فضاء حر

المجلس الانتقالي الجنوبي .. البديل أم الإستبدال؟!!

يمنات

وضاح  اليمن الحريري

يقدم المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم ومنذ تأسيسه باعتباره الإطار الجامع لكل الجنوبيين كانوا معه أو ضده معتبرا نفسه الشرعية البديلة عن شرعية الدولة المعروفة والمعرفة لدى العالم بالجمهورية اليمنية كي يغطي جزءا من نطاقها الجغرافي فقط غير عابئ بقصد او بدون قصد بما سيكون عليه الحال في بقية جغرافيتها وكأنه ضمنيا يقر لها اي الشرعية بحكم ما تبقى من جغرافية الجمهورية اليمنية.

وهنا تبرز بعض المتناقضات بين ما يهدف إليه المجلس الإنتقالي وبين ما يقوم به فهو على سبيل المثال يعول على تحالفه مع دول التحالف العربي لإعادة الشرعية ومساندتها في اليمن ضد القوى الانقلابية وايران وفي ذات اللحظة يطالب بهدم تلك الشرعية في الدولة اليمنية معلنا بصراحة عن دعوته لتحرير واستقلال الجنوب على انها مسالة هوية ووطن ووشعب ليظهر التناقض الآخر وهو أن تلك الحرية يجب ان توهب او تمنح للجنوب الذي هو اي المجلس يمثل شرعيته بعيدا عن مخرجات الحوار الوطني التي هي اشبه بالضحك على الذقون او الكذبة، بينما يتحالف المجلس مع دول التحالف لمواجهة المد الإيراني معترفا بدور ولد الشيخ الذي بدوره يقر ويصر ان المرجعيات الثلاث وإحداها مخرجات الحوار الوطني هي من ستقرر مصير الحرب وأطرافها اي ان المجلس الانتقالي يحارب ويقاتل في ظل تلك المرجعيات التي يرفضها في الوقت نفسه.

أما التناقض الثالث والأبرز ولكنه ليس الأخير فهو في ميكانيزم عمل المجلس فحين يتولد لدى الناس أن هناك شرعية بديلة عن شرعية الدولة فإنهم في هذه الحالة يعيشون دورا مزدوجا، خطورة الدور المزدوج هذا بين الشرعيتين يجعل الناس تفقد الثقة في كل منهما فحين يقدم المجلس نفسه بهذه الصورة يسقط فريسة تناقضها في حقيقة كونه لا يستطيع ان يفرض شيئا على الشرعية القائمة إلا إذا أصطدم معها وفي حالة صدامه معها واسقاطه لها فهو يقول لدول التحالف أذهبوا لمحاربة إيران لوحدكم لأننا نسقط حلفاؤكم هنا في الجنوب الحر..

على هذه الحالة من المتناقضات التي يعيشها المجلس الإنتقالي يبدو لنا وكانه نمر من ورق وبلا مخالب او انياب..وكل مافي الأمر هو ان المجلس الانتقالي يستطيع تخطي كل تلك التناقضات والأعباء باعلان تحوله الى قوة سياسية تحمل مشروع الاستقلال بعيد المدى ولكنها تعمل في ظل القوانين والأنظمة السائدة حتى تنجح في تغييرها واسقاطها من الداخل اولا..اما بفرض الوصاية على قرار الجنوبيين وتعطيل قدراتهم النضالية بكل مشاربهم وتوجهاتهم من اجل لحظة لن تأتي الا برغبة دول التحالف فهذه مسألة محل تساؤل.

من حائظ الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى