العرض في الرئيسةفضاء حر

لا امل لشعب ضمن اقبية عصبوية تنتمي لمرحلة ماقبل الدولة

يمنات

د. فؤاد الصلاحي

يتحدث الجميع من اطراف الصراع عن بناء الدولة وجميعهم ساهمو بقصد وبشكل مباشر بهدم ماكان قد تشكل منها وما تأسس من مظاهرها وقواعدها ومؤسساتها ..

عملوا ذلك وهم اعوان للزعيم الذي منح من يعمل تحت امرته وتحالفاته حصصا من السلطة والثروة نشأ عنها مراكز قوى عملت بدأب نحو افراغ مؤسسة الدولة من مضامينها وتعطيل الياتها القانونية لصالح تلك المراكز التي انكشف الغطاء عنها مع دخول الحوثيين صنعاء حيث ظهرت انها مراكز منفوخة على الفاضي بليدة في الفهم والوعي لاتتحرك الا في مغانم دونما وعي بالوطن او الشعب اوالدولة ..

وجميعهم اطلقوا الصرخة عاليا مطالبين نجدتهم من الدولة بدءا من دماج واغلاق المركز الديني ثم في ارحب ثم مع تفجير بيوت المشائخ ..

سمعنا وقرأنا كلامها وخطاباتهم مطالبين الدولة بالتدخل وحمايتهم وهم ممن دمر مؤسساتها وعطل مفاعيلها ..ثم هربوا جميعا تاركين الساحة للاعب جديد نشأ قريبا منهم واستفاد من الاعيبهم واخطائهم حتى اللاعب الاخير الذي قامر كثيرا بشراء الولاءات لم يجد في الساعة الاخيرة من ينقذه او يقف معه بعد ان باع اعوانه مواقفهم وولائهم نحو لاعب جديد …

ومع كل ما مر به الوطن من فوضى وعبث سياسي ومعاناة الشعب يصرخ الجميع مطالبين بالدولة ..نعم ..انها الدولة التي كتبنا عنها دراسات وابحاث وكتب وتحدثنا جهارا نهار في مئات المحاضرات عن اهميتها وضرورتها واعتبارها الحامل الرئيسي لوحدة البلاد وكرامة الشعب ، والرافعة التنظيمية والبنيوية للشعب والمجتمع نحو التنمية والحضارة والديمقراطية ..

فلا امل للشعب ضمن اقبية عصبوية تنتمي لمرحلة ماقبل الدولة ..فهذه الاخيرة – الدولة – اهم تجليات الحداثة السياسية التي اطلت على بلادنا مع منتصف القرن العشرين وفق نظام جمهوري يعزز من حضور الشعب والمواطنة وحقوق الانسان .. كان المسار بطيئ لكنه كان حاضرا في وعي وثقافة الغالبية من الشعب ..الدولة باعتبارها كيان سياسي قانوني يمثل المجتمع ويعبر عنه وفق مؤسسات ونظم لامجال معها للتمايز العصبوي ولا للغنيمة بل دولة كل الشعب ..

وعلى العكس من ذلك عملت النخب الحاكمة واعوانها في العشرين السنة الاخيرة على تفكيك مؤسسة الدولة واقناع المحيط القبلي باهمية ومحورية مشائخ وقادة باعتبارهم واسطة للقبيلة مع الدولة وهم بذلك سلبوا المواطنين في الشمال من العلاقة المباشرة مع الدولة وشكلوا وعيا زائفا لديهم بالصراع السياسي حيث جرى تضخيم القبيلة والمذهبية حتى جاء اليوم الذي ندموا عليه بعد ان تم هرب غالبية تلك القيادات من صنعاء وتصفية زعيمهم …

اليوم كل الشعب يدرك اهمية الحاجة الى الدولة ذاتيا وموضوعيا عدا قلة ممن لديهم وعي زائف ولازالوا يراهنوا على محاصصة طائفية لن تفيدهم كثيرا سوى بعض الوقت ، وهم يدركون ذلك من تجارب دول اخرى بالمنطقة ..

الغريب ان كل القبائل والعسكر ومشائخهم (قبليا ودعويا) يشيدون بالدولة في دول الجوار ولايريدون بنائها في بلادهم مع انهم اس البلاء والفساد ومعول هدم للدولة في سنوات سابقة حتى اليوم ..

الدولة الوطنية الحديثة في بلادنا اضحت فريضة غائبة لابد من النضال لاستعادتها واعادة بناء أسسها ومقوماتها ليخرج المجتمع من نفق الازمات والفوضى والعبث السياسي ..ولكن .هذه الدولة تتطلب نضال شعبي وارادة وطنية عالية لدى النخب الحزبية والعسكرية والسياسية والتجارية وجميع هؤلاء مشكوك بولائهم وبغياب نزعتهم الوطنية وهو محل اجماع شعبي(نحن في بلاد نعلي من قيمة الاجماع الشعبي والفقهي ) ..

فهل استوعب الجميع هذا الدرس وعادوا الى جادة الصواب بالتوافق نحو اعادة بناء الدولة الوطنية وهي دولة مؤسسية قانونية ومدنية بمظاهرها ونظامها وخطابها .؟!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى