العرض في الرئيسةفضاء حر

بناء الدولة (3)

يمنات

محمد البخيتي

عملية بناء الدولة عملية بسيطة وممكنة إذا ما توفرت الإرادة القوية.

لـ”أنصار الله” تجربة سابقة في القضاء على الفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة في المناطق التي كانت تحت سيطرتهم بعد ثورة 2011 وذلك عبر تفعيلهم لدور الرقابة الشعبية على مؤسسات الدولة التي منعت الرشوة ومنعت عرقلة المعاملات ومنعت الظلم وضبطت الإيرادات والصرفيات. ونتيجة لذلك ساد الأمن والعدل وتكدست الأموال في فرع البنك المركزي بصعدة ما ساهم في إنقاذ أزمة سيولة البنك المركزي في صنعاء في عهد هادي, وهذا الأمر يعرفه السياسيين ومسئولي الدولة.

اليوم فشلنا في تحقيق نفس الهدف ونحن على رأس السلطة, لماذا..؟ لأن من مارسوا السلطة من أنصار الله تلوثوا بالفساد المالي والإداري ومن لم يمارسوا السلطة اعتقدوا خطأ أن نقد فساد المحسوبين علينا لم يعد في إطار مسئوليتنا وأن من واجبنا الدفاع عنهم وتبرير أخطائهم.

صحيح أن الفساد المالي قليل في أوساط أنصار الله ولكن الفساد الإداري مستشري لدرجة كبيرة في أوساطهم. و للعلم إن الفساد الإداري اخطر من الفساد المالي واحد أهم مظاهره التعيينات الخاطئة والتي تنتهي بالتسلط و التعطيل و الفشل والفساد المالي أيضا. و هذا يشبه قصة الرجل الذي خير في ارتكاب جريمة من بين ثلاث جرائم فأختار شرب الخمر باعتبارها اخف الجرائم ولكنه عندما سكر وفقد عقله ارتكب بقية الجرائم.

تصحيح الخلل المتراكم أمر بسيط جدا إذا ما توفرت الإرادة المطلوبة من الجميع سواء كانوا في السلطة أو خارجها. والمسئول الأول عن إصلاح الخلل هو الرئيس صالح الصماد, وكل ما عليه فعله هو أن يتسلح بالإرادة والعزيمة الكافية لإزاحة كبار الفاسدين ويستبدلهم بالصالحين ويبدأ بالمحسوبين على أنصار الله, فإن فعلها وقفنا إلى جانبه وان لم يفعلها طالبنا بتغييره. ومن الخطأ أن نمني أنفسنا مرة أخرى بإصلاح الخلل دون أن نعمل لتحقيق ذلك.

قال تعالى: (لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا) 123 النساء.

للمزيد

بناء الدولة (1)

بناء الدولة (2)

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى