اذكر في مرة كنت في مستشفى مع واحد تاجر خليجي, فاذا به يخرج جرة من الذهب تحفة رائعة للطبيب المعالج, و الذي كان بروفيسور.

و نظرت الى الخزانة حق الطبيب في مكتبه فلقيت تحف و هدايا عربية لا تقدر بثمن اغلبها من الذهب او اقلها مطرزة لا ادري. المهم استغرب الطبيب و طلب مني ان اترجم انه يقوم بعمله و هو يستلم قيمة الفاتورة و ليس هناك ضرورة. فما كان من الخليجي الا ان يقول لي قول له نحن عرب كرماء- و انا اقول في نفسي بل عرب اغبياء – و هذا من تقاليدنا.

و اذكر ان هناك حاكم عربي صرف ساعات رولكس للممرضات في مستشفى هنا و هو يتعالج. و طبيب الماني كان معي مشروع معه قبل سنوات قال لي انه كانت هناك حصالة في قسم عمله يجمع الموظفون قيمة القهوة, التي يشربونها و كان في القسم عربي خليجي يتعالج عرف ذلك فحب يشارك في ذلك و طرح لهم اخر يوم ١٠٠ الف مارك اي ٥٠ الف يورو على قولته للقهوة, مما جعل الامر اشكالية لهم .

طبعا تقاليدنا عندما نغالي فيها عند غربي لا يحتاج لذلك و لا ينتظر ذلك لا يفهم منها الا انها مجرد غباء. المهم خرجت مع الخليجي و انا العن الغباء, الذي نعيش فيه لاسيما عندما تشارط معي على الترجمة فقد علني بالمفاصلة لدرجة لم يبقى الا ان اذهب معه دون مقابل, و هو يعلم انني طالب اشتغل لكي استمر.

تركته بعد ان اختلفت معه على قلة الذوق لاسيما بعد ان قال – اليمني اذا حلى صار زي السم السقطري – أي له اليمني اذا كان رائع و طيب يشبه سم من سقطرى و هو اقوى سم. و بصراحة من يومها لم ارافق اي خليجي للطبيب او اشتغل مترجم معهم او مع غيرهم و كان اخر عهد لي و انا طالب في الترجمة.

الانفاق خارج المعقول و المسموح و في غير محله و المغالاة ليس كرم, و لم اقصد هنا ان اشجع البخل او اقف ضد الكرم كصفة طيبة بحدود المعقول و اقول بحدود المعقول دون تكلف و لكن قصدي هو ادارة الممكن بما تحت ايدينا.

المصدر: حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى