العرض في الرئيسةفضاء حر

الفرق بين التضامن بدوافع إنسانية والتضامن بدوافع سياسية وأيديولوجية !

يمنات

محمد عايش

لفتتني فيما حدث أمس بشأن التصويت الأممي ضداً على قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل؛ مفارقة غريبة: 

دولة البوسنة كانت بين الدول التي امتنعت عن التصويت ضد ترامب!

البوسنة التي نشأ جيل كامل من العرب والمسلمين، وهو ينظر إليها كقضية ثانية بعد القضية الفلسطينية بل وأحياناً كقضية أولى!

البوسنة التي صنع منها الإسلام الوهابي قضية مركزية بين قضايا العرب والمسلمين؛ تقف اليوم ضد أقدس قضية لدى العرب والمسلمين!

كم حفظنا من أناشيد، منذ صغرنا، عن البوسنة والهرسك، وكم استمعتا لخطب ومحاضرات، وكم تبرعنا، وكم فرشوا الشيلان وأقاموا الصناديق لجمع التبرعات للبوسنة..

كم حاضرنا الزنداني وصعتر و…و… عن البوسنة وكم أبكونا عليها وكم.. وكم..؟!

والآن ليست البوسنة غير حظيرة أمريكية.

صحيح أن جرائم يندى لها جبين البشرية حدثت في البوسنة على أيدي الصرب، وصحيح أيضاً أن التضامن مع البوسنيين كان مسألة أخلاقية واجبة، لكن الصحيح أيضاً أن هناك فرق بين التضامن بدوافع إنسانية محضة والتضامن بدوافع سياسية وأيديولوجية، أو بمعنى آخر: بدوافع سعودية.

لم يحقق العرب أي مكسب بواسطة المزاودة الدينية التي تقف خلفها السعودية؛ على الإطلاق.

كم أبكونا على أفغانستان وكم جندونا للقتال فيها؟ ثم أين ذهبت أفغانستان؟!

والحال نفسه بشأن الشيشان والبوسنة.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى