العرض في الرئيسةفضاء حر

الجنوب المتداعي قبل ان يولد ..

يمنات

وضاح اليمن الحريري

لأسباب غير سياسية يبدو ان الفكرة عن الجنوب والجنوبيين ستضمحل بعد فشل وخيبات عديدة يكابر البعض في نكرانها فالصورة الذهنية النموذجية التي تم تكريسها خلال سنوات مضت عن الشخصية الجنوبية المثالية من بين كل البشر التي يتميز بها الجنوبيون عن غيرهم، ظهر في الواقع وعلى مدى التجربة التي مرت إنها ليست كذلك بل وجد الجنوبيون انفسهم بوعي او بغير وعي يعيشون حياتهم مثل غيرهم من البشر فهم وفي البدء ينتهكون القانون والنظام ويخالفونه ويكرسون اعتداءاتهم على الملكية العامة والخاصة ويكذبون ويرتشون ويسرقون ويبتزون الاضعف ويساومون و…و..إلخ

وليس بالضرورة اني اعني كل الجنوبيين وإنما من رحم ربي منهم جعل مصائبه خفيفة على غيره.. فالإدعاء وحده ليس يكفي كي نثبت ان الجنوبيين غير ما يقال عنهم، المهم في الموضوع ان المزايدة لا يوجد لها داعي ولا مبرر..

وكثير من الأخطاء والأخطاء المضاعفة ترتكب تحت يافطة الجنوبي والجنوب.. وكما ان السلوك يدل على معدن صاحبه فإن الجغرافية بالتأكيد تحمل تبعات ذلك السلوك بل وتعكسه في وجوه اصحابها فالجغرافية الجنوبية من اليمن أي الأرض التي يفترض ان هناك دولة قادمة ستقام عليها حرة ومستقلة، تتمحور تلك الجغرافية كل يوم حول ذواتها المتجزأة في صورة تشرخات ناتجة عن الضغوط الإجتماعية والإقتصادية التي يعيشها بشر الجنوب بسبب السلوكيات التي ذكرت جزءا نزيرا منها، جغرافية تسيح لتملا اوعيتها المحدودة فقط بمسمى من اين انت اقول لك ماذا ستكون في مواقع المقايضة في الدولة الجنوبية القادمة..

إن احدا ما يجني علينا في هذه اللحظات وهو الذي يتربص بنا فوالله إنها خرافة ادمن البعض على تسويقها ليتنصل من مسئوليات مواجهة ان الجنوبيين والجنوب ليسوا سوى جزءا من هذا العالم الواحد ولا يتميزون عن غيرهم بشئ لا هم ولا اراضيهم ولا دولتهم القادمة وإنما قد يكونون اشد خطرا حتى على انفسهم قبل الآخرين..

لذلك لا يمكن للجنوب ان يتحول إلى عرقية جغرافية بتاتا ما دام الممارسات والسلوكيات لاتقدم له اي امتياز معنوي او مادي يجعله ينتصر ولكن قد تكون الصدفة ربما.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى