عربية ودولية

موقع اماراتي: شفيق سيعود لبيته ولن يترشح لرئاسة مصر

يمنات

قالت مصادر مصرية مقربة من الفريق أحمد شفيق، إنه سيعود لمنزله بمنطقة التجمع الخامس بمحافظة القاهرة خلال الأسبوع المقبل، وأنه حسم قراره النهائي بعدم الترشح لانتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها منتصف العام المقبل، وذلك عقب تعرضه لضغوط وتهديدات ومساومات تشترط عدم ترشحه في الانتخابات المقبلة.

ونوهت المصادر – في تصريحات لـ”عربي 21″- إلى أن “شفيق” قيد ما وصفته بـ “الإقامة الجبرية المخففة” من قبل “جهاز المخابرات الحربية، التي تحتجزه بشكل مؤقت في فندق جيه دبليو ماريوت بالقاهرة الجديدة، منذ 13 يوما حتى الآن، بعدما تم ترحيله قسريا من الإمارات إلى مصر في 2 كانون الأول/ ديسمبر الجاري”.

وأكدت المصادر – التي فضلت عدم الإفصاح عن هويتها – أنه يتم تخفيف الإقامة الجبرية شيئا فشيئا عن “شفيق”، حيث تم السماح لعدد من الشخصيات المقربة منه بمقابلته، ومنهم محاميته الشخصية، دينا عدلي حسين، وعدد من قيادات حزبه، وبعض أفراد عائلته، بالإضافة إلى الناشط السياسي حازم عبدالعيظم، وذلك بعد الوصول لما وصفوه بصيغة تفاهم مع “شفيق”.

وتابعت: “كانت لدى السلطات المصرية رغبة كبيرة في أن يظل شفيق في قبضتهم وتحت أعينهم بشكل تام منذ ترحيله لمصر، إلا أنه لا توجد بالنسبة لهم مشكلة حالية في السماح له بحرية كبيرة في الحركة بعدما سمحوا له بحرية منقوصة في الحركة خلال الأيام القليلة الماضية”.

ولفتت المصادر إلى أن “شفيق” سيعلن قرار انسحابه رسميا من انتخابات الرئاسة في مشهد يتشابه كثيرا مع ما فعله رئيس أركان حرب القوات المسلحة سابقا، سامي عنان، في انتخابات 2014، وذلك في مؤتمر صحفي كبير بمناسبة انعقاد المؤتمر العام لحزبه في 23 كانون الأول/ ديسمبر.

وأشارت إلى أن موقف “شفيق” المرتقب ألمح إليه نائب رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية، اللواء رؤوف السيد، في بيان له، عقب لقائه بـ”شفيق”، يوم الأحد الماضي، حيث قال نصا إن “شفيق سوف يتخذ قراره في هذا الشأن وفقا لما سيجري من مشاورات مع قيادات الحزب وأمناء المحافظات وبعض الشخصيات العامة، وبما يتوافق مع مصالح مصر العليا”، ساخرة بالقول: “ومصالح مصر العليا تقتضي حاليا عدم مشاركة شفيق في الانتخابات”.

وأوضحت المصادر أن “شفيق كان حريصا للغاية على خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، لأنها بالنسبة له آخر فرصة قد تتاح أمامه، ولن تتكرر ثانية، نظرا لكبر سنه (76 عاما)، وما قد تشهده الساحة المصرية من تطورات لن يكون هو رقما فاعلا فيها”.

بدوره، ذكر الناشط السياسي المصري، حازم عبدالعظيم في تصريحات لـ”عربي21″، أنه التقى بـ “شفيق” بصفة شخصية وودية، مساء أمس الأربعاء، بفندق جيه دبليو ماريوت، قائلا: “عقب ما حدث معه حاولت الالتقاء به من باب العلاقات الشخصية التي تجمعنا، وذهبت إلى فندق الماريوت وسألت مسؤولي الاستقبال وأمن الفندق عنه وطلبت مقابلته، إلا أنهم قالوا إنهم لا يعرفون عنه أي شيء، وكانوا خائفين، ونفوا وجوده بالفندق”.

وأضاف: “ثم ذهبت إلى شرطة السياحة وقلت لهم أود رؤية الفريق شفيق لأسلم وأطمئن عليه، فطلبوا مني الانتظار لحين تواصلهم مع أفراد الأمن الخاص بشفيق، والذين يبدو أنهم أخذوا التعليمات من الجهة التي يعملون لديها بالسماح لي بمقابلته، وبعد مرور ربع ساعة تم سحب بطاقتي الشخصية وسمحوا لي بمقابلته التي امتدت لنحو 40 دقيقة وسط حراسة مشدّدة كانت بالقرب منا، وبلغ عدد أفراد الحراسة 5 أشخاص تقريبا”.

وأشار “عبدالعظيم”، الذي شغل سابقا منصب أمين الشباب بالحملة الانتخابية للسيسي، إلى أن “معنويات شفيق كانت مرتفعة وقال إنه متفائل، وكان بصحة جيدة، وكانت أحاديثنا ودية ولم تكن منصبة على الشأن السياسي، وكان كعادته جنتلمان فهو شخصية مهذبة ومحترمة وراقية في التعامل”.

واستطرد قائلا: “تحدثنا معا بشأن ما جرى معه في دولة الإمارات التي أجبرته على تغيير المسار الذي كان ينتوي المضي قدما فيه، حيث أخذته بعيدا عما كان مخطط له، وأبلغته بضرورة تسلميه إلى السلطات المصرية ومنعه من السفر لفرنسا، كي يرفع الحرج عن حكام الإمارات أمام السيسي”.

وأشار إلى أنه “من الصعب للغاية أن يترشح أحمد شفيق لانتخابات الرئاسة المقبلة، خاصة أنه لا يود الدخول في صدام عنيف مع نظام السيسي، وبالتالي أتوقع بشكل شخصي ألا يخوض الانتخابات”، مستدركا: “شفيق لم يحسم موقفه النهائي من الانتخابات حتى الآن بشكل قاطع، بل ترك الأمر مفتوحا بدون محددات معينة، لكني أعتقد وأستشعر أنه غير مستريح لخوض الانتخابات، على الأقل في الوقت الراهن”.

وقال: “تم اعتقال 3 شباب حاولوا تنظيم مظاهرة إلكترونية دعما لشفيق، فما بالك بما سيحدث مع شفيق نفسه حال إصراره على خوض الانتخابات. هذا نظام يتسم بغباء سياسي غير محدود وغير مسبوق، وأغلق تماما جميع أبواب التغيير عبر الانتخابات، ولن يسمح بحدوث تغيير ما حتى لو اضطر لفعل أي شيء أسوأ مما يفعله حاليا”، مؤكدا أن “فرص التغيير حاليا وعلى أرض الواقع تكاد تكون معدومة ما لم تقع أحداث درامية غير متوقعة أو تدخل العناية الإلهية”.

وحول الجهة التي تحتجز “شفيق” بفندق جيه دبليو ماريوت، قال: “ليست لدي معلومات موثقة حول طبيعة هذه الجبهة، إلا أنها في الغالب قد تكون المخابرات الحربية، لأن شفيق شخصية عسكرية، وهناك قانون بمصر يمنع تعامل الجهات المدنية مع أي شخصية عسكرية حالية أو سابقة، وبالتالي فمن يتولى تأمينه أو يتعامل معه حاليا هي المؤسسة العسكرية”.

وبشأن ما طرحه أستاذ العلوم السياسية حازم حسني بأن هناك خلافات بين مؤسسة الرئاسة والمؤسسة العسكرية، قال: “لا أتفق تماما مع هذا الطرح، وإن كنت أتمنى أن يكون ذلك صحيحا، فالسلطة بمصر أصبحت مركزية للغاية، يتحكم فيها بعد السيسي مدير مكتبه والرجل الأقوى عباس كامل وبعض رجال المخابرات الحربية والعامة والرقابة الإدارية، فضلا عن سيطرة بعض رجال الإعلام، فالنظام لا يترك جهة أو أحد بداخله له رأي مخالف، ومن يخالف التعليمات سرعان ما تتم الإطاحة به”.

وأردف: “انتخابات الرئاسة المقبلة ستكون مشهدا كوميديا وعبثيا جدا، فهناك وحش (السيسي) يتحكم في كل شيء وفي يديه السلطة المطلقة، وهناك معارضة ضعيفة لا تزال تعاني من بعض الخلافات، وبالتالي فستكون معدومة الفعالية ولن تشهد أي حراك أو مشاركة واسعة، وسيقاطعها معظم المعارضين والمؤيدين الذين باتت لديهم قناعة تامة بفوز مؤكد للسيسي”، لافتا إلى أن النظام سيواجه مأزقا أمام الغرب بهذا المشهد الانتخابي المرتقب، ولا يعرف حتى الآن كيف سيتعامل معه.

ولفت إلى أنه ليس عضوا بجبهة المعارضة الجديدة التي تم الإعلان عنها رسميا مساء أمس الأربعاء، قائلا: “لا علاقة لي بهذه الجبهة التي أرحب بها وأثمن ما طرحته من حيث المبدأ، إلا أنني لن أشارك في جبهات معارضة من أجل المعارضة فقط. واعتقد أن المعارضة بصورتها الحالية لن تكون قادرة على فرض معادلة التغيير”.

وألمح “عبدالعظيم” إلى ابتعاده عن السياسة خلال الفترة المقبلة، قائلا: “أنا زهقت وقرفت وتعبت من الأوضاع السياسية والمشهد العام الحالي، فقد كان هناك أمل في الانتخابات المقبلة من أجل تغيير مرحلي تكتيكي ينقل الدولة إلى الحكم المدني الذي نحلم به أو تحقيق الحد الأدنى من هذا التغيير على الأقل، إلا أن هذا الأمل تبخر بما جرى مع شفيق، ولم تعد هناك فرص حقيقية للتغيير في المنظور القريب في ظل حالة الانسداد التامة على كافة المستويات”.

واستدرك بقوله: “أما لو ظهرت قنبلة سياسية خلال شهر كانون الثاني/ يناير المقبل وكانت خارج التوقعات والحسابات، وكان هناك مرشح قوي لديه قوة حقيقية للمنافسة الجادة، فبالطبع سيتغير موقفي الحالي، وكذلك موقف الكثيرين، وإن كان ذلك مستبعدا بالورقة والقلم، إلا أن الله قادر على كل شىء”.

وفي سياق متصل، عقد “شفيق” اجتماعا مع قيادات حزبه (الحركة الوطنية المصرية) في مقر إقامته بفندق جيه دبليو ماريوت بالقاهرة، ضم الاجتماع نائب رئيس الحزب اللواء رؤوف السيد علي، والأمين العام أحمد الضبع، ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب محمد بدراوي، والمتحدث الرسمي خالد العوامي، بهدف التباحث حول عدد من الملفات السياسية بما فيها قرار الترشح أو عدم الترشح لانتخابات الرئاسة، وكذلك بحث مستقبل حزب الحركة الوطنية خلال المرحلة المقبلة، بحسب بيان صدر عن الحزب مساء الخميس.

وأكد المتحدث الرسمي للحزب، خالد العوامي، أن “الاجتماع كان في إطار جلسات التشاور التي يعقدها الفريق مع عدد من الشخصيات العامة وقيادات الحزب حول القرار النهائي فيما يتعلق بالترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية كي يكون قرارا مبنيا على أسس سليمة ومرتكزا على ما يعرض من تقارير ودراسات استراتيجية لتقدير الموقف على الأرض بما يخدم القضايا الوطنية ويحقق الصالح العام للبلاد ويلبي طموحات وآمال الشارع المصري”.

وقال “العوامي” إنه “في جميع الأحوال سواء ترشح الفريق لانتخابات الرئاسة أو لم يترشح، فإن الحزب سيشهد تطورا نوعيا خلال الأيام المقبلة من حيث الأداء السياسي والمشاركات الفعلية بما يثري التجربة الديمقراطية، وسيكون للحزب دور محوري في العمل العام مستمدا قوته من خبرة وتاريخ رئيسه الفريق شفيق الذي أكد وبوضوح خلال الاجتماع أنه سيدعم الحزب بكل قوته حتى يكون أكثر ديناميكية في الشارع السياسي”.

وفي 29 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أعلن “شفيق”، في تصريح لوكالة “رويترز”، عزمه خوض غمار الانتخابات الرئاسية المقبلة أمام رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، ثم أعقب ذلك بساعات قليلة فيديو بثته قناة “الجزيرة” القطرية اتهم فيه دولة الإمارات بمنعه من السفر والتدخل في شؤون بلاده لأسباب لا يفهمها ولا يتفهمها.

وإثر ذلك، قامت الإمارات بترحيله إلى مصر على متن طائرة خاصة رغم قولها إنه غير ممنوع من السفر.

وفي اليوم التالي لوصوله مصر، نفى “شفيق”، في تصريحات عبر الهاتف مع فضائية “دريم” المصرية الخاصة، اختطافه من قبل السلطات المصرية، قائلا إنه تم استقباله بشكل جيد في القاهرة، لدى وصوله إلى مطار القاهرة الدولي، مساء السبت، وأنه يتمتع بحرية تامة، على حد قوله.

وردا على سؤال حول موقفه من الترشح للانتخابات الرئاسية، قال “شفيق”: “أعلنت خوضي للانتخابات من الإمارات.. وأنا الآن متواجد على أرض الوطن ويجب أن أزيد الأمر تدقيقا وتفحصا، وأن أنزل إلى الشارع لتحري الدقة وتحديد المطلوب، وأستشعر مع ما يدور من مجهودات”، لافتا إلى وجوده في مصر يتيح له التأكد من صحة قرار الترشح من عدمه.

زر الذهاب إلى الأعلى